من ذا الّذي قال إن طريق التّميّز مفروش بالورود وخالٍ من العثرات!، فالتّميّز يعني أن نفتح أبوابنا على جميع الاحتمالات، وأن نُنجز الكثير، ونمرّ في المقابل بالكثير.

قد نتقبّل أحيانًا لحظات العسر إذا كنّا نسعى إلى السّمو، وعلينا أن نتصرّف بحكمةٍ، واضعين نصب أعيننا كلّ الاختلافات، ما يمكن وما لا يمكن، ما يصحّ وما لا يصحّ، عاملين بكلّ ما أوتينا من جهد حتّى لا نحيد عن الطّريق القويم.

لا يُلام من يسلك درب الحقّ، وإنّما يُلام من يختار الابتعاد عنه. ولكلّ متميّز حقّ الحفاظ على تميّزه، فإحقاق القوانين وتحقيق العدالة يصبّان في مصلحة الجميع. فجامعتنا وطنٌ صغير داخل وطننا الكبير، وحين يكون الوطن حاضرًا في قلوبنا وعقولنا؛ نضعه نصب أعيننا.

أحيانًا، يتعيّن علينا أن نتقبل المُر قبل الحُلو، وفاء لهذا المكان، هذا الوطن الصغير، الذي شُيد بأيدينا، وسُقي بعرقنا، وجهدنا، وأفكارنا، نحن أبناء هذا الوطن الكبير، وحري علينا أن نحافظ عليه، كما هو حق لأبنائه أن يصونوه ويحفظوا مكانته.

ويبقى التميّز مسؤولية قبل أن يكون امتيازا، وطريقه شاق لكنه الطريق الأجدر بأن نسلكه، ما دام هدفه خدمة المكان والإنسان.