موضوع المقال اقتصادي واجتماعي وسياسي معاً، فهو اقتصادي لأن الصناعة عنصر مهم في الاقتصاد، واجتماعي لأنه مرتبط بتشغيل أبناء المناطق النائية، وسياسي لأن زيارات رئيس الوزراء الميدانية تبعث برسائل سياسية لعدة أطراف من السياسيين؛ وعلى رأسهم الوزراء والمسؤولون.

جولة رئيس الوزراء في الشوبك والبترا ووادي موسى غطت العديد من القطاعات الحيوية هناك، الصحة والتعليم والسياحة والصناعة وغيرها، وشاهد الرئيس القضايا والمشاكل، صغيرها وكبيرها، على أرض الواقع؛ بعيداً عن التقارير المكتوبة أو المرئية، لأنه يريد معرفة الحقائق والمعلومات بدون تجميل، في إشارة إلى رغبته الحقيقية في تحقيق العدالة بين كافة المدن والمناطق الأردنية.

رئيس الوزراء زار مصنع ديفون للشوكولاته الذي يعتبر قصة نجاح استثنائية؛ من حيث الفكرة والموقع والمنتجات التي يصدرها، وقصة نجاح للاستثمار بالإنسان الأردني الذي يبدع حيثما وجد، وأينما وجد الفرصة والدعم، والمصنع مثال حقيقي وواقعي على الرغبة الصادقة لدى المستثمرين الأردنيين بخدمة وطنهم ومجتمعهم، وإلا ما الذي يدفع المستثمر لإقامة مصنعه أو مشروعه في منطقة بعيدة عن العاصمة، وينقصها العديد من الخدمات الحكومية وغيرها؟.

والسؤال الكبير.. ما الذي يدفع صاحب المصنع للمغامرة في هذا النوع من الصناعات في مكان تقل فيه العمالة المدربة والمؤهلة؟، وما الذي يدفعه للإصرار على إنجاح مشروعه، لولا الرغبة لديه لدعم أبناء المجتمع المحلي في تلك المناطق، وإيماناً منه بوجود كوادر محلية لديها الرغبة الكبيرة للتطور الذاتي؛ بهدف تحسين مستواهم الاقتصادي والمعيشي؟.

مصنع ديفون للشوكولاته يشغل حوالي ٤٠ شخصا من أبناء وبنات المنطقة، ٨٥٪؜ منهم من النساء، ويصدر منتجاته لأمريكا، وقد حصل على دعم مالي من المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (جيدكو)، منذ عام ٢٠٢١، واستمر التعاون بينهما لتطوير خطوط الإنتاج ورفع قدرات المصنع الإنتاجية، مما يعني أن (جيدكو) كانت صاحبة الريادة في دعمه.

زيارة الرئيس تبعث برسائل اقتصادية في عدة اتجاهات، فكافة المناطق النائية تحتاج للدعم والمساندة، ولتظافر الجهود من القطاعين العام والخاص للنهوض بها وبسكانها، والمستثمرون يحتاجون لمن يستمع لهم ويدعمهم ويحل المشاكل والتحديات التي تواجههم في هذه أو تلك من الجهات، والوزراء والمسؤولون معنيون بمتابعة كافة تلك التفاصيل التي من شأنها النهوض بالمشاريع والاستثمارات المختلفة، وبالأشخاص العاملين فيها، لتحقيق النمو المستدام في كافة الاتجاهات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، للوصول إلى مرحلة النمو الحقيقي للاقتصاد الذي ينعكس تحسنه على الجميع.

الكلمة الأخيرة،، يجب أن تكون هناك متابعة حقيقية ودائمة لجولات رئيس الوزراء على أرض الواقع، وعلى الوزراء والمسؤولين أن ينزلوا للميدان بعيداً عن البروتوكولات والشكليات والاستقبالات والحفلات، فالأردن والأردنيون يستحقون الأفضل في كل شيء، والأصل أن يكون المسؤول على قدر المسؤولية لخدمة الأردن وقيادته وشعبه.

الراي