أزمة الشوارع .. معاناة إضافية للنقل الترددي لطلاب الجامعة الهاشمية
المهندس مازن الفرا
17-10-2025 07:57 PM
في الوقت الذي أصبحت فيه شوارع عمّان تغرق في ازدحامات خانقة تمتد لساعات طويلة — حتى أن الطريق بين عبدون والعبدلي يحتاج أحيانًا إلى ساعة كاملة في أوقات الذروة — تتكشف معاناة موازية يعيشها طلاب وطالبات الجامعة الهاشمية يوميًا مع وسائل النقل العام المتردية التي تربط العاصمة بالجامعة.
فإذا كان هذا هو الحال اليوم، فكيف سيكون المشهد بعد عام أو عامين أو خمسة أعوام إن لم تُوضع حلول جذرية وعاجلة لهذه الأزمات المتداخلة؟
معاناة الطلبة في طريقهم إلى الجامعة
وسائل النقل إلى الجامعة الهاشمية، وخاصة الباصات (الكوسترات)، باتت عنوانًا لمعاناة يومية حقيقية للطلبة، تتلخص في النقاط التالية:
• أزمة تجمعات خانقة: في نقطة الانطلاق الرئيسية نحو الجامعة، تتكدّس أعداد ضخمة من الطلبة تفوق بكثير القدرة الاستيعابية للباصات، وسط قدوم باص واحد فقط كل ربع إلى نصف ساعة، ما يسبب تأخيراً يومياً عن المحاضرات.
• كوسترات متهالكة: أغلبها قديمة، غير نظيفة، غير مكيفة، مقاعدها مكسورة، والأبواب غالباً تبقى مفتوحة طوال الطريق، في مشهد يعكس غياب معايير السلامة العامة.
• القيادة المتهورة: للوصول بسرعة، يقود بعض السائقين بسرعات خطيرة، في حين أن الطريق الطبيعي يستغرق 35 إلى 45 دقيقة، إلا أنهم يقطعونه أحياناً في 25 دقيقة فقط، ما يشكّل خطرًا كبيرًا على السلامة.
• تجاوزات سلوكية: من تدخين السائق داخل الكوستر إلى تحميل ركّاب غرباء غير طلبة خلال الرحلة، إضافة إلى غياب الرقابة على السلوكيات العامة داخل المركبات.
• مكيفات معطلة وشبابيك مكسورة تجعل الرحلة أشبه بمعاناة حرارية في الصيف، وبرودة قاسية في الشتاء.
• رحلات طويلة ومضنية: بعض الكوسترات لا تصل إلى الجامعة أصلًا بسبب قدم وتعطل الحافلة في الطريق، فيُجبر الطلبة على استخدام الباص السريع لاستكمال الرحلة، لتصل مدة الطريق إلى ساعة ونصف أو ساعتين.
• تعامل غير محترم: شكاوى متكررة من أساليب فظة من بعض السائقين تجاه الطلبة.
مسؤولية من؟
تُظهر هذه المعاناة أن أزمة النقل الجامعي جزء لا يتجزأ من المشهد المروري العام في الأردن، وأن غياب التخطيط والتنظيم والرقابة أدى إلى تراجع مستوى الخدمة وازدياد حالة التوتر بين الطلبة والسائقين يومًا بعد يوم.
إنّ ما يحدث يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة النقل ووزارة التعليم العالي وهيئة تنظيم النقل البري، لإعادة هيكلة منظومة نقل الطلبة من العاصمة إلى الجامعات، بما يضمن:
• وجود أسطول من الحافلات الحديثة والمكيفة،
• تدريب السائقين وتأهيلهم سلوكيًا وفنيًا،
• إشراف ومتابعة مباشرة من الجهات الرسمية لضمان سلامة الطلبة واحترامهم.
•التعاقد مع ناقل يؤدي الخدمه بجودة عاليه وبالتزام بالمواعيد ويراعي ظروف الامن والسلامة .
•ربط الكتروني بمواعيد النقل الترددي مع وجود منصة الكترونية خاصة بنقل الطلاب.
كلمة أخيرة
إن استمرار هذا الوضع يعني أن الطريق إلى الجامعة سيبقى رحلة معاناة يومية بدل أن يكون طريقًا نحو العلم والمعرفة.
وإذا لم يُتّخذ القرار المناسب اليوم، فسيكون الثمن غدًا ضياعًا للوقت والكرامة الإنسانية في وسائل نقل لا تليق بطلاب جامعاتنا ولا بصورة الاردن .
وللحديث بقية..
farramazen@hotmail.com