الأردن وقطر: نموذج عربي في التضامن والصمود
عبداللطيف الجمل القطامين
16-09-2025 10:52 PM
تهب على المنطقة تحديات تستهدف النيل من سيادة الأمة وأمنها، ويبرز التضامن العربي كصرح منيع ومنارة أمل، ويأتي التعاون الاستراتيجي بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر، كما تجسده المناورات العسكرية المشتركة "الحارس المنيع"، ليؤكد أن الوحدة العربية ليست مجرد شعار، بل قوة حقيقية تعكس إرادة الأمة وعزمها على مواجهة كل التهديدات.
هذا التعاون هو ترجمة فعلية للخطاب العربي إلى مواقف عملية، يظهر قوة العمل المشترك بين الدول الشقيقة. فالأشقاء في قطر، بحنكتهم الدبلوماسية، كشفوا الحقائق وفضحوا التناقضات، بينما قدم الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الإطار الاستراتيجي والقانوني الذي يمنح التضامن زخمه الدولي ومشروعيته. هذا التكامل يعكس مرحلة جديدة من العمل العربي المبني على التعاضد والتعاون، بعيدًا عن التنافس والتفرق.
وموقف الأردن الثابت، الذي أدان بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على غزة، وحذر من عواقبه على السلم والأمن الدوليين، يثبت أن الأمة العربية لن تتخلى عن بعضها. هذا الموقف يغرس في النفوس روح الاعتزاز والكرامة والثقة بالمستقبل، ويؤكد أن حقوقنا الوطنية والسيادية ليست للمساومة.
إن هذا التلاحم العربي، بين القوة العسكرية والمنطق الدبلوماسي والضغط القانوني، يشكل مصدرًا للتعبئة المعنوية ويشحذ الهمم. إنه يذكّرنا بتاريخنا العريق وقدرتنا على الصمود والتغلب على المحن حين تتحد إرادتنا. الأردن وقطر اليوم يمثلان نموذجًا يحتذى به في إعادة بناء الصف العربي ليكون أكثر تماسكًا وقوة في مواجهة مشاريع الهيمنة والتفتيت.
في الختام، هذا التضامن بين الأردن وقطر ليس مجرد حدث عابر، بل نهج يستحق الفخر والاحتفاء. إنه يثبت أن معركة الكرامة والسيادة لا تُربح بالكلمات وحدها، بل بالإرادة الموحدة والعمل الدؤوب. فلنعتز بهذا التلاحم، ولنجعله نبراسًا ينير الطريق نحو مستقبل عربي زاخر بالأمن والاستقرار والنهضة، مستقبل نحن أهله وأصحابه.