الأردن في ظلال المولد النبوي
د. جاسر خلف محاسنه
05-09-2025 06:37 PM
التين يتدلّى من أشجار جرش كابتسامة الفجر، والزيتون يظلّل المدرجات العتيقة بظلاله المباركة، وكل ورقة على غصن، وكل حجرٍ على الأرض يهمس بسرّ الأرض المضيئة "التين والزيتون."
وفي عجلون، ترتفع الغابات كأهداب السماء، تعانق النسيم، وتنثر الطمأنينة في القلوب، وتذكر الجميع بأن البركة لا تزول، وأن الأمل ممتدّ من جيل إلى جيل. وفي القدس القريبة ينساب نور الهداية على الأروقة القديمة، ويشهد على الرحمة، ويشدّ النفوس إلى طمأنينة الأرض المباركة.
وفي ليالي المولد النبوي تتلألأ المآذن بأنوارها، ويشرق معها نور الرحمة في النفوس، وتتوحّد الأرواح على الصلاة والسلام، ويصبح الوطن كله محرابًا يتنفس السكينة، ويشعر كل قلب بالطمأنينة والسكينة.
اللهم اجعل الأردن بلدًا مطمئنًا، وبلدًا تصونه ملائكتك، وبلدًا تغمره بركاتك، وبلدًا يُشرق عليه نورك كما أشرقت على ميلاد نبيك الكريم. اجعل أمنه دائمًا كظل الزيتون، ورزقه وفيرًا كثمر التين، ورايته عالية لا تنحني، وبارك في جباله وسهوله، وفي بواديه ومدنه، وفي أهله الذين يعرفون أن الأرض أمانة، والوطن عهد، واجعل الأردن البلد الأمين ملاذًا للطمأنينة والسكينة، ووطنًا يبعث الراحة في كل قلب إلى يوم الدين.