ترأس الرئيس الامريكي ترمب امس ،اجتماعا موسعا في البيت الابيض، ناقش اضاع غزة في اليوم التالي ما بعد الحرب،حضره مسؤولون اميركيون واسرائيليون وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق،وغاب عن الاجتماع الفلسطينيون والعرب ،الطرف الرئيس والاساسي في القضية واصحابها الشرعيون.

يخطط ترمب وبلير ونتنياهو مستقبل غزة والقضية الفلسطينية والشرق الاوسط ،واهل البيت واصحابه مغيبون ،لا رأي لهم ولا كلمة ،حسب منطق القوة الذي يتعامل به ترمب ونتنياهو وبلير،استمرارا لنهجهم المعروف ضد العرب منذ احتلال العراق ،وما تبع ذلك من احداث في ليبيا وسوريا وغيرهما ،ودورهم الرئيسي فيها.

اهداف اجتماع البيت الابيض الموسع برئاسة ترمب ،لا يمكن ان تخرج عن سياقها الاستراتيجي ،وهي تصفية القضية الفلسطينية،فعندما يتم طرح تهجير سكان قطاع غزة ،والعمل على تنفيذ هذا المخطط عسكريا وسياسيا ،فلمن سيتم اعادة اعمار قطاع غزة اذن،الا للمستوطنين الصهاينة .

اقحام توني بلير بموضوع غزة،هدفه التصفية السياسية للقضية الفلسطينية ،والخطوة الاولى ستبدأ من غزة،ومن ثم تمتد الى الضفة الغربية ،مع بدء عملية ضم وتهويد منطقة جيم ،وهدم وازالة اي وجود او تواجد فلسطيني فيها،حيث بدأت اعمال هدم وتجريف المازل والمنشآت والموسسات الفلسطينية فيها،وبناء المستوطنات وجلب المستوطنين ،لزيادة اعدادهم في الضفة الى مليون مستوطن.

اما مهمة جاريد كوشنير،مستشار ترمب الاقتصادي وصهره،والصديق الحميم لنتنياهو،الذي يحتفظ بعلاقات عائلية قويه معه،سوف تكون اقتصادية محضة،في قطاع غزة اولا،ومن ثمن ينتقل الى الضفة الغربية.

سوف يشرف كوشنير كما يخطط ترمب،على الاستثمارات الامريكية والاسرائيلية ،في حقل الغاز الفلسطيني في قطاع غزة واستغلاله، وعلى باقي الاستثمارات الاخرى المرتبطة بالطاقة ،والثروات الاخرى الزراعية والمائية وغيرها.

وهناك مشروع حيوي آخر سوف تكون غزة ممرا استراتيجيا له،وهو المشروع المائي ،الذي سيشكل ضغطا اقتصاديا على مصر، المتمثل بمشروع قناة بن غوريون ،التي تصل بين البحرين الاحمر والابيض المتوسط ،والتي ستنافس قناة السويس بقودة .

اذن هناك اهداف استراتيجية سياسية وافتصادية بحجج امنية ،تسعى الادارة الامريكية والكيان المحتل الى تحقيقها في قطاع غزة والضفة الغربية ايضا.

لم يأت بلير الى البيت الابيض ويشارك في الاجتماع عبثا،بل سيكون له دور مهم جدا، بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة .

لكن متى ستتوقف الحرب ،هذا السؤال المطروح الان،هل بعد ان تنتهي اسرائيل من تسوية كامل مساحة القطاع بالارض،من اجل تسهيل عملية التهجير والتطهير العرقي،ام ستكتفي ادارة ترمب وحكومة نتنياهو بما تم تدميره حتى الان،ما دامت الاهداف واحدة ،ويمكن تحقيقها وفقا لحساباتهم ورؤيتهم.

تغييب العرب والفلسطينيين عن طاولة بحث مستقبل غزة،يؤكد بأن المؤامرة على القضية الفلسطينية كبيرة وخطيرة ،وان موعد التطبيق على الابواب ،كما ان مخرجات بالون الاختبار الذي اطلقه نتنياهو ،حول اسرائيل الكبرى ستكون حاضرة ايضا في ذات السياق.

كل ما تقوم به اسرائيل،وما يعلنه ويصرح به نتنياهو، منسق ومرتب ومخطط بالكامل مع الادارة الامريكية وبريطانيا،ودول المنطقة تتلقى المخططات لتنفيذها وتطبيقها،وليس للاطلاع وابداء الراي.