تتجدد القلوب النابضة بالخير كل عام في بلدة منشية العز، اهلي ربع الشومات والمكارم، لتنسج حكاية جديدة من العطاء والتفاني، حكاية عنوانها "قطرة حياة ومجد وطن".

إن ما يميز أهل المنشية هو العمل الجماعي للصالح العام، والتعاون الذي يتجاوز حدود الأفراد، والعطاء الذي لا يعرف التعب، والتضامن الذي يجعل من كل فرد جزءاً لا يتجزأ من جسد واحد؛ فهذا النسيج الاجتماعي الفريد جعل من بلدة المنشية شبكة حماية اجتماعية مميزة، بفضل وعي وتكاتف اهلها ومبادراتهم الإنسانية والاجتماعية والتنموية الريادية.

الجدير بالذكر أن الجهود والمبادرات المتعددة والمتنوعة في منشية العز ليست وليدة اللحظة، بل هي استمرار أصيل لروح العطاء التي غرسها المؤسسون الأوائل للمنشية -رحمات الله عليهم- منذ مطلع القرن العشرين؛ فلقد زرع الأجداد والآباء اطال الله بأعمارهم، قيم التعاون والعمل البنّاء والتضامن، ورعوها بعناية لتنمو وتُثمر أجيالًا بعد أجيال؛ وقد استمرت هذه القيم في التحول إلى ممارسات عملية تنموية وإنسانية، يحملها كل جيل بإخلاص وتفانٍ، ويسلمها لجيل قادم يستجيب لتحديات الوطن وتنمية إنسانه وبنائه بأعلى درجات العطاء والتفاني والتضحية، فبمثل هؤلاء الكرام يبنى المجد وتتحقق الأهداف السامية للأوطان ، فهم ربعي اهل الشومات والفعايل الطيبة ، وديرة هلي اهل الحمية والقلوب النقية.

ها نحن نصل إلى الموسم السابع من هذه المبادرة الإنسانية الرائدة، التي لم تعد مجرد حملة للتبرع بالدم، بل أصبحت شريانًا حقيقيًا يغذي الوطن بأسمى معاني الحب والتضحية، لصالح المرضى والمصابين في مختلف محافظات الاردن .

منشيتي شريان وطن؛ إنها قصة مجد، يكتب فصولها أبناء منشية العز، أهلِ المكارمِ و"ربع الشومات"، وتسطر أحرفها أرواح سخية آمنت بأن قيمة الإنسان ليست بما يأخذ، بل بما يمنح.

شهدت منشية العز اضافه نوعية في مفهوم العمل الاجتماعي ، باستمرار مبادرة منشيتي شريان وطن، على مدار السنوات الماضية، حيث تحولت جهود أبنائها الكريمة إلى مصابيح تضيء درب الإنسانية؛ من خلال التعاون والتشبيك والشراكات بين شخصيات وتجار وقادة المجتمع المحلي والأهالي والهيئات التطوعية الشبابية، وبشراكة حقيقية مع بلدية المنشية والمؤسسات الحكومية والخاصة .

ولعل من المناسب أن نذكر انه وبفضل هذه الجهود المخلصة، تم التبرع لبنك الدم الأردني والحملة الوطنية للتبرع بالدم بحوالي 3300 لتر من الدم؛ هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي حكايات إنسانية مؤثرة، سطرتها قلوب نبضت بالخير، وتجسدت فيها أسمى معاني العطاء، فكل قطرة دم كانت جسرًا بين الحياة والموت لإنسان آخر، وكل متبرع أهدى وطنه نبضة، وكل روح سخية أثبتت أن المنشية والمفرق وكل البلاد وناسها الطيبين الكرام هم شرايين للوطن، تنبض حباً وتضحية.

وحين تنبض القلوب بالخير، تتحول قطرات الدم إلى نهر حياة، يسري في عروق الوطن أملًا متجددًا.؛ إنها قصة استمرارية، ومسيرة لا تتوقف، فالعطاء هنا ليس رقمًا يُحصى، بل أثرٌ يُخلّد.

تحية شكر وإجلال لفريق عمل الديوان الكبير القائم على هذه المبادرة التي انطلقت كمشروع تطوعي مجتمعي، فريق يعمل بصمت وإخلاص، فريق عمل يبيّض الوجه نفخر بهم وبعطائهم الموصول .

وكالعادة يقوم فريق الديوان الكبير كلجنة منظمه بوضع خطة عمل متناسقة ومتكاملة، عبر تقسيم العمل الى لجنتين ؛لجنة طبية من كل التخصصات الطبية اللازمة لإجراء التبرع ، ولجنة المتطوعين لتقديم الدعم اللوجستي للمبادرة ،وللمساهمة بالتنظيم واستقبال المتبرعين، وتقديم الارشادات والمطبوعات التوضيحية والتوعوية والضيافة لهم .

قبيل الوصول إلى يوم الموسم السابع، فريق الديوان الكبير اعد الجاهزية الكاملة، بعد اجتماعات تنسيقية مع كل المعنيين، لضمان تكامل الجهود وتناغمها لإنجاح الحدث الوطني والإنساني المرتقب، فتم تجهيز أسرّة التبرع ، وأسرّة خاصة للفحص الطبي الأولي.، وسيارات الإسعاف وأجهزة الضغط والأكسجين، وكافة المعدات الطبية والأدوية اللازمة للمتبرعين .

ولذلك فإن من الواجب علينا أن نرفع قبعاتنا احترامًا وتقديرًا لكل يد امتدت بالعطاء، ولكل قلب نابض بالخير لبلدنا وشعبنا الكريم .

تحية وتقدير لكل متبرع، ولكل داعم، ولكل من ساهم ولو بكلمة طيبة في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية الوطنية .

ندعوكم جميعًا، في صباح العمل والأمل، للمشاركة في يوم التبرع بالدم، الموسم السابع، الذي سيقام يوم الجمعة الموافق 2025/10/3، من الساعة 9 صباحًا حتى 6 مساءً، في مدرسة المنشية الثانوية الشاملة للبنات، شاركوا وكونوا جزءًا من هذا الخير العظيم.