facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قمةالدوحة: الفرصة الأخيرة


حسن عبدالحميد الرواشدة
14-09-2025 12:21 PM

تكاد القمة العربية-الإسلامية الطارئة في الدوحة، والتي تأتي بعد أسبوع واحد فقط من العدوان الإسرائيلي على قطر، أن تكون الفرصة الأخيرة أمام النظام الرسمي العربي والإسلامي لإثبات قدرته على اتخاذ موقف صلب في مواجهة العربدة الإسرائيلية المتواصلة.

فالأحداث المتسارعة لم تترك مجالاً للمناورة أو التهرب، حرب على غزة مستمرة منذ عامين تقريباً، إجراءات إسرائيلية أحادية في الضفة الغربية والقدس تلتهم ما تبقى من أمل في قيام دولة فلسطينية، واعتداءات إسرائيلية متكررة طالت ستة بلدان عربية، فضلاً عن مواجهة مفتوحة مع إيران.

إسرائيل، اليوم، لا تكتفي بالقول إنها في زمنها الذهبي، بل تمارس سياسات على الأرض ترسّخ هذا المعنى، قصف، اغتيالات، توسع استيطاني، وفرض وقائع جديدة تجهض أي مسار سياسي. وفي المقابل، يقف العرب والمسلمون أمام لحظة اختبار حاسمة، إما أن يترجموا بياناتهم المعتادة إلى قرارات عملية، أو يسلّموا بأنهم خرجوا من معادلة التأثير الإقليمي والدولي.

المطلوب من قمة الدوحة أن تصدر إعلاناً واضحاً وصارماً يتجاوز حدود التوصيات العامة. إعلان يتضمن إنذاراً سياسياً للإسرائيليين، ومن ورائهم الأميركيين، بمهلة زمنية قصيرة، تتضمن وقف الحرب على غزة فوراً، التراجع عن الإجراءات الأحادية في الضفة الغربية والقدس، والانخراط في عملية سياسية برعاية دولية تقود إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، بجدول زمني لا يتجاوز صيف العام المقبل.

لكن هذه المرة يجب ألا يُترك الأمر للزمن أو لحسن النوايا. لذلك فإن القمة مطالَبة بتشكيل لجنة عربية-إسلامية مصغّرة تتولى متابعة تنفيذ هذه الشروط بدقة، بحيث تعمل على متابعة آليات إنهاء الحرب على غزة وفق جدول زمني ملزم، الإشراف على عملية تسليم المحتجزين الإسرائيليين ضمن تفاهمات إنسانية متفق عليها، الدخول المباشر إلى غزة لإرساء إدارة مدنية انتقالية تشرف على الأمن الداخلي، وتسهّل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، وتطلق مشاريع إعادة الإعمار، ضمان أن تكون هذه المرحلة التمهيدية جسراً لتسليم القطاع لاحقاً إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد إجراء سلسلة إصلاحات جذرية تضمن وحدة القرار السياسي والمؤسساتي الفلسطيني.

أما البديل فيجب أن يكون بحجم التحدي، يبدأ من قطع حقيقي للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وإعادة النظر في مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة ما لم تتبنَّ موقفاً متوازناً يحترم الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين وكرامة الشعوب العربية.

إنها لحظة الحقيقة. فلا قيمة لقمة تُعقد بعد أن تكون الأرض قد ابتُلعت والحقوق قد تبخّرت. وإذا لم تتحول هذه القمة إلى نقطة انعطاف تاريخية، فإن التاريخ سيسجل أن الأمة العربية والإسلامية، بكل ثقلها البشري والاقتصادي والسياسي، فوّتت آخر فرصة لها لمواجهة مشروع إسرائيلي يتوسع بلا قيود، ويعيد تشكيل خريطة المنطقة وفق مقاييسه ومصالحه.

اليوم، لا مجال للتردّد أو الحسابات الضيقة. نحن أمام امتحان سيحدد ما إذا كان النظام الرسمي العربي والإسلامي قادراً على الفعل، أم أنه سيكتفي بدور المتفرج على سقوط آخر ركائز النظام الإقليمي الذي وُلد بعد الحرب العالمية الثانية.

إنها الفرصة الأخيرة… فإما أن تُكتب في الدوحة صفحة جديدة من تاريخ هذه الأمة، أو أن يسدل الستار على مرحلة طويلة من العجز تاركةً للأجيال المقبلة إرثاً ثقيلاً من الخيبة والانكسار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :