أعاد العدوان الاسرائيلي على قطر إلى الأذهان حقيقة ان الأردن كان وسيبقى خط الدفاع الأول عن الأمه العربية، وهو سند لمواقف الأمتين العربية والإسلامية وحجر الزاوية في تماسك الإقليم، وعلى الجميع ان يدرك أهمية الأردن في هذه الظروف الإقليمية الحادة التي تواجه المنطقة، ودوره الرئيس في تثبيت دعائم الاعتدال والوسطية وعدم جر المنطقة نحو التطرف والكراهية.
دعم الأردن وإسناد جهوده واجب عربي بالدرجة الاولى وواجب على المجتمع الدولي تعزيزا لجهوده في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وقوة الأردن هي مساهمة كبيرة في الأمن القومي العربي والإقليمي، والدور الأردني الأساس في المنطقة يصب في صالح الدور العربي والإسلامي، ورسالة الأردن الى العالم أن إقامة الدولة الفلسطينية هو ما يضمن السلام الشامل وأن بقاء الوضع يراوح على ما هو عليه ليس الا انكار للحقيقة وهدم للحق.
التحولات في المنطقة عميقة، والأردن يدركها ويستوعبها، ولهذا يسعى لتطوير جهود التعامل معها والتي تفرض الكثير من الإجراءات علينا وعلى محيطنا، ليس أولها التصدي لمحاولات الاختراق والتهريب التي تستهدف المنطقة بأسرها، وتأمين الأجيال من غزو الأفكار الغريبة على مجتمعنا وتحصينه بالوعي والمعرفة.
هذا خارجيا، وأما داخليا، فلا بد من الاستدارة للداخل للعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتهيئة الظروف المناسبة لجعل المواطن رديف للدولة وجزء رئيس من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية والتي سيتبعها بالضرورة تفاعل ايجابي مع جهود الدولة خارجيا وداخليا.
سنستمر بأداء دورنا الإستراتيجي رغم كل التحديات، لأننا حملة رسالة أصيلة هاشمية عربية إسلامية، وسيبقى بلدنا يحمل مشاعل العزة والإباء، وسنحافظ على تاريخنا وهويتنا واصالتنا، ولن نتراجع امام كل التحديات التي تستهدف بلدنا وشعبنا ومؤسساتنا.
*نبيل مصاروة/ وزير وسفير سابق.