ان من اهم نجاح الاستثمار في العالم هو استقرار التشريعات ،بحيث ان المستثمر يقرأ السوق ويستطيع ان يضع خطط طويلة الامد بناءً على استقرار التشريعات ، لذلك فأننا نلاحظ ان بلد مثل امريكا لديها استقرار كامل منذ عشرات السنين نجد ان لديها نقص دائم في العمالة بمختلف انواعها وان هذا الطلب الشديد على العمالة مصدره القطاع الخاص والمستثمرين وليست وظائف حكومية، بل ان الموظف هناك يفضل القطاع الخاص على العام لان رواتبه وامتيازاته افضل بكثير ، وهذا بالضبط ما ينادي به جلالة الملك باستمرار ويطلب من الحكومات تنفيذه لكي نصل الى ما وصلت اليه امريكا والدول المتقدمة مثل اوروبا والصين .

اما الواقع عندنا فهو العكس تماما فتجد ان الميزاجية لدى المسؤولين هي المسيطرة دائماً ، فكل مسؤول جديد يحب ان يضع بصماته فتجده يتخذ قرارات مفاجئة تقلب الاستثمار رأساً على عقب.

وانا هنا اتحدث بشكل خاص عن المنطقة الحرة في الزرقاء ، هذه المنطقة التي عمرها اكبر من عمر بعض المسؤلين ، المنطقة التي كانت تجذب المستثمرين من كل انحاء العالم ، فهل يعقل ان يتم اتخاذ سبعة قرارات خلال اقل من سنة بخصوص استيراد السيارات واعطاء تواريخ محددة لكل قرار واعطاء استثناءات لكل قرار مع اعطاء تواريخ محددة لكل استثناء بحيث تداخلت التواريخ بعضها ببعض حيث اصبحت بحاجة لعالم رياضيات كي يفسر القرارات والاستثناءات وتواريخها . اما اخر قرار فهو تاريخ 1/11/2025 وهذا القرار وهذا التاريخ اذا استمر فانه سيكون الضربة القاضية للمنطقة الحرة وللمستثمرين فيها ، فهذا القرار يمنع استيراد السيارات الكورية المستعملة نهائياً، تخيلو ان السيارات الكورية التي يتم استيرادها منذ اكثر من ثلاثون عاماً يتم منعها بهذا القرار المزاجي، عدى عن السيارات الصينية التي غزت اسواق العالم كله واثبتت جدارة كبيرة جداً من حيث الجودة والسعر ، وايضا هذا القرار منع استيراد السارات السالفج المضروبة ضربات خفيفة والتي يتم شرائها بنصف سعرها الحقيقي ويتم بيعها بنصف سعرها ايضاً وهي مصدر رزق لاعداد هائلة من الصناعيين الذين يسترزقون منها منذ عشرات السنين ، الخلاصة ان المنطقة الحرة التي هي مصدر دخل لاكثر من خمسون الف مواطن اردني والذين اصبحو مهددين بوظائفهم وارزاقهم وهذا عكس توجيهات جلالة الملك تماماً ، واخيراً فان السؤال الاهم هل نحن مضطرون لمشاهدة الآثار السلبية والواضحة للقرارات وبعدها يتم التغيير .. ولكن من يستطيع الصمود الى ذلك الحين.