أبتهجت الارض فرحاً وسروراً بولادة سيد الكائنات وخاتم الرسل وبهجة الى جده عبد المطلب الذي أنشد ولادة حفيده شعراً :

وأنت لما ولدت أشرقت – الارض وضاءة بنورك الأفق

فحن في ذلك الضياء وفي - النور وسبل الرشاد نخترق

قال الله تعالى :( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).
ولادة الرسول الكريم هي ثورة إنسانية وإخراج المجتمعات من الظلمات الى النور ومن الجهل الى الثقافة ومن الظلم والفقر والعبودية الى بناء المجتمع ألاسلامي.

ونظراً لأهمية المولد الشريف ومكانته وقدرته في جمع شمل المسلمين كافة في الحضارة العربية والاسلامية، يتسابق المسلمون لإحياء هذه الليلة المباركة التي نستذكر بها المعاني والمفاهيم العطرة من وحي الرسالة المحمدية وجمع شمل النفوس وتوحيد القلوب وتطبيق وصايا الرسول الكريم وحثه على وحدة الصف الاسلامي والتضحية والجهاد والدفاع عن الدين والارض وحماية المجتمع من الجهل والفقر والمرض ورعاية المرأة التي أوصى بها "الجنة تحت أقدام الأمهات" و"طلب العلم فريضة على كل مسلم"و"رفقاً بالقوارير" الأحاديث الشريفة تؤكد على منزلة النساء واحترامهن وحمايتهن وتقدسيهن كما جاء في حجة الوداع عام 10 الهجري "أوصيكم بالنساء خيراً " .نحن اليوم في أحوج الاوقات لاستلهام الدروس والعبر والقيم من السيرة المحمدية والعادات والتقاليد الأسلامية في العدالة والمساواة وليكن ذكرى عيد المولد ثورة تصحيح واكاديمية ثتقيف واصلاح الحكومات.

واننا اليوم نعتز بقيمنا الانسانية السماوية السامية والتي تدعوالى روح التسامح والمحبة بين الأديان والمذاهب والمعتقدات البشرية لأن الرسول ﷺ’بعث رحمة للعدل والمساواة والمؤاخاة والاحترام والمصاهرات والعمل من أجل خدمة الأنسانية ويمثل إحياء المولد النبوي الشريف نموذجاً للعدالة والرحمة والتعاون في الدفاع عن حقوق المظلومين والمطالبة بالحقوق والواجبات ، إن إحياء الولادة العطرة هي تجديد للعهد في السير على خطى الأنبياء والرسل وحماية المجتمعات من التمزق والفقر والدجل .وعلينا زرع الحب والاحترام والتسامح والحرية والعبادة لله وحده الواحد الأحد ورسوله وأهل بيته الاطهار . يستحق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بفخر واعتزاز في إحياء ولادته بالوسائل والطرق والاعمال الخيرية والمسائل الأنسانية وذلك بتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين وخاصة ونحن في وقت عصيب أمام أزمات مختلفة والمساعدة في علاج المرضى ونسيان الصراعات والاحقاد والمشاكل الاجتماعية ومعالجة النزاعات والمصالحة بين طبقات المجتمع وبذلك تنعش القلوب المؤمنة بالذكرى العطرة على نفوسهم.

وجاء هذا العام ذكرى المولد النبوي الشريف ونحن في أشد الحاجة الى الدعاء لله تعالى لتصفية النفوس وانهاء الصراعات والحروب واحترام قواعد الدين الاسلامي في التسامح والتآخي والحدة والمحبة والمصاهرة والعمل الصالح ونبذ التفرقة والحسد والاعتداء وإحياء الاخلاق والتصدي للشبهات التي تستهدف الأنسانية ومواجهة أساة البعض للرسول وللمسلمين . والجرائم والقتل بدون ذنب التي أصبحت دخيلة على مجتمعاتنا بترويع او غيره.

واننا اليوم وأمام أحداث كثيرة تمر علينا لن ننسى وقوف جلالة الملك عبد الله بن الحسين الهاشمي المعظم بالعدل والمساواة والوقوف مع الجميع بالحقوق والواجبات وهذا من الندرة أن نجدها بين حكام العالم العربي والغربي هذا الملك الانسان الذي يرسم لنا معالم الأنسانية حفظه الله ورعاه وكل عام واهل بيت النبيﷺ الأطهار والعالم الاسلامي بالف خير أعاده الله هذه الذكرى العطرة ونحن جميعاً بالف خير والصحة والعافية للجميع.