برؤية ولي العهد .. الأردن يطلق أول مشروع رقمي متكامل ومتميز
عميد متقاعد حسن فهد أبوزيد
23-10-2025 01:31 PM
في خطوة نوعية ومتميزة، تجسّد أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات وأمن المعلومات، بما فيها الأمن السيبراني، شهدت مدينة العقبة الاقتصادية الخاصة أول من أمس تدشين أول مشروع رقمي متكامل في المملكة الأردنية الهاشمية، ليكون علامة فارقة في مسار التحول الرقمي الوطني، ومحطة انطلاق نحو مستقبل أكثر ابتكارًا واستدامة.
هذا المشروع الحيوي، الذي افتتحه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يُعد الأول من نوعه في الأردن من حيث الشمول والتكامل، إذ يضم مركز بيانات ضخمًا يمتد على آلاف الأمتار المربعة بقدرة تشغيلية تصل إلى 12 ميغاواط، إضافة إلى أنه يضم أول محطة إنزال كابل بحري في المملكة، ما يجعل العقبة بوابة رقمية تربط بين قارات العالم الثلاث.
ويُعتبر المشروع من أكبر مراكز البيانات والمعلومات في الإقليم، وتم تنفيذه بكفاءات أردنية شبابية وبدعم متواصل من سمو ولي العهد، ليشكل مركز تبادل بيانات محايد يقدم خدمات الحوسبة السحابية والأمن السيبراني وتطوير الذكاء الاصطناعي. وبذلك تتكامل منظومة رقمية متقدمة تسهم في تعزيز مكانة الأردن الدولية كمركز إقليمي للتكنولوجيا والاتصال.
دور سمو ولي العهد... رؤية شبابية من أجل المستقبل
لم يكن حضور سمو ولي العهد لافتتاح المشروع حضورًا بروتوكوليًا، بل جاء تتويجًا لمسارٍ طويل من الاهتمام الحقيقي بقطاع الشباب وتكنولوجيا المعلومات. فمنذ أن تولى سموه مسؤولياته العامة، كان يؤكد أن التحول الرقمي هو فرصة الشباب الأردني لبناء المستقبل الواعد، وأن المهارات الرقمية هي لغة العصر الجديد.
وقد دعم سموه في هذا المجال العديد من المبادرات التعليمية والتدريبية الريادية، منها:
قرية أورنج الرقمية في العقبة التي زارها سموه وتابع سير برامجها الموجهة لتأهيل الشباب. وبرامج التدريب المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وريادة الأعمال كلها ضمن مبادرات "مؤسسة ولي العهد"، التي تُعد من أبرز المنصات الوطنية في تحفيز وتمكين الشباب علميًا ومهنيًا.
هذه الجهود تشكل أساسًا لبناء جيلٍ واعٍ ومتمكن من قيادة مرحلة التطوير المقبلة، بما يواكب الدول المتقدمة في مجالات التكنولوجيا والحداثة والإبداع.
العقبة... من بوابة بحرية إلى بوابة رقمية
إن افتتاح هذا المشروع في العقبة لا يُمثل مجرد خطوة تقنية، بل هو امتداد عملي لرؤية سمو ولي العهد في تمكين الشباب، إذ يُتيح فرصًا مباشرة للتدريب والعمل ضمن بيئة تكنولوجية متطورة، ويفتح أمامهم آفاق الاندماج في الاقتصاد الرقمي العالمي من بوابة وطنية أردنية.
ولعلّ هذا المشروع يُجسد على أرض الواقع مقولة سمو ولي العهد:
“الشباب الأردني لا يحتاج إلا إلى الفرصة... ونحن نعمل لنصنع له هذه الفرصة.”
فمن منظور استراتيجي، يُعد المشروع الرقمي في العقبة استثمارًا مزدوجًا في الأمن الوطني والاقتصاد المعرفي، ويؤكد أن الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمير الحسين، تتعامل مع التحول الرقمي كركيزة أساسية للأمن والتنمية المستدامة، لا كمجرد قطاعٍ اقتصاديٍ ناشئ.
إن بناء هذه المنظومة الرقمية في العقبة بإشراف ومتابعة حثيثة من سمو ولي العهد، هو خطوة رائدة في ترسيخ مكانة الأردن على خريطة التكنولوجيا العالمية، وتجسيد عملي لرؤية ملكية سامية عنوانها "التمكين... والريادة... والمستقبل..