facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التقنية المتجددة تفرض نفسها


د. بسام الساكت
02-09-2025 05:35 PM

بعد ما هنأت الناجحين في الثانوية شبابا وصبايا في ديوان عشيرتنا الجزازية في السلط قبل ايام، شرحت لهم ماذا يمثِّلون في العشيرة والمدينة والوطن، وبأنهم ذراع حيوي صلب بانٍ،وفيٌ للوطن،وترابه ،وإرثه ووفيٌ لاهله، وولاة أمره. فوصلت اليهم الآن "المسؤولية الاولية" ،من اهلهم ، كشباب ، ومن والديهم ،فهم حُماتَها .

وأنعشتُ ذاكرة الشباب والحضور بأن "شجرة" مُدَنَهُم ، وريفهم ووطنهم الأردن، ذات جذور عميقة، واغصانها ممتدة، وظلالها وثمارها هي لهم، ولجوارهم من أهلٍ وأقارب. فهُمْ جديرونَ بالوطن،وعليهم مسؤولية مستقبلية لحمايته ، بتمتينِ نسيجه وتماسكِه الداخلي وانفتاحه على" العلم والمعرفة"العالمية . فالمعرفة ثروتَهُ المتجددة ورأسُمالِه. وفي ذلك حشد يُقَوِّي منْعَتَهُم ليصبحوا أهلاً للوطن يستحِقُّهُم ويستحِقَّونَه.

وأنعشتُ ذاكرة الحضور وزرعت عند الشباب ، ان مدينتهم "السلط " وبلدهم "الأردن" بكرسِيِّها وقصباتها هي موئل ومأوىً للاهل والجيرة العرب ، وحِصنا منيعاً للرجال وللضيف ولكل من ضاقت عليه السُّبل: ألَمْ يجد فيه إخوتنا الفلسطينيون ظهيرا وحضنا وقلبا دافئا في أعوام العُسْرة في الثلاثينيات والأربعينيات والستينيات ؟ و استضاف المدينة والبلاد مجاهدين من دمشق فاءوا اليها من ظلم الافرنجة الفرنسيين: مثلا : آل الأستاذ جميل شاكر الخانچي وذُرِّيَّتَه الطيبة؛ وآل المجاهد حسن حَيْمور ،والد الشيخ مشهور ، من جنوب لبنان فكانت السلط لهم اهلا وعزوة ،وهُمْ لها وللأردن من الأساتذة ورجال أمن مخلصين؛ كما وفد اليها والأردن ، البطل سلطان باشا الاطرش العربي الدرزي؛ وقبل أولئك خيَّمت جنود صلاح الدين في وادي الكراد في السلط المدينة؛ وقبلهم جنود الفتح الإسلامي ، فتكرَّم تراب الأردن والبلقاء بمقامات وأضرحة صحابة رسول الله ، محمد (صلى الله عليه وسلم): ابو عبيده و جنوده ورفاقه ؛ وتكرَّمَت السلط بزيارة وإقامة الملك المؤسس عبد الله الاول فيها في بداية عهده بالإمارة وتعزَّزتْ بحضوره أميراً وملكاً هاشميا في الأردن.

كذلك فالأردن بمَمالِكِه القديمة، مملكة المؤابيين في ذيبان في القرن التاسع ق .م، ومملكة العمونيين ، كانتا مملكتين متحالفتين متحدتين، وأبناء عمومة. فباتِّحادِهما نجح وانتصر الملك الأردني المؤابي ميشع عسكريا وحضاريا عام 850 ق .م على بني إسرائيل العبرانيين، فرفعوا الظلم عن المنطقة. وعلى الشباب الأردني والعربي زيارة متاحف الآثار الأردنية في عمان ومأدبا والكرك حيث توجد مسلّة الملك المؤابي الأردني مِيشَع والذي بتحالف مملكته واتحادها مع مملكة ابناء عمومته الأردنية العمُّونيين من ذيبان، كُسِر وهُزِم العبرانيون الذين إضطهدوا أهل مؤاب فخَلُصَت البلاد من ظلمهم. ولقد دُوِّنت انتصارات الملك الأردني ميشع ب 34 سطرا بلغة مؤابية على مسلّة بازلتية من صخر أسود (3.5 feet 2 x ) اكتشفها عام 1868م، راهب ٌألماني وأودعها متحف اللوڤر بباريس. وأخرى طبق الأصل، هي في المتاحف الأردنية. فليتذكر الأردنيون والعرب، أن مملكتهم الهاشمية وبعد قرونٍ عديدة من المؤابين، تصدُّوا وكسروا في معركة الكرامة عام 1968 المعتدين الاسرائيليين! إن"الجينات تُوَلِّد المواقف" ؛ إن في ذلك فخر وسرور نفسي وحرز ثمين للأردن والعرب.

