facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عطا الشمايلة .. اللكنة الكركية الأصيلة


م. رزق البلاونة
29-08-2025 04:48 PM

في بلدة الشهابية بمحافظة الكرك، يولد الأمل من جديد رغم الألم، ويطل علينا الطفل عطا الشمايلة ببراءته ولهجته الكركية الأصيلة التي تحمل عبق التاريخ وعراقة المكان. عطا، مواليد 2015، عاش عشر سنوات ليست كغيرها؛ عشر سنوات من الصبر على مرض العظم الزجاجي، أحد أقسى أنواع هشاشة العظام، حيث تتحول كل حركة إلى مغامرة، وكل سقطة إلى عملية جراحية وألم جديد.

لم يدخل عطا المدرسة أو حتى الروضة كباقي أقرانه، فظروفه الصحية والمادية جعلت من مقاعد الدراسة حلماً مؤجلاً، إذ يكفي أن يقترب طفل منه باندفاع بريء حتى يواجه خطر الكسر، والعمليات، والسياخ، وغرف الإنعاش. ومع ذلك، ظل عطا يقاوم المرض بابتسامة عفوية ولهجة كركية أصيلة تخترق القلوب قبل الآذان.

بفطرته البسيطة، جذب عطا أنظار الناس من خلال مقاطع طريفة يتحدث فيها عن عادات الكركيين، مثل طريقة تناول المنسف، فيرويها بطريقته البريئة التي تثير الضحك والدموع معًا. هذه المقاطع لم تكن للترفيه فقط، بل كانت رسالة حياة، تقول إن الجسد قد يضعف، لكن الروح لا تُقهر.

قصة عطا سرعان ما لامست ضمير المجتمع، فأطلق نشطاء حملات دعم له، ليقف الناس إلى جانبه بدلاً من انتقاده، فكل كلمة طيبة أو لفتة إنسانية قادرة أن تزرع في حياته أملاً يعينه على الاستمرار.

ومع أن التطور، ودخول الجامعات، وامتزاج الحضارات غيّب اللكنة الكركية الأصيلة عن بعض مناطق الكرك، وحتى عن الشاشة الأردنية، إلا أن ظهور عطا أعاد هذه اللكنة إلى الواجهة. فالعديد من أبناء الشعب الأردني لا يعرفون ملامحها الحقيقية، ومعرفتي الشخصية بها جاءت خلال دراستي لمرحلة البكالوريوس في كلية الزراعة – جامعة مؤتة/منطقة الربه، حيث كان العديد من أبناء الكرك يحتفظون بها بصفائها وأصالتها.

إن عطا الشمايلة ليس مجرد حالة صحية، بل هو شاهد حي على أصالة الكرك وأبنائها، وتجسيد لمعنى الصبر والكرامة في مواجهة المحن. وهو أيضًا نافذة أعادت لنا ذاكرة اللكنة الكركية التي تذوب شيئًا فشيئًا أمام عجلة الحداثة، ليبقى عطا ببراءته ولسانه الأصيل، عنوانًا للعراقة التي لا تزول.

* المهندس رزق البلاونة/ الأمين العام السابق لحزب الشعله الاردني .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :