عمون - ضمن فعاليات ملتقى النخبة - Elite الأسبوعي، عُقد مساء الثلاثاء حوار سياسي بعنوان: "الأردن على خط النار: بين الموقف المبدئي تجاه القضايا العربية والمآلات الاستراتيجية"، تناول فيه نخبة من المفكرين والخبراء موقع الأردن في قلب الأزمات الإقليمية المتصاعدة، لا سيما في ظل العدوان على غزة وتصاعد التهديدات في المنطقة.
كما تطرقت الجلسة إلى دور القيادة الهاشمية، والجيش الأردني المحترف، والسياسة الخارجية المتزنة، في الحفاظ على استقرار المملكة رغم الاضطرابات الإقليمية، إضافة إلى تساؤلات محورية حول مدى واقعية أي تدخل عسكري مباشر، وكلفته الاستراتيجية، وإمكانات مواجهة سيناريوهات مثل التهجير والضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
وتاليا نص الحوارية وأبرز المداخلات :
يعتبر استقرار الأردن نتيجة لمجموعة من العوامل التي تدمج بين القيادة السياسية الحكيمة، القوى العسكرية القوية، السياسة الخارجية المتوازنة مع الدول العربية والغربية، والقدرة على الإصلاحات بشكل مستمر.
يعد الأردن لاعباً أساسياً في استقرار المنطقة، رغم حالة الفوضى والاضطراب التي عصفت بها منذ عقود علاوة على تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم يتخلّف الأردن عن دوره الرئيسي في مواجهة الاطماع التوسعية للكيان الإسرائيلي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهه.
شكّلت القيادة الهاشمية الحكيمة بما تملك من رؤية استراتيجية قائمة على الحكمة والتوازن مركز القوة والفاعلية الأردنية، إضافة إلى عوامل أخرى أهمها الموقع الجيوسياسي، والدبلوماسية النشطة والفاعلة، والعلاقات الدولية المتوازنة، حيث تكمن قوة السياسة الخارجية الأردنية في اعتدالها، واقعيتها، ومرونتها، مما يمكنها من تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والمتطلبات الإقليمية والدولية، هذا النهج المتوازن جعل الأردن شريكاً موثوقاً وفاعلاً أساسياً في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.
العقيدة العسكرية الأردنية عقيدة متوازنة تركز على البقاء والاستقرار وتتميز بالواقعية والمرونة من خلال الحفاظ على الأمن الداخلي كأولوية مطلقة، تعزيز التحالفات الدولية لتعزيز القدرات الدفاعية، تجنب المواجهات المباشرة غير المحسوبة، والاعتماد على الكفاءة البشرية بدلاً التسلح الضخم في ظل التحديات الاقتصادية، كما تتجه العقيدة إلى تعزيز التحالفات العربية المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية الجماعية، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة.
- ما هو جوهر الأزمة في المنطقة وأثره في تعقيد الموقف الأردني، بين الجدية والتحذير من المخاطر، لقد دفع الأردن ثمناً باهضاً كضريبة للعامل الجيوسياسي، كيف يكون التحليل العقلاني للمخاطر والتبعات؟
- كيف جعل التاريخ والموقع الجيوسياسي الأردن طرفًا مُقحَمًا بحكم الجغرافيا أكثر من كونه طرفًا مُقحِمًا لنفسه؟ وهل الأردن هو الدولة الوحيدة المعنية بمواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي؟
- في دراسة موازين القوى العسكرية؛ ما هو واقع القدرات العسكرية للأردن من جيش مهني ومحترف بإمكانيات ليست الأفضل في المنطقة مقارنة بالقوة العسكرية الإسرائيلية المدعومة بأحدث التكنولوجيا الأمريكية ومقارنة بالدول الإقليمية ؟ وهل سيكون التدخل العسكري مجديًا من الناحية العسكرية البحتة، أم أنه سيقدم فرصة لليمين المتطرف لإشعال المنطقة بعد الاعتداء على ست دول إقليمية خلال الازمة الحالية؟
- في حال اندلاع حرب إقليمية شاملة مثل التهجير وأزمات اللاجئين، مخاطر اختراق الحدود، التهديدات الإرهابية، هل التدخل العسكري المباشر يصب في مصلحة الأمن القومي الأردني أم يعرضه لأخطار لا تحتمل، كيف سيواجه الأردن هذه الموجات من التهجير؟
- الأردن ليست دولة عظمى، كما أن جيشها ليس الأفضل تسليحاً في العالم والإقليم، ما هي طبيعة العلاقات مع الدول العربية المجاورة والدول الإقليمية المعنية بالحرب على غزة ومواجهة الاعتداء على دول إقليمية أخرى، وهل من ضمانات أو التزامات منها تجاه الأردن
- الرأي العام الأردني الذي يعاني أساسًا من ضغوط اقتصادية كبيرة ويرفض أي توطين أو تهجير للفلسطينيين، لكنه في ذات الوقت يدرك مخاطر الدخول في حرب غير متكافئة قد تكون الاردن وحيدة في مواجهة تحالف غربي، إذن؛ ما هي البدائل الأخرى غير التدخل العسكري المباشر كالضغط الدبلوماسي، العمل عبر المنظمات الدولية، والدور السياسي؟
- لماذا الأردن في وجه العاصفة؟ العقيدة العسكرية الأردنية مبنية على الدفاع وليست هجومية لعدم وجود أطماع خارجية، هل التدخل العسكري المباشر للأردن بمفرده خياراً واقعياً، أم مكلف للغاية، ويشكل تهديدًا للمملكة، ألا يكفي في ظل هذا الواقع وعدم وجود اتفاقية دفاع عربي مشترك أن يبقى الدور الاردني دفاعياً، سياسيًا، دبلوماسيًا وإنسانيًا في المقام الأول، مع التركيز على حماية أمنه القومي الداخلي كأولوية؟
*الدكتور محمد عيسى العدوان.. رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية.. كانت مداخلته تحت عنوان: "عبد الله الأول وإدارة عقل الدولة"
يقول الملك المؤسس في وثائقه الخاصة في مسألة الأمن القومي الأردني والاستهداف الدائم للدولة من القريب قبل العدو ....
اما بخصوص تحركات الحركة الاحتلالية وتعاملها المريب في الشرق العربي ومع الشخصيات العربية ومنها الامير عبد الله فقد كان عبد الله دائماً يقول:- والله يعلم بأنني ما كنت يوماً إلا إلى جانب أن تنال الدول العربية حق الاتحاد بما يضمن سلامة البلاد والعباد ، وأن التهم التي رميت بها كانت دائماً مثار جدل حول شخصي مثل:
- أنه قد تم أتهامي بهدوئي وسكوتي بأنه هو الذي إدى إلى سقوط سوريا وايجاد عصابات السلب والنهب، ـبالرغم من أن سوريا سقطت قبل وصولي إلى شرق الأردن ، وأن قدومي إلى شرق الأردن كان من أجل أن أعيد رفع الهمم والعمل من أجل الوحدة العربية، ووقتها كانت سوريا قد وقعت تحت الإنتداب الفرنسي، وطرد الملك فيصل منها.
- وكذلك الحديث عن انني اوافق على اخراج رجالات حزب الاستقلال من شرقي الأردن بحسب الإنذار البريطاني ، وهذا أيضا كان يتم على غير موافقتي، وهناك العديد من الشخصيات العربية التي فائت إلى الأردن، وقدمنا لها الحماية ومنها "سلطان باشا الاطرش و القاوقجي و هنانو و مريود و الشيخ الاشمر" وغيرهم.
- ثم يقول عبد الله الحديث عن اتباعي سياسة الولاء المسماة عند خصومي بسياسة الاستسلام ، وهي التي لم تعجب خصومي، ولكني بها أمنت قيام أمارة شرق الأردن وأصبحت مملكة وحافظت خلالها على ديني وشرفي وعروبتي، وانتزعت بها الأردن من (وعد بلفور) وساندت العراق ولبنان وسوريا وفلسطين ، وكنت بسياستي أعمل على مبدا "خذ وطالب" وأصبح الأردن بسياسة الهدوء معقل احرار العرب.
- واخيراً رميت بأنني أوافق على السياسة الاسرائيلية، سبحان الله ، وأنتم كلكم تعلمون ولكنكم تغضون الطرف "وهل اخرجنا من الحجاز" إلا لكوننا وقفنا ضد السياسة الاسرائيلية من التمدد إلى فلسطين ودول العرب ؟؟؟ وهل حوربت أنا إلا لرفضي تأجير اراضي غور كبد، وكنت اقف امام التمدد الاسرائيلي بالسياسة والتعقل.
وأنه بما لا يدع مجالا للشك كان عبد الله يفهم ويعرف كيف تثير الاسرائيلية العالمية الأحقاد بين الشعوب، وتنشر الفتن والدسائس، وتسعى إلى إحداث حرب عالمية ثالثة، تفوق في آثارها ودمارها الحروب السابقة مجتمعة، وهدفها في النهاية تخريب العالم وإقامة إمبراطورتيها على أنقاضه تمهيدا لعودة مسيحهم المخلص وبناء هيكلهم المزعوم، والفوضى التي تسيطر على عالمنا اليوم ليست سوى نتائج مؤامرة شيطانية مستمرة، يخطط الاسرائيليين من خلالها لحرب عالمية ثالثة، تنشب بين اليهود والمسلمين، نتيجة النزاع الذي تثيره الاسرائيلية السياسية بين اليهود والعالم الإسلامي، ويقضي المخطط المرسوم بأن تقاد هذه الحرب لتحطيم العالم العربي ومن ورائه الإسلام ذاته، وأنه ما لم يتكاتف العالم لوقف المؤامرة الاسرائيلية ، فإن الكارثة العالمية النهائية قادمة لا محالة، ويتحدث عبد الله عن تكشف المؤامرة الاسرائيلية للسيطرة على العالم من خلال إخضاعه لنفوذ الحركة الاسرائيلية باستخدام اليهود المستباحين في الغرب، ثم يكشف بأن المصلحة هي التي كانت وراء ويلات البشرية وآلامها، ولا تزال تستخدم الاسرائيلية العالمية، تحدث الامير عبد الله عن كل هذا... وثائق عبد الله الاول من الارشيف البريطاني & الارشيف الفرنسي& الارشيف الامريكي & الارشيف الاسرائيلي.... من كتابي الجديد تحت الطبع ..الاردن وبريطانيا والحركة الاسرائيلية .
*اللواء الركن المتقاعد كمال الملكاوي.. كانت مداخلته تحت عنوان: "نحو استراتيجية عربية فاعلة للردع والدفاع المشترك"
الأمن القومي العربي يحتاج إلى رؤية استراتيجية متكاملة تجمع الجوانب العسكرية والاقتصادية والثقافية، مستفيدة من مقومات الأمة، مع توفر فرصة تاريخية لإعادة صياغة مشروع عربي يقوم على التضامن والدفاع المشترك عن القضايا والمصالح العربية، فالأمة العربية تمتلك مقومات الردع والدفاع، لكنها تحتاج إلى التوظيف الإستراتيجي لها.
تحليل عناصر الردع والدفاع الاستراتيجي في السياق العربي (توفّر الإرادة يخلق الوسيلة، أما الفرصة فهي سانحة)
1- القدرة. تملك الأمة موارد اقتصادية تفوق التمويل، مخزون بشري كبير، إمكانات عسكرية كماً ونوعاً، وبنى تحتية لوجستية في أغلب الدول. في حين تحتاج الأمة إلى تكامل صناعي عسكري عربي، تكنولوجيا عربية متطورة، توحيد وتوافق نظم القيادة والسيطرة، تعزيز وتكثيف التدريب المشترك.
2- النيّة والإرادة. تمتلك الأمة إرادة شعبية للتكامل والمواجهة، ومصالح أمنية مشتركة في مواجهة التهديدات. في حين تحتاج الأمة إلى توحيد الإرادة السياسية، التحلّل بالمواقف من القوى الخارجية، استراتيجية أمنية مشتركة، رؤية موحّدة للتحديات والتهديدات، تقديم المصالح القومية على القُطرية، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الأنظمة العربية.
3- الفرصة. تمتلك الأمة فرصة تاريخية مع تصاعد التحديات الإقليمية، دعم شعبي متزايد للتكامل الأمني، وتحوّل في المواقف الدولية نحو ضرورة الحلول الإقليمية. في حين تحتاج الأمة إلى آليات تنفيذية بسبب غياب أطر مؤسسية فاعلة لتحويل الفرص إلى واقع، توقيت مناسب لافتراض تزامن الأزمات الداخلية في عدة دول عربية، واستغلال الدبلوماسية الجماعية في توحيد المواقف دولياً.
توصيات لتعزيز عناصر الردع العربي
لتعزيز القدرة: إنشاء وكالة عربية للتعاون الدفاعي، توطين الصناعات العسكرية بمشاريع مشتركة، وإنشاء صندوق عربي للبحوث العسكرية لتمويل الأبحاث والدراسات.
لتعزيز الإرادة: إصلاح مؤسسي بمنح جامعة الدول العربية صلاحيات أوسع في المجال الأمني، إنشاء مجلس أمن عربي، وتعزيز الدبلوماسية الوقائية بآليات للمشورة والوساطة قبل تصاعد الأزمات العربية.
لاستغلال الفرصة: الاستفادة من التغيرات الإقليمية في بناء تحالفات مرنة مع القوى الدولية الصاعدة، تعزيز الشراكات الأمنية الإقليمية بالتعاون مع القوى الإسلامية والإفريقية، واستغلال الرأي العام العربي بتحويل الدعم الشعبي إلى ضغط مؤسسي فاعل.
*النائب السابق الدكتور عيد النعيمات.. كانت مداخلته تحت عنوان : "ثنائية الحرب والسلام بين الأردن وإسرائيل"
تتسم العلاقات الأردنية الإسرائيلية بتباينات جوهرية من المتناقضات، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأمن الإقليمي وتقاسم الموارد المائية ورغم معاهدة السلام الموقعة بينهما في 1994، إلا أن هناك عدة عوامل قد تزيد من فرص التصادم المباشر بينهما، فإسرائيل تضع الأردن في أولى مخططاتها لتوسيع رقعة كيانها الجغرافي وتحقيق حلمها الكبير وتعده وطنا بديلا للفلسطينيين، وتظهره جزءا لا يتجزء من مشروعها الخبيث، وفي سبيل ذلك تسعى إلى إضعافه وعزله عن محيطه العربي والإسلامي سياسيا واقتصاديا وتبني علاقات معه على أساس أنه مُكمِل أمني لها، وأن الأردن غير القوي يحتاجها أكثر مما هي تحتاجه، وهي تجتهد لأن يكون بأحضانها وتحت جناحها وحليف استراتيجي لها؛ وعلى أساس هذه العلاقة تحاول أن يكون بلدا بين القوة والضعف لكي يدور في فلكها ويعتمد عليها، معزولا عن محيطه العربي والإسلامي .
غير أن الوضع الفلسطيني المتفجر قد يغير المعادلة ويعصف بالأماني، وهو الملف الأبرز الذي يغذي مصادر الخلاف بين الأردن وإسرائيل، فالأردن يدعم حل الدولتين ويرفض التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، ويرفض التهجير والتوطين التي تهدف إسرائيل إلى فرض سياسة الأمر الواقع بهما لتعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية وتفريغها من سكانها الشرعيين ولو على حساب الأردن، وبالمقابل يرفض الأردن بالمطلق ما تسعى إليه حكومة نتنياهو المتطرفة في القطاع وفي الضفة ويقف بصلابة تجاه هذه المخططات وقد عدّ هذا الأمر إعلان حرب عليه ولن يسمح لإسرائيل ذلك مهما كانت الظروف وبلغت الضغوطات، لأن هذا الملف حمّل الأردن استحقاقات كبيرة ومعاناة مريرة منذ تلاحق الهجرات القسرية التي تزامنت مع الجرائم البشعة التي ارتكبها الاسرائيليين منذ أن وطأت أقدامهم النجسة أرض فلسطين .
وأما العامل الآخر فهو التوترات الإقليمية في المنطقة التي قد تندلع نيرانها بأي لحظة ويجد الأردن نفسه في وسط هذه الحرب دفاعا عن نفسه، وعن جيرانه، فاحتمالية التدخل الإسرائيلي بالشأن السوري قائمة لعزل مناطق سورية بحجة حماية المدنيين أو بحجة تأمين الحدود؛ فيتدخل الأردن حفاظا على أمنه وسلامة أراضيه، ولا يبتعد الملف الوضع اللبناني المتأزم كثيرا عما في سوريا وإمكانية امتداده ليشمل مناطق أوسع .
وأن أي تصادم مباشر بين الأردن وإسرائيل سيكون له تأثير كبير على استقرار المنطقة، وهو محسوب بدقة لدى الساسة الأردنيين عسكريا واقتصاديا وسياسيا، والأهم من ذلك أنه يتجنبوا ذلك ولا يسعىوا إليه متعظين بما جرى تاريخاً في المحيط العربي سابقا ولاحقاً ومن إخفاق العرب عن نصرة بعضهم بعضا، ويمكن أن يلقى الأردن المصير نفسه، وهم متفرجون .
ولذا؛ يسعى الأردن لاحتواء التوترات مع إسرائيل من خلال سياسة التوازن، مع الحفاظ على علاقاته مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لخلق حد أدنى حد من التفاهمات بينه وبين الكيان لتفادي حدوث الاشتباك العسكري، وما يزال يرتبط بعلاقة بينية سلسة ودافئة مع إسرائيل وقد ظهر جليا خلال المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل؛ وعليه فإنني استبعد قيام ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقة القائمة مالم يحدث بالمنطقة زلزال سياسي ينسف الأمور ويخلط الأوراق ويجد الأردن نفسه في موقف " مكره اخوك لا بطل ".
*الصحفي ممدوح النعيم.. كانت مداخلته تحت عنوان: "الحلم ليس كلحكم "محطات"".
يواجه الأردن جملة من التحديات السياسية والأمنية ، تجعل الأردن ملتزماً ومتمسكاً بمصالحه الوطنية عبر دبلوماسيته التي تستند إلى رؤية واقعية قد لا تعجب البعض، لكنها الرؤية لكنها رؤية تستند الى حقائق وإمكانيات لا يمكن تجاهلها لأن تجاهلها انتحار.
الأردن ليس دولة عظمى ولا يملك موارد نفطية تتيح له تبني سياسات عاطفية أو مغامرات غير محسوبة .
السياسة الأردنية التي يرسمها جلالة الملك تتسم بحنكة استثنائيةوتسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين المصالح الوطنية والدور الإقليمي.
الأردن يقف على "خطوط نار" متعددة: جغرافية وسياسية ودبلوماسية تتطلب منه التحرك بحذر للحفاظ على استقراره وأمنه الداخلي، وفي الوقت نفسه، المساهمة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
هذه المقاربة تجعل الأردن نموذجاً للدولة التي تفكر بعقلها لا بقلبها، وتتعامل مع الأزمات بمنطقية.
