ينطلق مفهوم الثقافة من المعتقدات والاراء والتقاليد والقيم التي يتحلى بها المجتمع او مجموعه من الناس وبالتأكيد تختلف الثقافات في حياة الناس باختلاف المجتمعات .

الثقافة ماهي إلا مكونات مادية من استخدامات الحياة اليومية من مسكن ،ملبس وغيره.. والمكونات الفكرية من لغة وفن وعلم، والثقافة الاجتماعية المتعلقة بالمجموعة الاجتماعية، وهنا سادمج المكونات الفكرية والاجتماعية.

مع زيادة تطورات التكنولوجيا الحديثة واستخدامات الذكاء الاصطناعي بطريقة غير منظمة فقد عاد بحصر للعلاقات الاجتماعية بطريقة مقصودة او غير مقصودة فالانشغال غير المدروس بتقنيات الذكاء الاصطناعي قللت من مفهوم الحياة الاجتماعية لدى البعض وهذا من احد العوامل الذي أثر على الثقافة المجتمعية والفكرية للاشخاص، فأصبح انحصار الفكر لبعض الأشخاص قائم على تبادل العلاقات والمصالح، وهذا لا يعمم على الجميع.

فأصبحت ظروف الحياة الاجتماعية مهيئه للوقتيات، ومع اكتساب ثقافات جديدة، ساهم الاهتمام الوقتي بالتقليل من الزيارات والاتصالات،فأصبح مقرون بمواعيد دقيقة، قد يكون ذلك بسبب الانشغال بالحياة العملية ولكن بالمقارنة مع الزمن القديم كانت تتواجد الحياة العملية، ولكن الحياة الاجتماعية قديما شبه مثالية، قائمة على توثيق الاواصر الاجتماعية.

هذا ما جعلني افكر بموضوع الثقافة البائسة فالثقافة البائسة هي التفكير السلبي العميق بالتبادلية، ان زارني زرته، ان أعطاني أعطيته، ان اهداني اهديته ، ان حضر لي مناسبة حضرت له ،لذلك يجب أن يكون تفكيرنا ايجابي ولايتم التعامل مع المجتمع والأفراد بالعواطف والهدايا والمصالح بمقاييس البيع والشراء .

حيث يقول الطنطاوي رحمه الله: لا تعامل الناس بالعواطف والهبات والهدايا بمقياس ولا بميزان الربح والخسارة بل عاملهم بالكرم والجود ومن منعك شيئا فأعطه ،انت ستعيش مرة واحدة على هذه الأرض اذا أخطأت اعتذر ولاتكن صامتا اجعل من يراك يتمنى ان يكون مثلك ،ومن يعرفك يدعو لك بالخير ومن يسمع عنك يتمنى مقابلتك فمن تعطر بأخلاقه لن يجف عطره حتى لو كان تحت التراب.

وفي ظل هذه الثقافة الشبه منتشرة ماعلينا الا اكتساب اللباقة بالعلاقات والتعامل والتكيف مع جميع الظروف المختلفة بالطريقة الفاعله قالثقافة الحقيقة هي الثقافة المؤثرة ايجابيا نحو التغيير والتطور الايجابي.