كان جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، قد كلّف رئيس وزرائه بالقيام بهذا الواجب البروتوكولي بالقاء خطاب العرش السامي وفق المادة 79 من الدستور الأردني في 6 مناسبات، ما بين عامي 1929 و1947. ومنذ ذلك الحين، يقوم جلالة الملك الذي يتولى سدّة الحكم بإلقاء خطابات العرش، وهو تقليد حافظ عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

وتساءل الملك بتساؤل الاردنيين ؟ هل يقلق الملك ؟ الملك يقلق ولا يخاف الا الله لان بظهره وسنده الاردنيين الاوفياء وهذا ما يشتد به جلالته وهذا راس مال الوطن , فالوفاء والانتماء للعرش الهاشمي باقٍ ما حيينا , وان خدمة وطننا واجب مقدس علينا جميعا فلا خوف على الاردن القوي بشعبه ومؤسساته وسيبقى قوي وعظيم بوجود الاردنيين الاوفياء سندا لوطننا ولرمزنا العظيم.

يتناول الخطاب السياسات الوطنية ومرتكزات القضايا الحيوية المهمة في المنطقةكماتطرق خطاب العرش إلى خطط التنمية والسياسات المحلية، داعية إلى التعاون بين جميع الأجهزة والسلطات الحكومية لتحقيق أهداف وطنية محددة تتناسب مع المرحلة التي يمر بها الوطن حينما نوه جلالته الى ان الاردن قطع شوطا كبيرا بالاصلاحات وما زال الطريق طويل ويتطلب عملا منقطع النظير لخدمة الوطن فقط الوطن ,فبخطاب العرش السامي نحن لا نحتاج الى رمزية الشرح بقدر ما نحن نحتاج الى ترجمة الخطاب الى افعال على ارض الواقع يلتمس فيها المواطن اهتمام الحكومة باحتياجاته وتلبيتها كما يجب ان يتم توضيح معطيات التحديث الاقتصادي واثرها لكي نلمسها نحن كمواطنين من خلال تطوير القطاع العام لاننا لا نملك رفاهية الوقت وهذا يتطلب العدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكافة فئات المجتمع دون انحياز لفئة عن اخرى لذلك الثقة بين المواطن والدولة لا تبنى بالكلام والبيانات بل بالصدق والعدل والفعل لان خطاب العرش السامي هو خارطة طريق لاحداث الانجاز على ارض الواقع ولان الاردني هو حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر الضعيف ,ولا ننسى حينما اشار جلالتة لجنودنا البواسل بانهم مصنع الحسين درع الهيبة والفخر وهذه الارض المباركة ولادة الاحرار والشباب الاردني واولهم الحسين ابن الاردنيين وابن عبدالله الثاني ولي العهد.

ورسائل الخطاب كثيرة فالاردني الذي علم وتعلم والذي زرع فاطعم فتعليمنا متقدم في الاردن وعنوانه الضيافة والكرم وعلينا ان ننهض اكثر بنظامنا التعليمي ليكون اكثر مواكبة لمتطلبات العصر والاستمرار بمواصلة تطوير النظام الصحي وتحديث قطاع النقل ليكونوا اكثر كفاءة في دعم التنمية وتحسين نوعية الحياة.

موقف الاردن ثابت بشأن قضية فلسطين واحداث غزة وسنستمر بالاردن بدعمهم وارسال الخدمات الانسانية بوقفة الاخ مع اخيه وهذا موقف الاردنيين لا يلين مع القضية ومواقف الاردن الثابتةبثبات التاريخ اتجاه فلسطين بالوصاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية.

نحن بحاجة لترجمع خطاب جلالة الملك الى فعل وعمل واضح على ارض الواقع وليس كلام او بيانات لخدمة فقط الوطن بعيدا عن اي مصلحة شخصية.

نحن بحاجة الى انجاز واضح وليس الى تصريحات عبر مواقع السوشال ميديا من قبل المسؤولين والنخب , نحن بحاجة الى من يحب الوطن باخلاص ووفاء وانتماء حقيقي لتنفيذ رؤية جلالة الملك بفعل حقيقي وانجاز واقعي.