كانت السياسة الأردنية على الدوام صاحبة رسالة إنسانية، وما مشاركة القوات المسلحة الأردنية في عمليات السلام في جميع مناطق النزاع المسلح إلا دليل على ذلك.
وهي رسالة تعكس طموح الأردن في أن يكون شريكاً فاعلا في بناء الأمن والسلم الدوليين.
هذه الرؤية التي يقودها جلالة الملك عبدالله بحنكة ودراية، قادرة القادرة على تجنيب الأردن الانزلاق في صراعات لا طائل منها بل إنها تشكل ضربا للإنسان وقيم الحق والعدل والعيش الكريم.
*السيدة منى الفاعوري.. كانت وجهة نظرها كما يلي:
لم يألُ الأردن جهدًا في دعم مختلف القضايا العربية ومواصلة الجهود لإنهاء الصراع في المنطقة وإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، والأردن بقيادة جلالته يبذل قصارى جهده لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواصلة إغاثة اللاجئين وتقديم الدعم لهم، والأردن السبّاق في تقديم المبادرات ودعم المؤتمرات العربية سعيًا لبناء موقف عربي موحد، وإن القضية الفلسطينية أولى قضاياها، وإن تعميق العلاقات بين الأردن والعديد من الدول العربية هي ذات أهداف وأبعاد استراتيجية يحرص جلالته على تعزيزها واستمرارها قائمة على علاقات سياسية ووحدة هدف ومصير، والأردن دائمًا يمدّ يد العون لإخواننا في العراق وسوريا ولبنان وغيرها، وكانت أول المستضيفين للاجئين إثر الأوضاع الراهنة لبلدهم، وإن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام جلالته ويركز عليها في زياراته مع قادة دول العالم الأخرى، مع أن أزمة اللاجئين انعكست سلبًا على الأردن في مختلف الجوانب، واليوم تسعى إسرائيل لجعل الأردن وطنًا بديلًا للفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم، ومع حرب غزة زادت الأوضاع صعوبة على الأردن، وما زال قائدنا بجهد دؤوب يدعو إلى وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار على غزة، وهذا القرار غير ملزم، والخوف الأكبر من توسع رقعة الحرب إلى دول الشرق الأوسط، خاصة أن إسرائيل تمتلك الضوء الأخضر بدعم أمريكي في جميع الجوانب، مما يزيد من ممارساتها الإجرامية ويضع الشرق الأوسط في حالة توتر مفتوح لا يمكن السيطرة عليه.
وبناءً على ما جاء في خطاب جلالته في مؤتمر الدوحة حول هجوم إسرائيل على الدوحة في قطر، كان حازمًا وجادًا بدعوة جميع الدول العربية لاتخاذ موقف موحد اتجاه إسرائيل لمواجهة أفعالهم الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وأهل غزة، والعمل على فشل مخططاتهم بتوسيع الصراع ونطاق الحرب إلى دول الشرق الأوسط.
ولهذا، علينا بتوحيد موقفنا أمام أعدائنا ومن يؤيدهم، أمريكا التي أعطتهم الضوء الأخضر بتمردهم وأفعالهم، داعين الله أن يسدد خطانا ويحفظ بلدنا آمنًا مستقرًا تحت ظل الراية الهاشمية، إن شاء الله.
*السيد فيصل تايه.. خبير تربوي وكاتب ومحلل سياسي واجتماعي.. كانت مداخلته كما يلي:
اننا ندرك جيداً ان الأردن يقف اليوم في صدارة التحديات، ذلك ان موقعه الجغرافي وتاريخه جعلاه على الدوام في قلب الأزمات الكبرى التي تعصف بالمنطقة ، لكنه ورغم ما مر به من تجارب صعبة ، دفع خلالها اثمانا باهظة ، لكنه لم ولن يتراجع يوماً، بل كان يخرج من كل محنة اصلب عوداً واقوى ارادة، بفضل قيادة هاشمية حكيمة، وجيش عربي مصمم على الذود عن تراب الوطن، وجبهة داخلية متماسكة لا تنكسر امام التحديات.
المخاطر التي تواجه الأردن اليوم متعددة الأبعاد ، من صراع عسكري متفاقم في غزة، الى تهديدات بالتهجير الجماعي، الى اعباء اقتصادية وخدمية متزايدة، وتحديات امنية على الحدود ، لكنه ومع ذلك، فإنه لا يقف متفرجاً ولا ينجرف إلى مغامرات غير محسوبة، بل يختار بعقلانية وصلابة حماية امنه القومي اولاً، ويرسم بخطوات واثقة ملامح سياسة واقعية متوازنة، تجمع بين قوة الردع والدفاع من جهة، والتحرك الدبلوماسي الفاعل من جهة اخرى، بما يضع خطوطاً حمراء امام أي محاولة للمساس بسيادته أو فرض مشاريع التوطين على ارضه.
كما واعتاد الأردن ان يكون صوت الحكمة والعقل في محيط مضطرب، وان يوظف سياسته الخارجية المعتدلة في خدمة استقرار المنطقة، دون ان يتنازل عن ثوابته الوطنية والقومية ، لكنه اليوم يعمل على تفعيل التحالفات العربية، ويواجه ازمات اللجوء بإرادة انسانية راسخة، ويحصن جبهته الداخلية ببرامج اقتصادية واجتماعية تعزز صمود المواطن وتسد الطريق امام محاولات العبث او الاختراق ، لكنه وفي الوقت ذاته، يمد جسور الشراكة مع العالم ليضمن الدعم السياسي والأمني والاقتصادي الذي يرسخ مكانته ويعزز قدرته على مواجهة التحديات.
نعي ان شعبنا الأردني رغم انه يعاني من ضغوط اقتصادية خانقة، لكنه يقف خلف قيادته وجيشه، رافضاً كل مشاريع التوطين والتهجير، مدركاً ان صلابته الداخلية هي خط الدفاع الأول عن الوطن ، هذا التلاحم بين القيادة والشعب والجيش هو سر قوة الأردن ومصدر هيبته.
واليوم، يقف الأردن شامخا واثقا، مستندا الى ارادة لا تلين، وقيادة لا تساوم على السيادة، وشعب لا يقبل ان يمس امنه أو ينتقص من كرامته ، رغم اننا لا نبحث عن الحروب، لكننا على اهبة الاستعداد لحماية وطننا، ولن نسمح ان يكون ساحة لمشاريع الآخرين ، فالأردن، بقيادته الحكيمة، وجيشه الباسل، وجبهته الداخلية الراسخة، سيبقى حصنا منيعا، وسيظل دوره الإقليمي مسؤولاً وعقلانيا، يحمي امنه واستقراره اولاً، ويصون مكانته كركيزة اساسية في استقرار المنطقة كلها.
