أوزبكستان تُعيد كتابة التاريخ منارة للحوار بين الثقافات
14-10-2025 11:36 PM
بقلم: عبدالحميد حميد الكبي
تتألق أوزبكستان كجوهرة حضارية تجمع بين تراث عريق وطموح حديث، حيث تتجسد قيم السلام والتسامح والوئام. تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، تشهد البلاد نهضة شاملة تمتزج فيها الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع لتعزيز أجواء الاحترام المتبادل والتضامن والتعاون بين مختلف الطوائف الدينية من خلال استراتيجية "أوزبكستان 2030" ومبادرات عالمية مثل "التنوير والتسامح الديني"، تُرسخ أوزبكستان مكانتها كأرض الاستقرار وملتقى الحضارات، حيث يعيش أكثر من 130 جنسية و16 طائفة دينية في انسجام تام، مقدمة نموذجًا ملهمًا للعالم.
تدخل أوزبكستان مرحلة جديدة من التطور الشامل، مدعومة باستراتيجية "أوزبكستان 2030" التي أطلقها الرئيس شوكت ميرضيائيف. هذه الرؤية الطموحة تمثل خارطة طريق قانونية وعملية لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين. تشمل الإصلاحات تحسين مستوى المعيشة، تعزيز العدالة الاجتماعية، ودعم الابتكار في التعليم والثقافة. من خلال وحدة الشعب، تتحول أوزبكستان إلى نموذج للاستقرار والتقدم، حيث تُرسخ قيم الديمقراطية والمساواة، مما يعكس روح التجديد الوطني.
وتُعد أوزبكستان رائدة في تعزيز التسامح الديني والحوار بين الثقافات، حيث يعيش ممثلو أكثر من 130 جنسية و16 طائفة دينية في وئام. في عام 2017، طرح الرئيس ميرضيائيف مبادرة "التنوير والتسامح الديني" خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تحولت إلى قرار دولي في عام 2018 بموافقة جميع الدول الأعضاء. يُبرز هذا القرار التعليم كأداة فعالة لمواجهة التطرف والتعصب، مما يعزز مكانة أوزبكستان كمنارة للسلام. وفي عام 2022، عُقد المنتدى الدولي "حوار الإعلانات" في بخارى، حيث أُصدر "إعلان بخارى"، مكملاً لإعلانات عالمية سابقة، ليؤكد التزام البلاد بتعزيز الوئام بين الأعراق والأديان.الفقرة الثالثة: المنتدى الدولي "حوار البيانات" - خطوة نحو العالمية واستضافت أوزبكستان المنتدى الدولي الثاني "حوار البيانات" في طشقند وسمرقند من 10 إلى 13 سبتمبر 2025، لتعزيز الحوار بين الأديان وحرية الدين على المستوى العالمي. يُعد هذا الحدث استمرارًا لجهود البلاد في تنفيذ قرار "التنوير والتسامح الديني" واستراتيجية حقوق الإنسان لعام 2020. يُظهر المنتدى التزام أوزبكستان بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ويعكس استعدادها لقيادة حوار عالمي يعزز السلام والتعاون بين الثقافات، مما يجعلها مركزًا للتلاقي الحضاري.
التنوع الديني في أوزبكستان ركيزة أساسية لاستقرارها الاجتماعي. تضم البلاد 2,373 منظمة دينية مسجلة، منها 2,174 إسلامية و199 غير إسلامية، تعكس التعددية الثقافية. خلال السنوات الثماني الماضية، سُجلت 130 منظمة دينية جديدة، بما في ذلك 105 مساجد جديد و25 منظمة غير إسلامية. يدعم قانون حرية الضمير لعام 2025 هذا التنوع، مؤكدًا على العلمانية والمساواة. يتيح هذا الإطار القانوني لأتباع مختلف الديانات ممارسة شعائرهم بحرية، مما يعزز أجواء الاحترام المتبادل والتضامن.
كما تشهد أوزبكستان طفرة في التعليم الديني والروحي، مع إنشاء مؤسسات مرموقة مثل مركز الحضارة الإسلامية، والأكاديمية الإسلامية الدولية، ومراكز أبحاث تحمل أسماء علماء كبار مثل الإمام البخاري والماتريدي. ارتفع عدد المؤسسات التعليمية الدينية العليا من 3 في 2017 إلى 6 اليوم، إلى جانب 10 مؤسسات ثانوية. يعكس المرسوم الرئاسي لعام 2025 التزام الدولة برفع مستوى التعليم الروحي، مما يسهم في تثقيف جيل جديد يجمع بين القيم التقليدية والحداثة، تحت شعار "التنوير ضد الجهل".
حيث تشهد أوزبكستان احتفالات دينية متنوعة تعكس روح التسامح، مثل الذكرى الـ150 لتأسيس أبرشية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية (2021)، والذكرى الـ120 للكنيسة الأرمنية (2023)، واحتفالات البهائيين بمناسبات تاريخية بارزة. كما يُتيح للمواطنين أداء فريضة الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة ، حيث زار حوالي 500 ألف شخص مكة المكرمة و10 آلاف آخرين مواقع دينية عالمية. تُظهر هذه الفعاليات التزام أوزبكستان بدعم حرية الدين وتعزيز الوحدة الوطنية.
على مدى آلاف السنين، كانت أوزبكستان قلب طريق الحرير، مركزًا للتجارة والعلم والثقافة. واليوم، تواصل البلاد إرثها الحضاري من خلال سياسات تعزز التسامح وكرم الضيافة.
بفضل القيادة الحكيمة للرئيس ميرضيائيف، تُرسخ أوزبكستان مكانتها كأرض للسلام والاستقرار، حيث تتفاعل تقاليد الشعوب المختلفة بتناغم. يُعد المنتدى الدولي "حوار البيانات" دليلاً على الاعتراف العالمي بجهود أوزبكستان في تعزيز السلام وحقوق الإنسان، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في عالم متغير.