وانتقلت بالشباب بعد الملحوظات في اعلاه ،فقلت : لا تهربوا نحو الماضي للاحتماء ، بل لِلْعِظةِ والدروس لمواجهة التحديات. فميراثكم يُولِّد المواقف كالجينات وهو مؤونة، وبوصلة لكم على ارض الرباط -الأردن - موطن الهاشميين والصحابة الاخيار وأجدادكم الكرام. فنحن دوما ممتحنون متَّحدون ، وشدُّ أحزمة العقولِ شِعارُنا.

ومما انصح به الخريجين، وذوي المعرفة ايضا، أن تسعوا، ايها الشباب ، للحقول والمجالات التالية لصناعة مستقبلكم ولتعلموا ان التقنية المتجددة تفرض نفسها، ولا خيار لكم إلا التَّسلُّح بها من "Artificial Intelligence ذكاء اصطناعي" ومشتقاته ففيه مؤونة وذراع متين: انشدوا في الاقتصاد الهندسة المالية في الأسواق والعملات التقليدية والرقمية؛ وخبرات البورصات والأسواق المالية وأسواق الاستثمار وإدارته و البيانات ، فهو علم ومهنة ؛ والتحليل الاحصائي المسمى بالتعدين الرقميDigital Mining ؛ وأمن المعلومات ؛والهندسة والكيمياء الصناعية؛ وعلوم الأنسجة النباتية؛ والطب الرقمي وطب الجينات؛ وتخصصات الصيدلة وعلاج وطب المُسِنِّين ، والأطفال؛ وعلاج الالام؛ وهندسة التصميم الصناعي؛ وهندسة الطرق والأَنفاق ؛وتصميم المدن، والطرق الذكيه ؛وهندسة الروبوتات الصناعية والدفاعية والطبية والمعلوماتية؛ وتصاميم الطاقة المتجددة والخضراء ،في بلدنا غيرُ النفطي؛ واعلموا أن نفطنا في العقول، لا في الحقول فقط؛ وعلوم ادارة المياه في بلد عجوزات الماء والطاقة واضحة؛ وإتباع استراتيجة مرنة : التوجه نحو المهن لا الشهادات (اللي أُمُّه خبَّازِة ما بِجوع)، ولِنبتَعِد عن كوننا مُغْرِقُين في تجميع وتراكم الشهادات ، لا تجميع الكفاءات ؛وإن أُغلِق بابٌ أمامكم ،غيِّروا المسار لعمل او مهنة أُخرى غير ما تعلمتموه؛ تطوَّعُوا وإعملوا اعمالا جزئية إلى حين، أي وازِنوا بين الدراسة والعمل المؤقت؛ إسعوا في مناكبها وانتهزوا الفرص، أيّ فرص ولا تَرْكَنوا ولا تنتظروا لتأتي إليكم، فالسماءُ لا تُمطِر ذهباً ولا فضة! تمسكوا بمبادئ الفضيلة والاستقامة واحترام القانون؛ واعلموا ان مواقع المسؤولية هي للخدمةِ لا للغَنِيمة؛ احْسَنوا التدبير في المال والوقت فالمالُ عبد، لا سيدا ، وفِيهِ "حق" معلوم للسائلِ والمحروم ؛ وإعلموا ان صِلَةَ الأرحامِ عبادة ، والأم والأب، ظاهرة لمرة واحدة ، مقدسة ،لاتُكَرر؛

ولقد منحنا المولى قيادة هاشمية معتدلة عاقلة تُحسِن التواصل مع العالم وتعرف حجم قدراتنا، فتقف عندها ، في عصرٍ دوليٍ تعصفُ به البرودة والتوحش وتبَدُّلِ القيم والخلخلة ، وتكاثر صُنَّاع الفِتَن؛ أنتم الشباب سلاحُنا ، بعد عون الله ، فالأردن قويٌ بكم . وإخوتكم العرب في الجِوار أقوياءَ بكم ؛ وإذا ما صاحبَ إعلاء القيم والإيمان بها ، جهود اصحاب رأس المال بيننا ، عندها نحمي ، ونبني وطنا أمتن ، يَستَحِقُّنَا، ونستَحِقُّهُ؛ جامعٌ لآل البيت ،وكل الأطياف ،يتمسك بالقيم الروحية والعدل ؛ وعندها نكبَرُ به ،ويَكْبُرَ بِنا ونحافظ على الأمل ولا نفقِدُه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :