جمعية الملاذ للرعاية التلطيفية: دور وطني ورسالة إنسانية
19-10-2025 08:09 PM
عمون - تعتبر جمعية الملاذ للرعاية التلطيفية مؤسسة وطنية رائدة في مجال العمل الخيري الصحي، حيث تميزت منذ تأسيسها عام 1993 بإحداث إرتقاء مميز في مفهوم العناية الصحية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية، من خلال تقديم خدمات طبية و تلطيفية مجانية مبنية على أسس علاجية وعلمية وإنسانية، تراعي الأبعاد الجسدية والنفسية والاجتماعية للمريض.
تبنّت الجمعية منذ انطلاقتها رؤية واضحة ترتكز على صون كرامة الإنسان وتعزيز جودة الحياة، لا سيما في مراحل المرض الحرجة. وتمكنت على مدى أكثر من ثلاثة عقود من بناء منظومة متكاملة للرعاية التلطيفية، أسهمت في تخفيف آلام آلاف المرضى، ودعمت عائلاتهم نفسيًا واجتماعيًا، مما جعلها مرجعًا وطنيًا في هذا المجال.
رئيس مجلس إدارة الجمعية، الدكتور محمود سرحان أكد في أكثر من مناسبة إلى أن الجمعية تبنّت منذ بداياتها مبدأ أن الرعاية التلطيفية ليست رفاهية طبية، بل حق إنساني يجب أن يُصان ويُوفّر لكل من يحتاجه. وأضاف أن الجمعية سعت إلى تغيير النظرة المجتمعية نحو هذا النوع من الرعاية، من خلال جهود توعوية متواصلة وشراكات استراتيجية مع جهات طبية ومجتمعية، ما عزز حضورها في المشهد الصحي الوطني.
مجلس إدارة الجمعية الحالي يضم مجموعة من الشخصيات الوطنية التي كرّست جهودها لدعم رسالة الجمعية وتحقيق مآربها، حيث يتكون مجلس الإدارة من الدكتور عادل محمد القطاونة، الأستاذ فندي أحمد الفاعوري، الدكتورة مها إسماعيل الطل، الآنسة لينا عبدالله الطرزي، المهندسة ميس عدلي حجاري، السيد أسامة عبد الرحيم طقيه، السيدة مها سليم الشاويش، السيد معتز مازن البشير.
على مدى الأعوام الماضية، نفذت الجمعية عشرات البرامج التوعوية والتدريبية حول مفاهيم الرعاية التلطيفية، كما نظّمت مؤتمرات وورش عمل استهدفت الكوادر الطبية والتمريضية والاجتماعية، وسعت إلى تطوير دليل وطني للرعاية التلطيفية بالشراكة مع مؤسسات صحية رسمية وأهلية. كما توسعت الجمعية في خدماتها لتشمل زيارات ميدانية منزلية، وتقديم أجهزة طبية وأدوية مجانية، ودعمًا نفسيًا للمرضى وذويهم.
حظيت الجمعية بتقدير مجتمعي ورسمي واسع، نظرًا للدور النوعي الذي أدّته في تحسين جودة حياة المرضى المحتاجين، ولما عكسته من نموذج مؤسسي يربط بين الطب والإنسانية في إطار من الشفافية والكفاءة.
وبذلك، جسدت جمعية الملاذ للرعاية التلطيفية عبر مسيرتها الممتدة نموذجًا وطنيًا يُحتذى به في العمل الخيري المؤسسي، وأكدت أن العطاء الحقيقي هو الذي يصون الكرامة ويمنح الأمل، لا سيما في أحلك الظروف الصحية التي يمر بها الإنسان.