خطة اسرائيلية بثوب امريكي في غزة
حسين بني هاني
30-09-2025 06:04 PM
لم يترك ترامب لحماس في مؤتمره الصحافي، أية مساحة لرفض الخطة الأمريكية لوقف الحرب، عندما سمح لنتنياهو بإتمام المهمة عسكرياً في حال رفضها، بعد أن منحهم اياماً قليلة لقبولها ، وإلا فإن الأمر حسب قوله "سينتهي بشكل محزن للغاية "، وهو ما سوف يصعّب الموقف على قيادة حماس.
لقد بدت الخطة وكأنها صناعة اسرائيلية، مع أنها لا تشكّل هزيمة نهائية لحماس، كما أراد نتنياهو ووعد بها الاسرائيليين، لن يكون الأمر يسيرا على هذا الأخير امام حكومته، لتمرير هذه الصفقة، بعد أن وصفها سموتريتش "بالفرصة التاريخية الضائعة التي ستنتهي بالدموع "، ومع ذلك فقد بدا لإسرائيل انه يمكن التغلب على هذه المشكلة، من خلال حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها المعارضة، بعد أن وعد لبيد نتنياهو بشبكة أمان مبررة للصفقة.
فرصة نتنياهو لإفشال الصفقة ،تكمن في رفض حماس ، وهو أمر يحاول المسؤولون العرب تفاديه ، لما يحمله الرفض من مخاطر كبيرة.
يحتسب الفلسطينيون بشدّة لعودة طوني بلير، للواجهة في غزة، مربوطا هذه المرة، بالرئيس ترامب الذي يعرف الجميع صعوبة التنبؤ بتصرفاته، خاصة في ظل مراوغةنتنياهو المخادع ، وبعد أن وصف الرئيس السابق بينيت الخطة " بانها صعبة ولكنها ضرورية ".
لن تشكّل موافقة إسرائيل عليها انتصاراً لنتنياهو، لأن بعض التنازلات بنظر جزء من ائتلاف حكومته ، خطيرة وسوف يصعب استيعابها، خاصة تلك المتعلقة بتحرير المعتقلين بسبب أعمال القتل ، ومع ذلك لن يترك نتنياهو أية فرصة إذا تمكن، لإحباط خطة ترامب ، كونها تتضمن نقطة الانسحاب من القطاع، رغم دعمه للخطة، التي يعلم أن بها من الغموض ، ما يسمح باللعب على محتواها الفضفاض ، خاصة مسألة الانسحاب من غزة ، وهو ما سوف يسمح أيضا بوأد الزخم الدولي ، القاضي بالاعتراف بدولة فلسطين.
لن يكون غريبا على نتنياهو، إتخاذ خطوات لعرقلة الصفقة، وتحميل وزرها لحماس، إذا وجد أن الضغط الذي سيمارسه عليه، اليمين المتطرف، يفوق ضغط الرئيس ترامب.
رغم كل ما سبق، فإن خطة ترامب كانت بمثابة طوق نجاة لتل ابيب، وإنقلاب إستراتيجي، سيساعد إسرائيل في الخروج من عزلتها في وقت، توشك فيه حماس أن تغرق في عزلة إقليمية ، إذا لم توافق على الخطة .
هي لعبة عضّ أصابع بين إسرائيل وحماس، لا يبدو فيها نتنياهو قلقاً للغاية ، فهو يعلم أن مزاج الإسرائيليين، يميل إلى إنهاء الحرب ، وهو الأمر الذي اكدته الخطة ، خاصة وأنه يقدّر أيضاً ، بل يفترض أن حماس سترفض الخطة على أية حال ، كون نتائجها لا تصبّ في صالحها.