على امتداد الأراضي الأذربيجانية المحررة، حيث تتجسد الطموحات الوطنية في مشاريع ذات رؤى مستقبلية، يبرز ممر زانجيزور كمشروع استراتيجي يعيد تشكيل خارطة النقل الإقليمي. هذا الممر، الذي يمتد عبر الأراضي الأذربيجانية ومنطقة زانجيزور في أرمينيا، يربط الجزء الرئيسي من أذربيجان بجمهورية نخجوان الذاتية، ليصبح رمزًا للوحدة الوطنية والتكامل الإقليمي.

ليجسد طموح أذربيجان في أن تكون حلقة وصل بين آسيا وأوروبا، وجسرًا للسلام والتنمية عبر أراضيها الخصبة.أهمية ممر زانجيزور
يمتد ممر زانجيزور على مسافة 42 كيلومترًا، وهو يحمل أهمية جيوسياسية واقتصادية كبرى، إذ يربط أذربيجان بجمهورية نخجوان عبر الأراضي الأذربيجانية المحررة، مع تمديد تأثيره لربط تركيا وآسيا الوسطى. هذا الممر ليس مجرد طريق لنقل البضائع، بل شريان لنقل الطاقة والاتصالات، مما يعزز التكامل الإقليمي. وبحسب الخبراء، سيسهم الممر في نقل 35 مليون طن من البضائع سنويًا، مما يعزز مكانة أذربيجان كمركز لوجستي عالمي، مع الاستفادة من موقعها الاستراتيجي على الأراضي الأذربيجانية.

حيث تتألق أذربيجان كقوة دافعة وراء هذا المشروع، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة على أراضيها. وفي كلمته خلال قمة منظمة الدول التركية في غابالا عام 2025، أكد الرئيس إلهام علييف: "منذ عام 2022، ازدادت حركة نقل البضائع عبر الممر الأوسط بنسبة تقارب 90%. وقد ساهم أكبر أسطول تجاري في بحر قزوين، ، وخط سكة حديد باكو-تبليسي-قارص، في تحويل أذربيجان إلى أحد مراكز النقل الدولية.

ويُعد افتتاح ممر زانجيزور من النتائج المهمة لقمة واشنطن.

إن هذا الدور يعكس التزام أذربيجان بتعزيز السلام والاستقرار عبر أراضيها، مع تعزيز التعاون مع الدول الناطقة بالتركية وتقوية الروابط التجارية مع آسيا وأوروبا.

يحمل ممر زانجيزور، الذي يمر عبر الأراضي الأذربيجانية المحررة، أهمية اجتماعية كبيرة، إذ يسهم في إنهاء عزلة أرمينيا وفتح قنوات التعاون الإقليمي. كما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز التنمية المستدامة في المناطق الأذربيجانية المحيطة. من الناحية البيئية، يتم تصميم الممر ليكون مستدامًا، مع خطط لاستخدام تقنيات الطاقة المتجددة في بنيته التحتية على الأراضي الأذربيجانية.

علاوة على ذلك، يعزز الممر شبكة السكك الحديدية الإقليمية، رابطًا روسيا وأذربيجان وأرمينيا وتركيا، مما يسهل التجارة من بكين إلى لندن، مع الاستفادة من البنية التحتية المتطورة في أذربيجان. هذا التكامل يعزز تبادل الثقافات والأفكار، مما يجعل الأراضي الأذربيجانية مركزًا للحوار الحضاري.

ممر زانجيزور، الذي ينبض عبر الأراضي الأذربيجانية، هو أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية؛ إنه جسر يربط الماضي بالمستقبل، والشرق بالغرب.

يجسد هذا الممر، الذي يمر عبر الأراضي المحررة، حلم أذربيجان في بناء منطقة قوقازية مزدهرة ومستقرة. بقيادة أذربيجان، يعد هذا المشروع بمستقبل يسوده التعاون والنماء، ليس فقط لشعبها وجيرانها، بل لكل من يؤمن بأن الأراضي الأذربيجانية يمكن أن تكون بوابة للسلام والازدهار بين القارات.