في زمنٍ تتسارع فيه إنجازات العلم والمعرفة، وتبرز فيه الكفاءات العربية على الساحة الدولية، تجسّد الأستاذة الدكتورة حنان ملكاوي نموذجاً مشرفاً للمرأة الأردنية والعربية التي جمعت بين العلم والريادة، وأسهمت بجهودها في تعزيز مكانة الأردن العلمية والأكاديمية على المستويين العربي والدولي.

فقد فازت عضو هيئة التدريس في قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة اليرموك، الأستاذة الدكتورة حنان ملكاوي، بجائزة “أفضل عالم عربي في التقانات الحيوية لعام 2025” في مجال التكنولوجيا الحيوية للميكروبات، والتي جرى تقييمها من قبل لجان علمية دولية متخصصة وفق معايير علمية دقيقة، إضافة إلى استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وتقنية الأفاتار التي تعتمد على التصويت النظري في بيئات افتراضية.

وجاء هذا الفوز ضمن فعاليات المؤتمر العربي الآسيوي السنوي للتكنولوجيا الحيوية 2025، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، بمشاركة علماء وخبراء من أكثر من خمس عشرة دولة حول العالم.

ويُعد هذا الإنجاز تتويجاً لمسيرة علمية حافلة بالعمل والعطاء، إذ تعكس الجائزة الإسهامات البحثية المتميزة للدكتورة ملكاوي في مجال التكنولوجيا الحيوية الميكروبية، ودورها الريادي في دعم وتطوير البحث العلمي في المنطقة العربية. وقد شاركت في المؤتمر متحدثة رئيسية، تناولت في ورقتها العلمية أحدث الاتجاهات البحثية في التكنولوجيا الحيوية وسبل تعزيز الاستدامة والتكيف في البيئات القاحلة وشبه القاحلة في المنطقة.

بدأت الدكتورة حنان رحلتها الأكاديمية من جامعة اليرموك، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الحياتية وحققت أعلى معدل تراكمي على مستوى القسم والجامعة، لتحصل على منحة دراسية تنافسية لاستكمال دراستها العليا. ونالت درجة الماجستير في علم الجراثيم والصحة العامة، ثم الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة والأحياء الجزيئية من جامعة ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد عودتها إلى الأردن، عُينت أستاذة مساعدة في جامعة اليرموك، لتبدأ مسيرة علمية استثنائية امتدت عقوداً من البحث والعطاء.

أسهمت الدكتورة ملكاوي في تطوير البحث العلمي في مجالات الأحياء الدقيقة، والتقنيات الحيوية والنانوية، وتطبيقاتها في البيئة والصحة والزراعة والأمن الغذائي والصناعة. كما أدارت وشاركت في مشاريع ومبادرات وطنية ودولية في مجالات التعليم وضمان الجودة وربط القطاع الأكاديمي بالصناعة، وحصلت على منح بحثية تجاوزت قيمتها 15 مليون دولار أمريكي من جهات تمويل وطنية ودولية.

عُرفت الدكتورة حنان بكونها قدوة ومُلهمة للأجيال الشابة من الباحثين والعلماء، فهي لا تدخر جهداً في توجيههم ومساندتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم لبناء مسيرتهم العلمية والعملية. وقد سجلت عدة براءات اختراع، ونشرت أكثر من 70 بحثاً علمياً في مجلات دولية محكّمة، وشاركت في أكثر من 120 مؤتمراً وورشة عمل حول العالم، كمتحدثة وعضو في لجان علمية وتنظيمية دولية.

تقديراً لإنجازاتها المتميزة، أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عليها في عام 2022 بـ وسام الملك عبد الله الثاني للتميز من الدرجة الثانية، اعترافاً بدورها الكبير وإسهاماتها في التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الطب والبيئة والزراعة والغذاء والصناعة.

وتقلدت الدكتورة حنان عدداً من المناصب القيادية المهمة، من بينها: نائب رئيس جامعة اليرموك لشؤون البحث العلمي والعلاقات الدولية، وعميدة البحث العلمي والدراسات العليا، ومديرة كرسي اليونسكو لدراسات الصحراء، ومديرة وحدة إدارة المشاريع الخارجية، ومديرة مركز التميز لمكتبات الجامعات الأردنية الرسمية، ونائب رئيس الجمعية العلمية الملكية الأردنية لشؤون التفاعل العلمي، إضافة إلى عمادتها للبحث والدراسات العليا في جامعة حمدان بن محمد الذكية في دبي. وهي حالياً عضو في مجلس أمناء جامعة آل البيت، ورئيسة اللجنة الأكاديمية، وعضو مجلس إدارة صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية.

إن مسيرة الدكتورة حنان ملكاوي تمثل قصة نجاح أردنية وعربية ملهمة، تؤكد أن المرأة العربية قادرة على تحقيق الريادة في ميادين العلم والمعرفة، وأن الإصرار والمثابرة والعلم هي مفاتيح التميز الحقيقي. لقد جسدت الدكتورة حنان بهذا الإنجاز صورة مشرقة للمرأة الأردنية والعربية، وأثبتت أن الإبداع لا يعرف حدوداً، وأن العطاء هو الطريق الأجمل نحو الخلود العلمي والإنساني.

مبارك للدكتورة حنان هذا الفوز والريادة والتميز، وأهنئ جامعة اليرموك بهذا الإنجاز الكبير.