حيث يشير الإصبع الشاهد للملك .. نطلب الشهادة
عبداللطيف الجمل القطامين
15-09-2025 09:50 PM
حين يتكلم الملك، يتوقف الجدل وتسقط كل التحليلات. كلماته ليست موضوعًا للتفسير، بل عهدًا يُفهم بالوجدان قبل العقل. الملك لا يخاطبنا كجمهور متفرّج، بل كجنودٍ في الميدان، يقرأون رسالته كما تُقرأ الكلمات من أبٍ لابنائه.
الأردنيون يعرفون أن الإصبع الشاهد لجلالته ليس حركة عابرة، بل قسمٌ يُلزمنا جميعًا. وحين يرفع سيد البلاد إصبعه نحو الحق، يرفع معه ضمائرنا، فنرددها بلا تردّد: حيث يشير الإصبع الشاهد للملك، هناك نطلب الشهادة.
هذه ليست شعارات تُطلق، بل فعل يتجذّر في الأرض وفي الدم. نحن أبناء من استشهدوا في السموع وباب الواد واللطرون والقدس وتل الذخيرة والكرامة ابناء الجيشٍ العربيٍ ورفقاء السلاح نشأنا على قسم الولاء والانتماء نردد "أبشر سيدنا" ونحن ندرك أن الاستجابة ليست بالكلمة فقط بل بالفعل الذي يحمي الحدود ويحفظ القدس ويصون الكرامة.
خطاب الملك هو البوصلة وصوته هو نداء الحق، ووقوفه بين جنوده هو الدرس الأكبر أن القيادة ليست امتيازًا، بل مسؤولية تُحمل على الكتف وتُروى بالعرق والدم.
لذلك نقولها بملء الفم نحن لا نحلل خطاب الملك… نحن نفهمه، نعيه، ونترجمه إلى التزام. فإذا أشار إصبعه إلى ميدان، كانت أرواحنا هي السلاح، وكانت الشهادة مطلبًا لا مفر منه.