لا يحتاج أحد سوى أن ينظر في كل مدينة ويضع مكان كل اسم طروادي اسما من مدينة أخرى. في غزة مثلا أقترح أن اسماعيل هنية يمثل هيكتور. والسنوار يمثل باريس. ونتنياهو أجاممنون. وسويريتش هو مينلاماوس. من هو أخيل/اكيل/ عقيل؟ هو ليس إسرائيلي لكنه حليف مينلاماوس وأجاممنون برغم أنه يكرههما.

باريس الذي جلب الحرب والدمار على طروادة يقتل أخيل/ عقيل الذي لا يستطيع أحد قتله. لكنه قتله بعد خراب طروادة. من يمثل دور الكاهن الذي أدخل حصان طروادة؟ عندي اسم مقترح. لكن خليه لبعدين. أما بريام/ ابراهيم (الأب الرحيم) يمكن يكون أحمد ياسين أو خيري الآغا. يعود مينلا ماوس بعد 12 سنة الى اسبارطة ومعه الكسندارا (الاميرة التي وهبتها الآلهة (ابولو) الحكمة ومنعت الناس أن يصدقوها) لكن تقتله زوجته التي أمضت سنوات غيابه مع عشيقها. قتلاه؛ الزوجة والعشيق ضربا حتى الموت. لكن أجاممنون يستعيد هيلين ويعيشا معا حتى الموت، ثم تأخذهما الآلهة إلى جزيرة المباركين. نهاية لا نحبها نحن الطرواديين. وأفضل عليها رواية يوربيدس. لم تعد هيلين مع اجاممنون. هي أصلا لم تذهب مع باريس إلى طروادة. لقد كان طيفها. يمكن أن يحدث ذلك واقعيا بعد سنوات عندما تتطور منظومة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وإمكانية الحلول بالوعي والإدراك في الشبكة. ويقال إنها بقيت مع الطرواديين وتزوجها دييفوبوس شقيق باريس جريا على عادة زواج الأخ من أرملة أخيه، وفي التوراة يحق للأرملة إن أرادت ان تتزوج من أخ زوجها المتوفى ورفض أن تضربه بالحذاء على وجهه في مجلس الرجال.

النهاية التي نتطلع اليوم إليها نحن الطرواديين أن يقود إينياس الناجين وينشئ مملكة جديدة بعيدا عن طروادة. من سيكون هذا البطل؟ ابن أحد الأمراء الذين لم يحكموا ولم يرثوا والآلهة أفروديت التي ولدت في قبرص من زبد البحر. كانت قبرص في الزمن الجميل حتى عهد ليس بعيدا مرتبطة بممر صخري بمدينة العريش ينحسر عنه البحر في الجزر ويغطيه في المد وكانت تسير عليه الجمال بين الجزيرة والشاطئ. غضب زيوس من آنخينيسي الذي أحبته افروديت فصعقه وظل أعرجا طوال حياته. يقول أخيل/ عقيل "الآلهة تحسدنا لأننا نموت" حمله ابنه إينياس على كتفه وسط حرائق المدينة ورحلا في البحر والجزر في رحلة تيه قبل أن يستقروا في البر وينشئوا مملكة جديدة. مات آنخينيس في جزيرة صقلية في أثناء الرحلة الطويلة المجهولة. لكنه ظل يرشد إبنه إينياس، وتمكنت ذريته من الاستقرار وأنشأت مدينة روما العظيمة. في احاديث نبوية تشكل روما حلما إسلاميا! على سبيل المثال الحديث النبوي "تصالحون الروم صلحًا آمنًا، فتغزون أنتم وهم عدوًا من ورائكم، فتُنصرون وتغنمون وتسلمون،.." بعد ذلك سوف تحدث ملحمة بين الروم والمسلمين. لكن الروم ليسوا هم الرومان. الروم هي بيزنطة؛ البلاد التي صارت تسمى اليوم تركيا وشمال سوريا حتى حمص، الأناضول، وأرض الروم وآسيا الصغرى، من أسمائها المتبقية حتى اليوم. والحديث الذي يجيب سؤالا للصحابة أي المدن تفتح أولا؟ قسطنطينية أو رومية؟ كان العرب يسمونها قسطنطينية والروم يسمونها استنبول، وهذا موثق في كتب التاريخ مثل اليعقوبي والمسعودي. قال: تُفتح أولًا: مدينة هرقل تُفتح أولًا، يعني قسطنطينية. لكن روما كانت في ذلك الحين مدينة بائسة فقد انحدرت الى البؤس والفوضى بعد سقوطها بيد الجرمان بقيادة ادواكر عام 476م. وأما الأسرة الرومانية التي تحكم القسطنطينية فقد تحولت إلى الثقافة اليونانية الهيلنستية، وصارت اليونانية لغتهم.

وكانت روما تابعة لبيزنطة لكنها بالنسبة للروم الإغريق كانت إشارة على التخلف والبؤس، وقد صنع ذلك مرارة عميقة بين الغرب البائس وبيزنطة الراقية المتقدمة المتعجرفة، ثم تحول إلى عداء سياسي وديني متصاعد حتى إن الفرنجة احتلوا في الحروب الصليبية مدينة القسطنطينية واستباحوها نهبا واغتصابا، وحولوا تماثيلها النحاسية والمعدنية الجميلة إلى قدور ودوروع، وأما تماثيل الرخام التي لم تكن تساوي شيئا في نظرهم فقد دمروا كثيرا منها ونقل بعضها إلى مدن إيطالية يدرك أهلها قيمتها ومازالت هذه التماثيل المسروقة من القسطنطينية قائمة اليوم في فينيسيا وروما وجنوا؛ ما علينا!

يقول الرومان إنهم أحفاد إينياس. لكن المعروف في التاريخ أن روما أسسها روميولوس، وهو قاطع الطريق، وكانت روما المنسوبة إليه مأوى له ولعصابته يتحصنون به ويخفون فيه مسروقاتهم.

هناك شخصية مهمة وتراجيدية؛ كساندرا التي وهبها أبولو الحكمة ومنع الناس أن يصدقوها، تشبه زرقاء اليمامة، ودريد بن الصمة؛ صاحب البيت المشهور

نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

لقد كانت نهايتهم؛ كساندرا وزرقاء اليمامة ودريد بن الصمة وربما جميع الحكماء نهاية مأساوية تراجيدية، ولم يؤثروا في الناس والأحداث شيئا برغم حكمتهم ومعرفتهم الواسعة، سبيت كساندرا وسييقت سبية إلى إسبارطا، وفقئت عينا زرقاء اليمامة، وقتل دريد في معركة حنين، قتله مجهول من سليم يبحث عما يسرقه كان يريد الفرس، ولم يعرف من هو دريد بن الصمة!