عندما اقدمت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها بلفور باصدار وعدها الى روتشيلد باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لم يكن العرب في وضع سياسي او عسكري يسمح لهم بقول كلمه لا، واقتصر الاحتجاج على مظاهرات من الشعب الفلسطيني والعربي في المدن والقرى، ولكن بريطانيا اصرت على دعم الوعد بقيام الدولة الاسرائيلية بعد 30 عاما من الوعد وقامت بفتح الهجرة لليهود من كل اوروبا لفسطين تمهيدا لتنفيذ هذا الوعد وسط انقسام العرب الى معسكر سايكس واخرين الى معسكر بيكو ووقوع كل الدول العربية تحت الانتداب البريطاني والفرنسي حتى بعد قيام اسرائيل وبداية حركة التحرر العربي وملئ الفراغ في الشرق الاوسط من قبل امريكا بعد ذلك بالانتقال من الانتداب الى الاستقلال، كانت فلسطين وحدها وليس احد سواها تدفع ثمن ذلك الوعد لغاية يومنا هذا...

بعد اكثر من مائة عام على الوعد قامت بريطانيا بالاعتراف اخيرا بالدولة الفلسطينية بعد احداث غزة ولكنها لم تقدم اعتذارها للشعب الفلسطيني على ما قامت عام في 1917 باصدار وعدها المشؤؤم .....

الاحداث الاخيرة اثبتت ان الفلسطيني متشبت ومتمسك بارضه ولا يفرط بها تحت اي ظرف وان من تعاملت معهم بريطانيا قبل مائة وعشرة سنين يختلفون كثيرا عن الموجودين الان لاسباب كثيرة منها الوعي اولا واخيرا باهمية الارض وعدم تركها مطلقا مهما كانت قسوة المحتل وهذا ما حصل في غزة اخيرا...

امام بريطانيا فرصة للتكفير عن ما اقترفته سابقا بالاعتراف التام بالشعب الفلسطيني وتسهيل قيام دولته الفلسطينية اليوم وليس غدا...