facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب العرش .. حين تتجلى السيادة ويُخلّد الأردن مجده الأبدي


بهاء الشنتير
24-10-2025 04:53 PM

في كل عامٍ، يكتب الأردن سطراً جديداً في سفر مجده الدستوري، حين يتجلّى المشهد الذي يفيض وقاراً وشموخاً، ويختزل في لحظاته معنى العرش وهيبته، حين يتفضل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، بافتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، ملقياً خطاب العرش السامي الذي يسمو فوق الكلمات، ويعلو فوق السياسة، ليكون تاج الدستور ونبض السيادة، ومرايا العزّ الهاشمي الخالد.

إنه الخطاب الذي لا يُتلى فحسب، بل يُتلى بمهابةٍ تليق بعرشٍ بناه المجد وأظلّته الحكمة. هو نبض الدولة وضميرها، يُجدد العهد بين الملك وشعبه، ويؤكد أن الأردن، رغم ضيق الجغرافيا، هو اتساع التاريخ وامتداد الرسالة. من بين حروفه تنبع الإرادة، ومن سطوره تنهمر الرؤى، فتتضح المسارات وتُرسخ الثوابت، ويُعاد التأكيد على أن الوطن فوق الجميع، والكرامة فوق كل اعتبار.

إن خطاب العرش السامي هو الميثاق الذي يُعلَن من على منبر البرلمان، فيغدو الدستور روحاً تنبض في وجدان الأمة. ومن خلاله يُرسم طريق الدولة نحو الإصلاح والتحديث، وتُستمد منه الثقة بمؤسسات الوطن التي بناها الأردنيون بالصبر والعزم. إنه تجسيدٌ لعهدٍ هاشميٍّ أصيل، وامتدادٌ لتاريخٍ من التضحية والإخلاص، وتأكيدٌ على أن الأردن لا يعرف الانكسار، ولا يقبل إلا الرفعة والعزة والكرامة.

وفي رحاب مجلس الأمة، ذاك الصرح الدستوري الذي يجسد إرادة الشعب وصوت الوطن، يتجدد اللقاء بين القيادة الهاشمية وممثلي الشعب، في مشهدٍ وطنيٍّ مهيبٍ يختصر قرناً من الثقة المتبادلة بين العرش والأمة. هنا، تحت القبة، تُصاغ القوانين وتُرسم السياسات، وهنا يُجدد الأردنيون عهد الولاء للوطن والملك، إيماناً بأن الديمقراطية التي زرعها الهاشميون في تراب هذا الوطن هي ثمرته الدائمة ودرعه الحصين.

وقبل أن يجلجل صدى الخطاب في القاعة، تشهد العاصمة عمّان مشهداً مهيباً قلّ نظيره: الموكب الأحمر الملكي. ذاك الموكب الذي يمضي بوقاره الملوكي على صهوات التاريخ، تحفه الخيول العربية الأصيلة، وترافقه الموسيقات العسكرية والأعلام الرفرافة. مشهدٌ تتجسد فيه السيادة في أبهى صورها، والعراقة في أنقى معانيها، ليبقى الموكب الأحمر رمزاً من رموز الدولة الأردنية، وطقساً وطنياً يختصر قروناً من الشرف والهيبة والانتماء.

ومنذ فجر التأسيس، بقي خطاب العرش السامي هو الوثيقة العليا التي تنطق باسم الوطن كله، وتُعبّر عن روحه الواحدة. فهو ليس فقط إعلاناً لافتتاح دورةٍ برلمانية، بل هو بيان ملكيّ خالد يُجدّد الإيمان بالمسيرة الهاشمية ويؤكد أن الإصلاح نهجٌ لا يتوقف، وأن كرامة الأردني لا تُمس، وأن سيادة الدولة خطٌّ أحمر لا يُساوَم عليه. في كل خطابٍ سامٍ، تتجلى الحكمة الهاشمية التي صانت الوطن وسط العواصف، وحافظت على استقلال قراره وهيبة مؤسساته، لتبقى المملكة الأردنية الهاشمية واحة استقرارٍ وأمنٍ وسط إقليمٍ مضطرب.

وفي ختام هذا الطقس الدستوري المهيب، يتجدد العهد بين العرش والشعب بأن يظلّ الأردن وطناً للمبادئ، وداراً للعزّ، ومنارةً للكرامة والسيادة. فخطاب العرش السامي هو ليس فقط كلماتٍ تُلقى، بل وعدٌ ملكيّ يُكتب في ضمير الأمة، تُصاغ منه رؤية المستقبل، وتنبثق من روحه طاقة العطاء التي لا تنطفئ.

تحت ظل العرش المفدّى، تبقى راية الأردن خفاقةً بالعز، سامقةً بالكرامة، يرفعها الأردنيون بقلوبٍ مؤمنةٍ وولاءٍ صادقٍ لقيادتهم الهاشمية الحكيمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :