الباص السريع في عمان: نقلة نوعية نحو تجربة أفضل
عامر الحياصات
29-08-2025 06:06 PM
يُعتبر مشروع الباص السريع (BRT) في عمان نقلة حضرية هامة، حيث قدم نموذجًا جديدًا للنقل العام يختلف تمامًا عن حافلات الكوستر الصغيرة التي عانى منها الركاب لعقود. توفر هذه الحافلات الكبيرة تجربة مريحة وسلسة، خصوصًا على خطوط رئيسية مثل صويلح إلى وسط البلد. ورغم المزايا الواضحة، فإن أي مشروع طموح يحتاج إلى تطوير مستمر لضمان استمراريته وخدمة أكبر شريحة من المواطنين.
من خلال ملاحظات من تجربة ميدانية، يمكن رصد بعض النقاط التحسينية التي من شأنها أن تجعل هذه التجربة مثالية.
نقاط تحسينية لتعزيز كفاءة الخدمة
* لوحات إرشادية أكثر وضوحًا:
* داخل الحافلة: يفتقر الجزء الداخلي من الحافلات إلى شاشة إلكترونية مضاءة تعرض رقم الحافلة ومسارها، مما يسهل على الركاب معرفة وجهتها داخل عمان أو الزرقاء. كما أن عدم وجود شاشة تعرض المحطة القادمة يحرم الركاب من التنبؤ بموعد النزول والاستعداد له، خاصةً للمسافرين الجدد أو من لا يعرفون المنطقة جيدًا.
* خارج الحافلة: عند وصول الحافلة إلى المحطة، يكون رقم الخط والوجهة معروضين فقط على مقدمة الحافلة. وهذا يتطلب من الركاب الوقوف أو الاقتراب من الحافلة لمعرفة مسارها، بينما يمكن حل هذه المشكلة بسهولة عن طريق إضافة لوحة عرض جانبية تتيح للركاب وهم جالسون على مقاعد الانتظار معرفة معلومات الحافلة القادمة.
* محطات الانتظار الذكية:
* تفتقر محطات التوقف إلى لوحات مضاءة تُعلم الركاب بقدوم الحافلة ورقمها ووجهتها. هذه اللوحات ضرورية لإدارة وقت الانتظار وتخفيف حالة التوتر لدى الركاب، خاصةً في أوقات الذروة. يمكن لهذه الشاشات أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تجربة الركاب وتجعلها أكثر تنظيمًا وفاعلية.
* تسهيلات أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة:
* بالرغم من توفير منحدر (رامب) خاص لمستخدمي الكراسي المتحركة، إلا أن آلية استخدامه تحتاج إلى تحسين. فقد لوحظ أن عملية صعود ونزول الكرسي لا تتم بسلاسة وتتطلب تدخل الركاب لحمل الكرسي، وهذا يتعارض مع مبدأ الاعتماد على الذات والكرامة. يجب مراجعة تصميم هذه الآلية أو تدريب الموظفين على مساعدة الركاب بطريقة أكثر احترافية لضمان سلامة وسهولة حركة ذوي الاحتياجات الخاصة.
* أهمية المراقبة الميدانية المستمرة:
* لضمان استمرار تحسين الخدمة، يجب على المسؤولين في وزارة النقل ومؤسسة النقل العام العمل بشكل مستمر على رصد التجربة من الداخل. يتطلب هذا منهم ركوب الحافلات بشكل غير معلن، دون التعريف بأنفسهم، لمراقبة جميع الحركات والتفاعلات عن كثب. هذه الممارسة تتيح لهم فهم التحديات التي يواجهها الركاب بشكل حقيقي ومباشر، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر دقة وفاعلية لتحسين الخدمة.
إن النجاح الحقيقي لمشروع الباص السريع لا يكمن فقط في توفير وسيلة نقل حديثة، بل في قدرته على تلبية احتياجات جميع فئات المجتمع وتوفير تجربة سلسة ومتكاملة. إن معالجة هذه الملاحظات البسيطة ستحول الباص السريع من مجرد وسيلة نقل إلى نظام متكامل يخدم أهدافه بكفاءة أعلى ويحقق التطلعات المستقبلية لعاصمة عصرية مثل عمان.