*المهندس خالد خليفات.. كانت مداخلته تحت عنوان "الأردن بين مبدئية المواقف والثمن المدفوع":
لا يخفى على أحد أن جوهر الصراع في المنطقة العربية أساسة غرس الدول الاستعمارية الغربية لكيان لقيط في فلسطين عبر وعد بلفور المشؤوم ، وما نتج عن هذا الاحتلال غير الشرعي لارض عربية من قتل وتدمير وتشريد وتهجير عبر أكثر من خمس وسبعين عاما بحق إخواننا الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا شركائنا بالدم والمصير .
ولأن الله حبا الأردن بموقع جيوسياسي متميز في قلب الشرق الأوسط ومحاذي لبؤرة الصراع العربية الإسرائيلية الرئيسية ، فقد كان على هذا الحمى العربي الهاشمي أن يلعب دورا محوريا في إدارة هذا الصراع نصرة للاشقاء الفلسطينيين ودرءا للاخطار المحدقة بأمنه واستقراره ومستقبل ابنائه.
لقد حمل الأردن هم القضية الفلسطينية مبكرا، ودفع الملك المؤسس عبدالله الأول حياته على عتبات المسجد الأقصى ثمنا لمواقفه الداعمة للاشقاء وللقضية الفلسطينية، ثم حمل الراية من بعده ، جلالة الراحل الكبير الحسين بن طلال- طيب الله ثراه - وخاض الأردن عدة حروب ضد المحتل الغاصب بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية المضنية والدؤوبه لشرح معاناة وحقوق إخوتنا الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية. ثم أكمل المشوار جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، فكان مدافعا صلبا وشرسا وحكيما ومتزنا في مواجهة عدو لا يعرف من الإنسانية شيئا.
الأردن كان وما يزال يعاني من ضائقة إقتصادية كبيرة تتمثل في شح الموارد الطبيعية وتخلي الدول العربية عن الدعم الذي كان مقررا له كدولة مواجهة، ومع ذلك لم يتوانى هذا الحمى الهاشمي عن دوره القومي والعربي في تقديم شتى أنواع الدعم للاشقاء الفلسطينيين، فكان على الدوام في مقدمة المدافعين عن حقوقهم في استرداد أرضهم ومقاومة كافة أشكال التضييق عليهم بهدف اجبارهم على ترك وطنهم.
الأردنيون ليسوا كغيرهم من العرب، ولا يتعاملون مع القضية الفلسطينية من جانب سياسي فقط ، الاردنيون لديهم فائض من حب وتقدير وإحترام للاشقاء الفلسطينيين، وحين يتعلق الأمر بحقوقهم والدفاع عن قضيتهم، يتحول فائض الحب إلى فائض غضب ونخوة واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس ضد العدو الغاصب دفاعا عن الأقصى وكل فلسطين.
*السيد عمر الشيشاني اختصر وجهة نظره تحت عنوان: "كيف نحمي الأردن.. ونبقى أوفياء لفلسطين في الوقت نفسه":
في البداية اسمحوا لي أن أؤكد أن حديثنا اليوم ليس تنظيراً سياسياً بقدر ما هو تعبير عن همّ مشترك نحمله جميعاً..
الأردن اليوم موجود في قلب العاصفة، مش لأنه اختار يكون هناك، لكن لأن موقعه الجغرافي والتاريخي فرض عليه هالدور. إحنا على تماس مباشر مع فلسطين وسوريا والعراق، يعني حتى لو حاولنا نكون محايدين، الأحداث بتفرض نفسها علينا.
الجيش الأردني عقيدته واضحة: الدفاع عن الوطن وحماية حدوده. ما عنا أطماع ولا بنفتش عن مواجهة مفتوحة، خصوصاً إنه الظروف العسكرية والسياسية ما بتسمح. أي تدخل غير محسوب ممكن يجر البلد لأخطار أكبر من طاقته.
لكن بنفس الوقت، الشعب الأردني شايف فلسطين جزء من هويته. في رفض مطلق لفكرة التوطين أو التهجير، وفي وعي إنه الحرب المباشرة مش واقعية، بس برضه الناس بدها موقف عملي: ضغط سياسي أقوى، دور دولي أوضح، وحتى دعم إنساني ملموس للفلسطينيين.
وهون بيجي دور القيادة الهاشمية. جلالة الملك عم يوازن بين أمرين: الثبات على الثوابت القومية والدفاع عن القدس وفلسطين، وفي نفس الوقت حماية الأردن من الانزلاق لمواجهة ما بنقدر نتحملها. هذا التوازن هو اللي حافظ على استقرار البلد رغم كل الظروف.
الخلاصة: نحن في وجه العاصفة، لكننا لسنا بلا بوصلة. البوصلة واضحة: الدفاع عن الأردن، والدفاع عن فلسطين، بذات النفس والروح.
*العميد المتقاعد محمد الغزو.. أوجز رأيه في مداخلة حملت عنوان: "الاردن على خط النار":
الاردن ليس بمقدوره خوض حرب منفرداً لكن قد تفرض عليه ما العمل وجهة نظر عليه ان يتبنى الدفاع النشط هذا حسب معرفتي يحتاج لتفعيل وصيانة المواقع الدفاعية ودعوة الاحتياط من حديثي التقاعد لتعزيز القوات المسلحة وتقسيمها لمجموعات وتخصيص الواجة لكل مجموعة وبقيادة ضباط متقاعدين وعمل تمرين على ذلك وتعزيز الواجهات الأكثر خطورة.
من أين التسليح من الاسلحة التي اخرجت من الخدمة إن كانت موجودة ثم عمل تمرين تشترك فيه جميع الوزارات يحاكي نشوب حرب فعلية ووجهة نظر إسناد رئاسة البلديات لعسكريين متقاعدين وبعض الحكام الاداريين نعم تحتاج إلى تمويل فيه بند المجهود الحربي فرض ضريبه نصف دينار على كل تلفون خلوي شهرياً وعلى كل عداد كهرباء وعداد مياه ودينار على كل واسطة نقل خصوصي لغاية موديل ٢٠٢٠ وديناري على موديل ٢٠٢١/٢٠٢٥ واجرة كرسي باص كوستر وباص حافلة كبير لمرة واحدة اسبوعياً وتخفيض نفقات كبار المتقاعدين المكلفه بها الدولة وهناك مصادر كثيره مثل المطاعم والمستشفيات الخاصه والبنوك.
طبعاً هذا يبقى بحاجة الى احياء اتفاقية الدفاع المشترك وهذا لابد من تكوين قوات ردع عاجلاً وليس آجلا وتحدد اماكن تواجدها من خطوط وبؤر التماس وكذلك لابد من القيام بتدريب المقاومه الشعبيه وايضاً التفكير بالاستداره جزئياً لمصادر شراء السلاح وعقد اتفاقيات دفاعيه بعيداً عن امريكا واوروبا الغربية لماذا الاردن بعين العاصفه لانها ارض الرباط وموقعها الجغرافي المهم وموقفها الداعم للقضيه الفلسطينية.
نقطة اخيرة يجب أن نعترف بان الموساد الاسرائيلي متقدم جداً على مستوى العالم هذا بفرض علينا مراقبة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة.
*السيد جميل خالد القماز.. كانت مداخلته تحت عنوان: "الأردن وحدوده مع كيان مصطنع"
ليس اختياراً أن يكون الأردن في قلب هذه الجغرافيا المعقدة، بل هو قدر فرضته إرادة الله،
موقع استراتيجي حمّله أعباء ثقيلة، وكل خطوة أو قرار في هذا المكان الصغير بمساحته والكبير بقيمته، مراقب من القريب ومن البعيد من العدو ومن الحبيب،،فخطواته محسوبة ومنتقدة اما غلا وكرها، واما حباً وعتباً،، وكيان مجاور حاقد ينفذ تعاليم حاقدة،لا توقفها معاهدات.
إن التطلّع نحو الأردن ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى بدايات المشروع الاسرائيلي والوعد المشؤوم الذي أُريد له أن يشمل فلسطين وما حولها لكنها الحسابات التي اوقفت ذلك المشروع.
تاريخياً وقف الأردن في قلب الصراع، حافظ على جزء من فلسطين حتى عام 1967، ومنذ ذلك الحين، ووجد نفسه في موقع لا يُحسد عليه،، خط الدفاع الأول من شرق المسلوب لكل الامة،
وقّعت الاردن معاهدات واتفاقيات مع الكيان المحتل، روّج لها باعتبارها "سلاماً تاريخياً" لكن الحقيقة أنّ هذه الأوراق لم تنه الاطماع ولا غيّرت من العقلية الاستيطانية، بل إنها أشبه ما تكون بهدنة مؤقتة، فما دامت الأطماع قائمة والنوايا مبيّتة، فإن أي اتفاق يبقى هشاً، عرضةً للانهيار عند أول اختبار جدي.
وماذا عن امتنا؟
في الحروب السابقة، ورغم كل الخلافات العربية، ظل هناك حد أدنى من التماسك. من لا يرسل الرجال يرسل المال، ومن لا يشارك بالسلاح يدعم بالموقف ، كان الخجل يغلف العلاقات، والحد الأدنى من التضامن قائم. أما اليوم، فقد تراجعت هذه الروح إلى حدّ الغياب، وما شهدناه مؤخرا من استهداف قطر في عملية إجرامية نفذها الكيان، مثال واضح على استباحة الأرض العربية دون رادع أو ردّ جماعي.
ولكن رب ضار نافعة،فقد يكون هذا الفعل هو دفعة لصحوة عربية عامة وخليجية خاصة انه لا امان لهم من ذلك الكيان الغاصب، وانهم ليسوا بمنأى عن تلك المحاولات واستباحة ارضهم.
ويظل الأردن في موقعه العصيب، يحاول التوازن بين الدبلوماسية والاستعداد العسكري، لكنه يعلم أن ساعة المواجهة قد تأتي بلا إنذار، وحينها، لن يكون الأردن ضعيفاً، بل سيقف كما وقف دوماً شامخاً كجباله، مستعداً لأن "يقتلع عيني جالوت" ليجعله جسدا بلا روح.
*السيد محمود الملكاوي.. اختصر وجهة نظره في نقاط كما يلي:
- يقع الأردن في منطقة تشهد تقلبات وتطورات غير مستقرة منذ مئة عام ، فمنذ تأسيس إمارة شرق الأردن شهدنا الكثير من الحروب.
- الدولة الأردنية والحمد لله صامدة كالجبال الراسخة ، بفضل الله ورعايته ، وبفضل وحكمة وحنكة قيادته.
- الجيش الأردني والأجهزة الأمنية أحد الركائز الأساسية لأمن الوطن ، حيث لا يقتصر دورها على الدفاع عن الحدود وحماية الأمن الداخلي فقط ، بل يتعدى ذلك إلى تدعيم موقف الأردن كداعم أساسي للاستقرار الإقليمي.
- المؤسسة العسكرية الاردنية راسخة في عقيدتها الدفاعية ، لم تكن يومًا مجرد جيش تقليدي ، بل هي رمز للقوة والوحدة ، هذا الجيش بما فيه الأجهزة الأمنية تربّى على القِيَم الأصيلة من شرفٍ ووفاءٍ وإخلاصٍ ، بقي طيلة العقود الماضية يُشكل صمّام الأمان لتراب وطننا الغالي ، حيث يواصل الأبطال في صفوفه الوقوف في وجه كل من يحاول المساس بأمن الوطن أو زعزعة آمنه واستقراره.
- لم يبخل الأردن على أشقائه بالمساعدات التي لم تنقطع أبداً ، لكل محتاج من الأمة العربية والإسلامية رغم إمكانياته المحدوده ، وتتوالى يومياً إلى الأشقاء في فلسطين وغزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وكل مناطق الفقر والنزاع في العالم.
- يتحتم علينا أنْ نتكاتف ونتلاحم في هذه الفترة الحاسمة والحساسة في ظل توسع الحروب واشتعال النيران من كل حدب وصوب ، وغطرسة اليمين المتطرف الحاكم في الكيان اللعين.
- علينا أنْ نُدرك أنّ التدخل العسكري المباشر للأردن مع الكيان له مخاطره ، وبالتالي علينا أنْ نكثف من الضغوطات الدبلوماسية والعمل عبر المحافل والمنظمات الدولية ، وحشد التأييد لمواقفنا المبدئية ، ورصِّ الصُّفوف الداخلية ، وحماية الأمن الداخلي من أي إختراق.
*الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. أوجز وجهة نظره بمداخلة تحت عنوان: "لماذا الاردن في وجه العاصفة؟"
هناك عدة عوامل تجعل من الاردن في وجه العاصفة لديه أطول خط مواجهه مع الكيان وايضا يتواجد على ارضه نازحين فلسطينيين بالملايين فهم طوفان آخر لو انطلق محررا عدى عن ان الشعب الأردني شعب واعي ويدرك خطورة الأوضاع، ولذا تجده يتعامل مع الأحداث بمهنية عالية تجعل من تحركاته مقلقة للإسرائيليين .
الجيش الأردني جيش نظامي ومدرب تدريب عالٍ ولديه القدرة على الهجوم وليس الدفاع فقط، فعقيدته القتالية عالية جدا وراسخة بثبات منقطع النظير ويعتمد على نفسه في الدعم والإمداد الميداني فكل الحروب التي مضت كانت لها دروس واستفاد منها استفادة جيدة وله خبرة عسكريه كيف يفكر عدونا والي اي مدى يرسم أهدافه وهو يعلم ان الرد الأردني ليس نزهة وان بدأ هو من ينهي ليس اعتباطا لكن نقول ضبط النفس هو المطلوب مهما تعالت اصوات المطبلين للحرب بغير علم لكل ماتقدم فهو في واجهة الصراع ويستطيع حماية نفسه.
*نقيب المهندسين الاسبق.. المهندس عبدالله عبيدات.. كانت وجهة نظره كالآتي:
لا شك أن ما نشهده من أحداث وما يحيط بنا من مخاطر ومخططات معلنه تحتم علينا اخذ أقصى درجات الاستعداد والعاقل من اتعظ بغيره وابصر الخطر من حوله.
الأردن في قلب المعركة مع العدو حيث يعتبرونه الضفه الثانية من فلسطين وهو التالي في الاستهداف، ولو لم يكن ذلك الاستهداف بشكل مباشر للمتفائلين الواثقين بالعدو فهو مستهدف بشكل غير مباشر من خلال النظر اليه انه الوطن البديل.
في مثل هذه الظروف ينقسم الموقف الاردني إلى بعدين:
البعد الأول وهي وجهة نظر رسمية ( ومن يؤيدها من بعض النخب السياسية ) تركز على الواقعية المستندة إلى امكانات الأردن وقدراته ومكانته بحيث تركز على تخفيف آثار الخطر من خلال الدبلوماسية والسياسة والمداراة وانتظار انقضاء ولاية ترامب.
اما وجهة النظر الاخرى، فتقوم على أن الخطر على الأردن قادم وواقع لا محالة وان التحالف الاسرائيلي الامريكي لا يحترم موثقا ولا معاهده وان الجهود الرسميه لمواجهة التهديدات لا ترقى إلى مستوى الحدث وسوف يؤدي هذا التراخي الرسمي إلى أن يؤخذ الأردن على حين غره وسوف يكون لقمه سائغه للعدو.
من كل ما تقدم لا بد من استراتيجية أردنيه عاجلة وجادة لمواجهة التهديدات قبل فوات الأوان.
ان الحفاظ على اردن قوي قادر على مجابهة الأخطار يتطلب وحدة وطنية ويتطلب مجلس نواب قوي مستقل ومؤسسات مجتمع مدني قوية ويتطلب موقفا شعبيا قويا ولا يمكن تحقيق هذا في ظل ما نشهده من تضييق على الحريات واضعاف مجلس النواب والنقابات ومن منع للفعاليات الشعبية وكل هذا يؤشر إلى ردة فعل عكسية من قبل الجهات الرسمية
وهذا يدل على انفصام في الموقف الاردني المعقد فنحن نريد علاقات متميزه مع الولايات المتحدة ونحن نعرف انها اصل البلاء في دعم العدو ووزير الخارجية يؤدي خطابا تاريخيا يوم الخميس ونقوم يوم الجمعة بقمع فعالية رافضة لمجازر العدو في غزة.
باختصار قد يكون التوازن في العلاقات الدولية في نظر المسؤولين سياسة حكيمة، ولكن الحكمة أيضا أن نوازن ما هو مطلوب خارجيا وما هو مطلوب داخليا، وعلى كل الأحوال يبقى الشعب وحدته وقوته هو راسمال الدولة الاردنية في رفض ومقاومة التهديدات.
*السيد ابراهيم ابو حويله.. كانت مداخلته تحت عنوان: "الاردن و الدبلوماسية"
ما تقوم به السياسة الأردنية من السهل التشكيك به واتهامه، وذلك بسبب الصمت الذي أزعم بأنه يصل حد الحكمة وهذا رأيي، فلو خرجت الدولة وتكلمت عما قامت به جماعات ودول لحدثت شروخ دائمة .
ان الهاشميين التزموا سياسة الصمت، نتيجة للظروف التي تعرضوا لها تاريخيا ، موازنة لعينة أن تحاول أن تكون حكيما في ظل ضعف قدراتك الإقتصادية والعددية والعسكرية، وتخاذل وحتى احيانا خيانة من حولك، في دول الطوق حول فلسطين الأمر مختلف وله اعتبارات مختلفة، منها ما يتعلق بالموازنة في كل شيء، ومنها ما يؤدي إلى خسارة فادحة للأسف في حال القيام به.
ولكن ان تحافظ على علاقة قوية مع الغرب مع إبقاء قدر من الحركة في الرأي والتصرف والاعلان، نقول بأن الحكمة في المقاومة هي أن تستمر في استنزاف العدو حتى تجبره على تحقيق اهدافها، لم تكن في يوم خسائر المقاومة أقل من المستعمر أو المحتل، وثبات المقاومة وصبرها على الأذى هو للأسف الذي يحقق لها النتائج وحرصها على السلامة لا يحقق السلامة بل يحقق الندامة .
ما يجب القيام به ليس هو ما تستطيع القيام به ، ولكن ما يخدم القضية الفلسطينية، دون أن يسبب أذى بالغ للوطن واستقراره وامنه ووجوده. في تلك اللحظة التي تشعر بها القوى العظمى، بعدم اتزان نظام وعدم قدرته على المناورة والتفاهم، يحدث ما حدث في الدول التي صدعت رؤوسنا وطار بعدها رؤساؤها.
المحافظة على الوطن ومؤسساته وانجازاته وقدراته المادية والعسكرية، هي حفاظ على أبنائه ودعم للمقاومة بكل السبل الممكنة، وسقوطه ليس في مصلحة أحد واول المتضررين هم الفلسطينيون شعبا ومقاومة، وكلنا رأى مع حدث مع حزب الله والنتيجة التي وصل إليها.
وهنا انا اضع قناعتي ولا أدين بها لأحد.
*العميد المتقاعد.. الدكتور عديل الشرمان.. كانت وجهة نظره كالآتي:
مهما ادّعت الولايات المتحدة الأمريكية أنها وسيط نزيه ومحايد، فلم يعد يصدّقها إلا أهبل أرعن، أو خبيث مثلها، وأن لا أمل للعرب في مستقبل مشرق، أو في التوصل لوقف لإطلاق النار في المنطقة بأسرها طالما أن الحكم هو الخصم، وطالما أن الوسيط هو العدو الحقيقي لمصالح العرب، وأنه هو من يخطط، ويدبّر، ويسلّح ميليشيات القتل والتدمير في الكيان.
ليست مشكلتنا في الأردن على وجه الخصوص وفي البلاد العربية عموما مع الكيان المجرم في المقام الأول، فالولايات المتحدة والكيان يمارسون لعبة القط والفأر وتبادل الأدوار، فالجيش الأمريكي يشن هجوما في كل الاتجاهات بواسطة جيش دفاع الكيان، وطائرات جيش دفاع الكيان الأمريكية تضرب في كل مكان، والجيش الذي يعيث فسادا في الأرض هو الجيش الأمريكي بلباس جيش الكيان.
الولايات المتحدة الأمريكية متواطئة مع الكيان، لا بل هي متورطة وليست متواطئة، وكل التصريحات الأمريكية الصادرة عن الرئاسة والمسؤولين والتي تستخف بالعقول تؤكد بوضوح أن الولايات المتحدة الأمريكية تشن حربا ارهابية على العرب لدفعهم إلى مزيد من الخضوع والخنوع.
من يستجير ويحتمي بالولايات المتحدة الأمريكية كمن يستجير من الرمضاء بالنار، أما آن لنا أن ندرك أن الثلم الأعوج من الثور الكبير، والثور الكبير ليس بوسع الأردن أو اي دولة عربية مواجهته منفردة.
مخطىء من يظن أن الخير يأتي من الولايات المتحدة حتى إذا أحسنت إليها، لقد تم تحميل ترامب بألاف المليارات من الدولارات، وها هي النتيجة فأمريكيا تهاجم العرب في كل مكان وبأموالهم من خلال شرطة الكيان المجندة في المنطقة كَيَد أمريكية تبطش وتقتك وتنكل.
الأردن بحاجة إلى عمق عربي وتحالفات اقليمية ودولية يستند إليها، لكنه محبط وغير مطمئن لعمقه العربي، وليس بوسعه الرهان عليه، ولا يمتلك من المقومات الاقتصادية والعسكرية ما يمكنه من بناء تحالفات اقليمية أو دولية قوية، إلا أن السياسة الأردنية الحكيمة والتي تمتاز بالتوازنات والوقوف على مسافات معقولة من مختلف الأطراف، وقوة جبهته الداخلية هي ضمانته الأولى لعبور المرحلة بأقل الخسائر.
*اللواء الركن المتقاعد محمد المناصير.. اختتم الحوار بهذه الخلاصة تحت عنوان: "الاردن على خط النار وخط الفقر يُحرِقُ أكثر"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واسعد الله مساءاتكم الذوات الكرام.
الامة العربية والاسلامية تمر ما مرت به الأمة العربية أيام التتار...
أمة جبانة.. مرتجفة.. تأتمر بجلادها وتحتكم لذات الجلاد.. أمة نُزِعتْ منها المهابة فغدا أشجعها (كأبي حيّة النميري) ...!!
في هذه الايام نعيش ذكرى معركة عين جالوت حيث التتار أبادوا بغداد حينما تخلت عن دينها.. كما دمروا المدن الشامية عن بكرة أبيها وما كان منهم رجل...!!
أغْتُصبتْ النساء.. سُحِل الرجال في شوارع بغداد..
وصل الأمر بخليفة بغداد ان يتوسل التتار ابقاء احدى راقصاته على قيد الحياة لأنه كان يعشقها، ولم تتحرك في دمه أدنى مروءة أو رجولة أو شهامة.. ثم نُصِرتْ الأمة بقائد غير عربي كان يوما ما مملوكا ولكنه كان ملتزماً بدينه وحوله سلطان العلماء يأخذ بفتواه...!!!
هل الاردن جاهز لمواجهة اسرائيل؟!!
أين عناصر قوة الدولة لمواجهة عدوان لا محالة واقع؟!!
هل العرب والعربان كانوا يوما نصير بعضهم البعض؟!!
هل قمح الاردن كافٍ لاطعامه أثناء الأزمات؟!!
هل ماء الاردن كافٍ لسقايته أثناء الأزمات مع أنه تحت أرجل اهله ولكنه لا يخرج إلا بقرارات؟!!
هل غاز الأردنيين كافٍ لطهي طعامهم وقت الازمات؟!!
هل نمتلك بترول دباباتنا وطائراتنا وسيارات اسعافنا وقت الازمات؟!!
هل نمتلك استراتيجية إعلامية توصل كلماتنا وقت الازمات ؟!!
هل نمتلك ملاجئاً لحماية الناس من قصف الطائرات وقت الازمات؟!!
مالكم كيف تحكمون...
لست متخاذلا ولا متشائما، ولكنه واقع مرير...!!
قرأت كثيرا من تاريخ الأمم والبلدان وخلصت الى ما قاله الرومان: (القوة تصنع الحق وتحميه) ..والقوة تحتاج الى استراتيجيات...
لا تحدثونا عن خط النار..
ولا عن موقع جيوسياسي.. ولا عن آخر جيواستراتيجي.. ولا عن عقيدة عسكرية.. ولا عن تحالفات عربية...
فحرب نتنياهو الدينية التوراتية التلمودية جعلت الامن القومي العربي في رأس أرجيلة.. يدخنه نتنياهو ويَشتَمُّ رائحته بن غفير وسموتريتش .
يجب أن نعتمد على أنفسنا فلا ننتظر من أحد أن يقف معنا وهذا يتطلب استراتيجية وطنية شاملة يتفرع منها عدة استراتيجيات تخصصية لبناء الدولة...
وأكاد أجزم بأن الاستراتيجية السياسية الخارجية هي الناجحة فقط لأن من يقودها جلالة الملك .... وما سوى ذلك ...ذلك...!!
اختم قولي بأنني اعمل الآن في المجال البلدي ويمكن للدولة الاردنية ان لا تبقي فقيراً واحداً إن أرادت… وبعدها دعونا نفكر بخط النار ومتطلباته !!!!..