محمد الدباس: إسرائيل تنهار أخلاقياً وسياسياً
د. م. محمد الدباس
23-09-2025 10:25 AM
في تصعيد مفتوح يكشف عن انهيار القيم الأخلاقية والسياسية لإسرائيل، خرج وزراء حكوميون إسرائيليون بدعوات صريحة وعلنية لضم الضفة الغربية بالكامل، في تحدٍ صارخ للشرعية الدولية المتعلقة بالإعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، حيث كانت ردود الفعل الإسرائيلية عنيفة وصادمة، ووصف نتنياهو هذه التحركات بأنها مكافأة للإرهاب، ودعا وزراء اليمين المتطرف إلى ضم كامل للضفة الغربية في استعراض بائس للقوة وسط عزلة دولية متزايدة وفشل استراتيجي شامل.
فإسرائيل التي فشلت في إخضاع غزة (الصغيرة) ما زالت تعتقد أنها قادرة على ابتلاع (الضفة)، وهو ما يعكس غروراً أعمى وعجزاً كاملا عن قراءة الواقع ومحاكاته.
في المقابل أعلنت خمس دول غربية كبرى: فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، فيما تندفع أكثر من 140 دولة حول العالم لهذا الاعتراف التاريخي. الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن بوضوح: "اليوم، تعترف فرنسا بدولة فلسطين"، وكان ذلك صفعة دولية مدوية لإسرائيل، ورفض صارخ لسياسات الضم والاستيطان.
فرنسا بالتعاون مع السعودية دعتا إلى نشر قوة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة في غزة لضمان حماية المدنيين، بينما تستمر إسرائيل في قصف وتشريد الفلسطينيين.
الملك عبدالله الثاني كان في الصفوف الأمامية للدفاع عن فلسطين، يقود جهوداً مكثفة للضغط على المجتمع الدولي لحماية القدس والضفة الغربية، فالملك شدد على ضرورة حماية الأماكن المقدسة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكداً أن الأردن سيستمر في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية واستخدام موقعه الإقليمي والدولي لإحباط أي محاولة ضم أحادي الجانب من قبل اسرائيل.
خلاصة القول؛ إسرائيل تنزلق نحو العزلة الأخلاقية والسياسية، ومحاولاتها ضم الضفة الغربية ليست سوى خطوة بائسة ستقودها إلى مواجهة دولية شاملة وربما مأزق داخلي. في المقابل فلسطين تتقدم على طريق الاعتراف الدولي الكامل والدولة المستقلة تحت حماية المجتمع الدولي، بينما تقف الأردن درعاً عربياً في قيادة الجهود الدبلوماسية والضغط الدولي لضمان حقوق الفلسطينيين واستقرار المنطقة.