بلدوزرات السياسة؛ أين أختفت ؟
امجد عدنان الجميعان
06-09-2025 12:32 AM
وهل لها تاريخ إنتاج وتاريخ إنتهاء ؟
تزامن تأسيس إمارة شرق الاردن في عشرينيات القرن الماضي بنشاط سياسي وتدخل الدول الكبرى من أجل السيطرة ولبسط النفوذ وتقاسم أراض سوريا الكبرى.
وبنفس الوقت نشأت ونشطت الحركات القومية العربية والدينية في محاولة لمقاومة إمتداد النفوذ الاجنبي وللمحافظة على وحدة أراض سوريا الكبرى (بلاد الشام والهلال الخصيب) او للسيطرة على الحكم .
وحدث ما حدث من معارك وثورات حتى تأسيس المملكة الاردنية الهاشمية في بداية خمسينيات القرن الماضي ، وفي الوقت ذاته بدأت به الانقلابات والاغتيالات وتغيير الحكم في العديد من الدول المجاورة، وكان من الطبيعي ونحن كدولة في منتصف هذا الاقليم الملتهب أن تنتقل الحركات السياسية القومية والدينية الى الأردن ومن الطبيعي أن تشد المنافسة بين الاحزاب الدينية والقومية لكسب تعاطف الجماهير وأن تتحدى تلك الاحزاب النظام في الاردن لمحاولة السيطرة وقلب نظام الحكم.
واتخذ معظم سكان المملكة مواقفهم بتلك الفترة فكان هناك الموالي والمعارض؛ واشتدت الاتهامات بين جميع الاطراف وإدعاءات الانتماء للوطن .
ولكن أهم ما تميزت به تلك المرحلة واحزابها السياسية بشخصيات لُقبت بلدوزرات العمل السياسي والعسكري؛ وبقوة المعارضة ظاهرياً والحجة وحشد الجماهير ، ولكن كانت تتهاوى أصواتها بسهولة ؛ أمام تعينات في مناصب حكومية وعسكرية واستلم هولاء دفة القيادة واصبح العديد منهم جزء من الدولة العميقة وصانعي القرارت، حتى أصبحت المناصب حكراً على هذه المجموعات كنوع من الاسترضاء ولكسب تأييدهم واصبح لهم أذرعا تمثلهم في مختلف دوائر الحكومة والمؤسسات والشركات والهيئات .
ولكل مرحلة كان لها شخوصها ومن حولهم.
وأصبح التعيين في عدد من المناصب من نصيب من يعارض.
ومع مرور الوقت أصبحت التعينات مرتبطة إما بمعارض، أو بشخصيات استحقاقية وتشمل القاطع العشائري أو شخوص ذات ثقل مادي وارتباطات .
ولكل مرحلة أساطيرها وشخوص مثيرة للجدل، لها تاريخ إنتاج وتاريخ إنتهاء مثل علبة السردين أي بعد خروجه من الحلقة تنقطع أخبارهم وكانهم لم يكونوا ابدا.
ويبقى الثابت الوحيد عبر الزمن الوطن والقيادة الحكيمة القادرة على استيعاب كافة المتغيرات والشخوص .
حفظ الله الاردن وقيادة الأردن الحكيمة القادرة دوماً على استيعاب كافة المتغيرات .