facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتنياهو في الأمم المتحدة والبيت الأبيض


حسين بني هاني
26-09-2025 07:46 PM

بدا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كمن يتخبطه الشيطآن من المس ، تارة يشير لإيران ، واخرى لحماس وحزب الله ، يزبد ويرعد ويهدد ، ويبسط كلماته وينشرها على خيط رفيع ، يكاد بصعوبة أن يفصل بها بين جنّة حكومته ، وما يفعله من قتلٍ ودمار في غزة ، تلك الابادة ، التي جاءت به اليوم بنظر العالم ، إلى الأمم المتحدة، على ما يبدو ،ليبرر تفاصيلها ويدافع عن مشروعيتها ، امام الجمعية العامة ، علّه يتلمّس شيئاً من حلمه التوراتي الموغل في بالخرافات ، في ظل المذبحة التي تجري هناك ، والتي لم يعد بوسع زعماء العالم غضّ الطرف عنها ، بسبب ما يفعله جيشه من وحشية بالغة وغير مسبوقة ، ملقياً باللوم على الذين اعترفوا بالدولة الفلسطينية .

لقد شاهد المتابعون وقوف نتنياهو ، على منصة الأمم المتحدة، وهو يشعر أن تحت قدميه رمال متحركة ، بعد خروج معظم مندوبي الدول من القاعة ، بفعل ما شهدته هذه المنصة ، من مداولات لصالح الفلسطينيين ، يحاول فوقها ، خلط الأفعال بالأسماء ، في ظل شعور زائد بالقوة ،يتكؤ به على حليفته الكبرى ، التي يوشك أن يدخل بيتها الابيض ، للمرة الرابعة في العهد الجديد للرئيس ترامب ، وهو ممعن بتجاهل الأسس التي تحكم موقعه السياسي ، وهو يُقبِلُ على مصادمات مع دول العالم ، يعلم أنها سوف تكون من العيار الثقيل له ، ولمصالح واشنطن معاً ، محدثاً لاسرائيل عزلة دولية واسعة هذه المرة ، بعد أن سبقه ترامب بمعارضة ضم الضفة الغربية ، تلك المعارضة التي رحّب بها زعماء اوروبا ، وأغاضته شخصياً ، ومعه كل المتطرفين في حكومته .

أكثر ما يقلق نتنياهو في هذه المرحلة ، هو بروز أي خلاف جوهري ، مع الرئيس ترامب يتعلق بمستقبل الضفة الغربية وغزة ، والذي لازال الاخير يمسك به بقوة ، كي لا تسقط حكومته إذا ما انفضّ عنه المتطرفون ، وهو يشاهد ( أي ترامب) تسارع المبادرة الفرنسية السعودية ، للاعتراف بالدولة الفلسطينية .
ترامب كان يعلم أن جزءاً كبيراً من خطاب نتنياهو ، في المنظمة الدولية ، سيكون مكرسا لأغراضٍ سياسية اسرائيلية داخلية ، تحول دون تفتت ائتلافه الهش ، ولكن نتنياهو يعلم بالمقابل أنه سوف يسمع من ترامب ، يوم الاثنين القادم ، تلك النصائح التي سمعها من الزعماء العرب والمسلمين ، الذين التقاهم مؤخراً في البيت الأبيض ، ولكن على شكل مطالب هذه المرة ، خاصة بعد أن خرج بعضهم (اردوغان) غريم نتنياهو العنيد ، مشيدا بما قاله ترامب لهم .

اظن أن كل ما يريده نتنياهو من ترامب في هذه المرحلة ، هو إقناعه بالتريّث قليلاً حتى يتمكن من احتلال غزة ، وطرد حماس ، وهو الأمر الذي يبدو أن ترامب ، قد لمس إمكانية تنفيذه ، بعد اللقاء الذي جمعه مع بعض المسؤولين العرب والمسلمين ، عبر المفاوضات وليس الحرب ، ودون إراقة المزيد من الدماء ، ذلك اللقاء الذي تأكد ترامب من خلاله ، أن من التقى بهم ، ومعهم الدول العربية والغربية ، يريدون إزاحة حماس عن السلطة في غزة ، اليوم قبل الغد ، واستبدالها بقيادة مدنية ، وهو الأمر الذي لوّح به نتنياهو في خطابه ، وبدأ يحتسب له ، في لقائه المنتظر مع الرئيس ترامب .

الاثنين المقبل ، سيشكل لحظة حاسمة ، بالنسبة لنتنياهو وهو يقابل الزعيم الامريكي ، ذلك الرئيس الذي أخذ يدرك جيداً ، بوصفه رجل أعمال ، أن الفرصة حين تأتي ،يجب اغتنامها ، خاصة بعد أن بدأ يلاحظ ، أن نتنياهو يخلط الكذب بالمماطلة ، كي يحافظ على بقائه في منصبه ، وإلقاء اللوم على الآخرين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :