التواجد اللافت لنشميات الشرطة النسائية من مرتبات الأمن العام في اكثر من محافظة أردنية (وفي دوريات النجدة على وجه الخصوص) ينم عن بعد نظر ثاقب يستشرف المستقبل ويؤكد على مكانة رفيعة تحتلها المرأة الأردنية التي تقدمت كثيرا لا سيما في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومما لا شك فيه ان وجود نشميات في الميدان من شانه تعزيز منظومة الثقة بين أطراف المعادلة الأمنية واعتقد انها خطوة تسهم في ترسيخ الامن والامان والثقة خاصة عند بناتنا الاردنيات اللواتي سيجدن شقيقاتهن في الميدان ويقدمن لهن العون والمساعدة في كل شأن يطلبنه.

مشاهدة نشميات الأمن العام في الميدان وفي المكاتب في مختلف الإدارات التابعة لمديرية الأمن العام (كالترخيص، والسير، والنجدة، والأمن الوقائي، وحماية الأسرة وغيرها) أمر يبعث على الفخر والاعتزاز بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه المرأة الأردنية التي شقّت طريق مستقبلها الواثق بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، وكلّ ذلك كان نتيجة دعم وتحفيز ومكانة رفيعة استحقتها الأردنية في ضمير ووجدان وفكر جلالة الملك وسمو ولي عهده، ذلك أن إيمان القيادة الهاشمية بقدرات وكفاءة ومؤهلات الإنسانة الأردنية ساهم في لعبها لدور ريادي لا يستهان به في مراكمة الانجازات التي شملت في عهد سيدنا المبارك مختلف مجالات الحياة.

في هذا المقام حري بنا الإشادة برسالة معهد الاميرة بسمة لتدريب الشرطة النسائية الذي يشرف على تدريب وتأهيل وإعداد بنات الوطن للخدمة المشرفة في دفع مسيرة البناء والنماء والتنمية في الأردن الى الامام، ومن الجدير ذكره أن المنتسبات لجهاز الأمن العام ومنذ الدقيقة الأولى لقبولهنّ في هذا الجهاز الوطني الحيوي المناط به الحفاظ على أمن وأمان المواطن، يخضعن لتدريب عملي من ناحية و علمي ودروس ومحاضرات في موضوعات أمنية وفكرية وتاريخية حول رسالة الدولة الأردنية من ناحية اخرى، ومن شأنه تأهيلهنّ للمراحل القادمة من سنوات عملهنّ وخدمتهنّ المُشرّفة في رفعة مسيرة الوطن وإعلاء شأنه، والإشارة التي لا بد منها في هذا الصدد أن المعهد المتطور الذي يحمل اسم أميرة هاشمية شقيقة باني الوطن الحسين بن طلال، ومن خلال ثلّة من الفضليات ممن يقمن على إدارته بحنكة يعرفنَ حجم الدور والمهام والمسؤوليات المناطة بهنّ في تخريج نشميات على قدرٍ عالٍ من الخبرات والمعارف التي لا شك أن كل "زهرة" وفي كل مكان تذهب للعمل به ستكون الحريصة والأمينة على نقل وترجمة ما تعلمته داخل أروقة المعهد لفترة زمنية ليست بالقصيرة.

تحية لنشميات الأمن العام في كل إدارة وشارع ومكتب، وهؤلاء يجعلننا في ثقة من أمرنا نؤكد فيها أن المرأة الأردنية تقف اليوم شامخة، حارسة للهوية الوطنية وللاستقلال وشريكة أصيلة في مسيرة البناء وصناعة القيم الوطنية و لقد حملت كل أردنية راية الوطن في قلبها، وغرست في أبنائها معاني الانتماء والولاء، وعلّمت الأجيال أن حب الأردن مسؤولية يومية تُترجم بالمواقف والأفعال.