facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل الأردن تحت الاختراق الناعم؟ حين يتحول النقد إلى أداة حرب


محمد الحباشنة
28-08-2025 12:33 PM

لم تعد الحروب تُخاض فقط بالدبابات والطائرات، بل أصبح وعي الأمة اليوم هو الجبهة الأخطر، الأردن بموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي ومكانته الإقليمية يُستهدف اليوم بشكل ممنهج عبر ما يمكن أن نسميه حرب اللااستقرار الداخلية، أدواتها النقد المزيف هدفها تفكيك مناعة الدولة وإرباك المجتمع ونسف قدرة الأردنيين على الصمود أمام التحديّات المحيطة..

ما يحدث ليس مجرد اختلاف في الرأي أو نقاش سياسي عادي، بل هو آلة تدمير ذاتي متقنة، ما يُطرح على الساحة العامة لا يمثل حرية تعبير، بل مشروع تخريبي مدروس، يستخدم أدوات الديمقراطية نفسها لتقويضها، ويحيل منصات الحوار إلى ساحات لتجارة الوهم ونشر اليأس..

هذه الأصوات ليست محلية فحسب، بل يمكن القول إنها وكلاء غير مباشرين لفوضى منظمة، يقومون بدور الحصان الخامس في معادلة تستنزف طاقة الدولة، وتلهيها بقضايا هامشية مصطنعة بينما تتقدم القوى الإقليمية المعادية في مشاريعها التوسعية بلا هوادة، خطابهم أصبح سلاحًا غير تقليدي في حرب بالوكالة، وتحديًا مباشرًا للأمن الوطني..

الخطر لا يكمن في النقد أو النقاش، بل في استهداف المصداقية المؤسسية وتشويه السردية الوطنية، هؤلاء لا يهاجمون خطأ هنا أو هناك، بل يسعون لتقويض فكرة الشرعية نفسها وتحطيم العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن، ليحل محله عقد من الشك والريبة والافتكاك..

عندما تصبح النتيجة واحدة إلا وهي إضعاف الدولة في ساعات حرجة وبتوقيت بالغ الحساسية يصبح التمييز بين الخطأ والخيانة صعبًا، لكن الضرورة تحتم على الجميع اليقظة..

ما أراه واجب علينا كأبناء وطن وأجهزة دولة أن يكون لدينا استراتيجيات واضحة تتمثل ب :

١. سردية وطنية مضادة: مواجهة خطاب الشك بسردية حقيقية لانجازات الدولة ومناعتها في مواجهة المخاطر الداخليه والخارجية..

٢. محاسبة قانونية استباقية: تطبيق القانون بحزم على كل من تجاوز النقد البناء إلى التحريض على اللا استقرار ممن يهدفون لتمكين العدو..

٣. تعبئة وعي الشعب: توعية المواطن بأن هذه الهجمات جزء من حرب وجود، وأن من يروّج لها هو جندي مجهول في جيش العدو سواء كان بأدراك لذلك أم لا..

وطني الذي خرج حيًّا من كل المعارك، لن تُقهره طلقات الرصاص الصوتي، اليوم المعركة هي إرادات، وإرادة قيادته وشعبه هي إرادة حديدية ستحوّل كل هذه الهجمات إلى وقود للإصرار، ودرسًا لكل من يظن أن حصن الأردن قابل للاختراق..

الواجب اليوم وطن لا مصالح ضيقة، الواجب اليوم سمو نحو معراج نجاح لا سقوط في قاع العته، إرادة الأردن أكبر من أي تحدٍ كان أو سيكون..

إلى من حُسبوا يومًا على كبار القوم..اكبروا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :