* ثروة روحية واقتصادية قابلة للاستثمار

يُعدّ الأردن من البلدان القليلة التي تتقاطع فيها مسارات الأنبياء والحضارات القديمة ، ما يمنحه موقعًا استثنائيًا على خارطة السياحة الدينية والتاريخية ، وبالإضافة إلى قيمته الروحية و الحضارية ، تمثل هذه السياحة فرصة اقتصادية واعدة للدولة الاردنية والمستثمرين المحليين والاجانب ، خصوصًا في ظل تنامي الطلب العالمي على السياحة الثقافية والدينية وتفيد التقديرات العملية بحسب الفئات الى ان :

• إجمالي الناتج المحلي في عام 2023( 47) مليار دولار (تقريبًا، بافتراض السياحة تشكل 15%).
• إيرادات السياحة الكلي( 7.4) مليار دولار.
• منها المواقع التاريخية والديني( 2.2) مليار دولار (30%).
• كنسبة من الناتج القومي: تمثل المواقع التراثية والدينية حوالي مليار4.6– 4(7%) من إجمالي الناتج المحلي للأردن. وهذا يبين اهمية السياحة بشكل عام و السياحة الدينية و التاريخية بشكل خاص .

أولًا: الأصول الدينية والتاريخية كنقطة جذب استثماري

السياحة المسيحية : شهد الاردن ويشهد تدفق حجاج من أوروبا وأمريكا اللاتينية ، و فق بيانات وزارة السياحة الأردنية (2023) ، بلغ عدد الزوّار لموقع المغطس وحده أكثر من 200 ألف زائر سنويًا، 60% منهم من خارج المنطقة العربية ، فإن الدخل السنوي المحتمل يتجاوز 16 مليون دولار من موقع واحد فقط.

وتكمن الفرص الاستثمارية : انشاء تطوير فنادق بالقرب من المغطس وجبل نيبو.إطلاق مسارات سياحية مخصصة للحج المسيحي (تجربة "من الناصرة والجليل إلى عمّان").استثمار الواقع الافتراضي لإعادة إحياء المعمودية بطريقة تفاعلية.

2. السياحة الإسلامية: سوق غير مستغل بالكامل

بينما تستقطب تركيا ومصر ملايين الزوار في مجال السياحة الإسلامية، لا يزال الأردن غير مستثمر بالكامل رغم وجود مقامات الصحابة والخلفاء. ويمكن عبر تسويق هذه المواقع بشكل أفضل أن يُستقطب شريحة الزوار من دول الخليج وجنوب آسيا.
فرص استثماري: إنشاء متاحف تعريفية حول حياة الصحابة قرب المقامات. تطوير مسارات سياحية مثل "مسار الصحابة" يشمل الأغوار والكرك. بناء مرافق استقبال بمواصفات شرعية للعائلات الخليجية.

ثانيًا: السياحة التاريخية كنموذج اقتصادي فعّال

البتراء : كنز أثري بإمكانات غير مكتملة ، رغم شهرة البتراء العالمية ، إلا أن عوائدها السياحية لا تتناسب مع مكانتها. فبين عامي 2022-2023، استقبلت البتراء أكثر من 1.2 مليون زائر، لكن الإنفاق بقي في حدوده الدنيا (متوسط إنفاق أقل من 70 دولارًا للزائر).
تحليل الفرص الضائعة : غياب تجارب سياحية متكاملة: لا توجد عروض ليلية كافية، ولا منشآت ضيافة ذات طابع تراثي. ضعف الربط بين البتراء ومواقع قريبة مثل وادي رم والديسة.

مقترح استثماري : تطوير "منتجع تاريخي" مستوحى من العمارة النبطية. تنظيم "ليالٍ نبطية" تجريبية تشمل الطعام والموسيقى واللباس التقليدي.

جرش والكرك والشوبك : مدن التاريخ المنسي ، لا يتجاوز عدد الزوار الأجانب لجرش وقلعة الكرك مجتمعين أكثر من 300 ألف سنويًا، بسبب ضعف الربط السياحي والمرافق.

فرص قابلة للتنفيذ: استضافة مهرجانات فنية داخل القلاع بصيغة تاريخية. دعم إنشاء مقاهٍ ومكتبات في محيط المواقع الأثرية بأسلوب روماني-إسلامي. شراكة مع شركات الإنتاج لتصوير أفلام ومسلسلات تاريخية.

ولكي تتحول السياحة الدينية والتاريخية من قيمة ثقافية و حضرية إلى مصدر دخل وطني ثابت ، فهناك يقترح ما يلي:

1. إنشاء صندوق وطني للاستثمار في المواقع الدينية والتاريخية بالتعاون مع القطاع الخاص.
2. إطلاق منصة رقمية مخصصة للسياحة الروحية تشمل حجوزات، مسارات، وثائق تاريخية.
3. تحفيز السياحة من الخليج العربي عبر ربط السياحة الروحية بالتجارب العائلية والترفيهية.
4. دمج التعليم والسياحة من خلال مسارات مدرسية وجامعية تعزز الانتماء الوطني.

حمى الله الاردن وسدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه.