facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب الملك .. التزام وطني متجدد


صالح الشرّاب العبادي
05-11-2025 12:27 PM

قبل أسبوع، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطابًا مهمًا أمام مجلسي النواب والأعيان في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة؛ خطابًا حمل توجيهات واضحة ورسائل وطنية عميقة ، وقد اخترت أن أكتب بعد مرور أسبوع، لا في لحظة الانفعال السياسي، لأن الخطاب الملكي ليس حدثًا عابرًا يُلتهم إعلاميًا في يومه ثم يُطوى مع العناوين. بل هو مرجعية ومسار يحتاج إلى قراءة هادئة، واستيعاب واعٍ، ومتابعة تُحوِّل ما جاء فيه من توجيهات إلى عمل يومي لا موسمي.

فالكتابة في لحظة الأمر سهلة، لكن الكتابة بعد أسبوع هي تذكير ومساءلة ناعمة ورسالة بأن مسؤولية المؤسسات ليست التفاعل اللحظي، بل الاستمرار في حمل التوجيهات إلى ميدان التنفيذ، بعيدًا عن الظاهرة “المشمشية” التي تضعف رسالتنا الوطنية وتقطع سلسلة الإنجاز.

خطاب من قلب الدولة إلى عقلها

كان الخطاب وثيقة وطنية صريحة، لا بروتوكولًا شكليًا ولا خطبة خطبة مرحلية لدورة نيابية ، تحدث جلالته بثقة القائد الذي يحمل الهمّ الوطني، لا بثقة الاكتفاء ، أعاد التأكيد أن الأردن وُلد في قلب الأزمات لكنه وُلد واقفًا، وأن قوة الدولة لا تُستمد من الخارج بل من إرادة شعبها ووعي مؤسساتها وصلابة جيشها وعرشها.

وهنا كانت الرسالة الواضحة أمام ممثلي الأمة: جلالة الملك لا يريد ردود فعل آنية وتفاعل لحظي ، بل أداء وعمل وتفاني وأمانة واخلاص ونتائج حقيقة والاهم من ذلك الاستمرارية التهجية في التحديث والتطوير .

الإصلاح ليس ورقة تُقرأ، بل امتحان يُقدَّم. والمرحلة المقبلة لن تقبل التردد أو التبرير.

الخطاب إلى الأردنيين والجيش: استعادة اليقين

جلالته ركّز على الإنسان الأردني بوصفه محور الدولة وغايتها، مؤكِّدًا أن الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكم هي رأس المال الحقيقي للوطن. وفي حديثه عن الجيش العربي والأجهزة الأمنية، لم يكن الثناء مجاملة، بل إعادة تثبيت لحقيقة وطنية:

أن الجيش والأجهزة الأمنية هو عمود الخيمة وضمانة الهيبة وحارس العقد الاجتماعي.

فالجيش ليس قوة دفاع فقط، بل رمز الانضباط الوطني ورافع الثقة العامة، ودوره يتجاوز السلاح إلى حماية قيم الدولة ومكانتها.

فلسطين… بوصلة الموقف الأردني

عندما شدد جلالته على موقف الأردن الثابت تجاه غزة والضفة والقدس، أعاد تثبيت البوصلة الأخلاقية والسياسية للدولة.

الوصاية الهاشمية ليست شعارًا، بل مسؤولية تاريخية تُحدد موقع الأردن في العالم العربي والدولي.

والرسالة هنا للداخل والخارج:

الموقف من فلسطين ليس ورقة مزايدة، بل معيار وطني وسلوكي وسياسي.

من يرفع شعار فلسطين لا بد أن يترجمه موقفًا وسلوكًا، لا خطابة موسمية.

الإصلاح… خيار البقاء لا ترف السياسة

حين قال جلالته إننا لم نعد نملك رفاهية الوقت، كان يحسم الجدل: الإصلاح اليوم ليس خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجود.

حديثه عن التعليم، الصحة، النقل، والإدارة العامة وغيرها ، جاء ليضع الجميع أمام مسؤولياتهم:
• لا مزيد من اللجان والاكتفاء بالتصريحات.
• لا مجال للترحيل والتجميل.
• الإصلاح مرتبط بالزمن والنتائج لا بالتصريحات والنوايا.

ومن يسمع الخطاب ثم لا يتحرك، يخون الأمانة التي أقسم عليها.

البعد الاقتصادي: العدالة لا الوعود

الاقتصاد الأردني لا يحتمل الترف الفكري ولا التسويق الإعلامي. الرسالة كانت واضحة:
تنمية بشواهد ملموسة، لا مؤتمرات موسمية.

محاورها:
• تحفيز الاستثمار لا تعقيده
• حماية الطبقة الوسطى
• تخفيف الأعباء لا زيادتها
• بيئة آمنة للقطاع الخاص
• إصلاح ضريبي متزن وعادل
• اعادة صياغة ادارية ذات حداثة للقطاع العام .
• المواطن هو الدولة، من أجلهم انبثق منهم من يستمعون للخطاب خدمة لهم ، لا عبء عليهم.

جلالته وجه نقدًا هادئًا لكنه حازم للأداء الاقتصادي الذي تأخر كثيرًا عن طموح المواطن.

السلطة التشريعية… امتحان الثقة

لم يطلب جلالته مجاملة برلمانية، بل تشريعًا فعّالًا ورقابة حازمة.
البرلمان ليس ساحة للمناكفات أو استعراض العضلات الخطابية ، بل مؤسسة تصنع المستقبل بالقانون والمحاسبة .

إن لم ينهض النواب والأعيان إلى مستوى الخطاب، فسيبقى كلامًا جميلًا يتردد في القاعة دون أثر في حياة الناس.

الدولة والثقة والمستقبل

عندما استدعى جلالة الملك ذاكرة التأسيس، كان يعيد تذكير الجميع بأن الأردن بُني بالعزيمة والعمل والصدق، لا بالانتظار والتسويف.
المطلوب اليوم:
• خطط واقعية
• جداول زمنية
• محاسبة على التنفيذ
• نتائج تُحسّ في حياة الناس..

فالمواطن لم يعد ينتظر خطابات وتجميلات وندوات ومؤتمرات ، بل ينتظر تغييرًا حقيقيًا.

من لحظة الخطاب إلى فعل الدولة

كان الخطاب الملكي لحظة انتقال لا لحظة مناسبة. رسم الطريق وحدد المسؤوليات وسماها وعرّى التقصير.

الرسالة الأساسية:
الإصلاح ضرورة وجود، والثقة الوطنية تُبنى بالعمل لا بالكلام.

ويبقى السؤال مفتوحًا…
هل ستلتقط مؤسسات الدولة ، حكومةً وبرلمانًا ، هذه اللحظة لكتابة فصل حقيقي في مسار الإصلاح؟
أم سنعود بعد عام نقرأ الخطاب ذاته ونواجه التحديات ذاتها بالأدوات ذاتها؟

بعد عام من الآن ( الحيّ يذكر الحيّ )
جيلٌ كامل ينتظر الإجابة…
والأردن يستحق العمل بمستوى كلمته لا بمستوى ردّة الفعل عليها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :