كتب: سليمان المشّيني

أزكى السلام الموشّى بالورودِ على

سِبط النُّبُوَّةِ مَن يُنمى لبيتِ نبي

أزكى السلام عليهِ يومَ مولِدِهِ

وطابَ حيّاً وميتاً عاهلُ العربِ

قد كان ميلادُهُ عيداً أغَرَّ لنا

وما ابتناهُ بِسِفر المجدِ في الكُتُبِ

فَلْيَبْقَ مولدهُ ذكرى نُمَجِّدُها

مَنْ ذِكرُهُ خالدٌ يسمو على الشُّهُبِ

قد كانَ رمزاً لإيثارٍ ومكرُمَةٍ

حتى غدا الدّهرُ مأخوذاً من العَجَبِ

إنَّ الحسينَ لَقَرْمٌ فارسٌ بطلٌ

عالي المقامِ سليلُ السّادةِ النُّجُبِ

كان المميّزَ في بَذْلٍ وفي شَمَمٍ

وفي الكفاح وساح الخيلِ والقُضُبِ

مِن فَرعِ هاشمَ أبطالِ الفِدى قِدَماً

الأكرمينَ على بذلِ الدّمِ السَّربِ

لا يرهبونَ بساحاتِ الجهادِ رَدى

ولا المُحالُ بِمُسْتَعْصٍ على الطَّلَبِ

فالصّبرُ فيهم وفي فرسانهم خُلُقٌ

تَوارَثوهُ أباً في الرَّوْعِ بعدَ أَبِ

إن قيلَ عنهم بُناةُ الفخرِ سادتهُ

همُ القمينونَ بالإجلالِ واللقبِ

إنَّ الحسينَ وحيدٌ في شَمائلهِ

والعاهِلُ الفَرْدُ في العِرْفانِ والأدَبِ

رمزُ الشّجاعة في حربٍ وفي دَعَةٍ

وفي احتدام اللظى في فَتْكَةِ الكُرَبِ

والقائدُ الفذُّ في الهَيجاءِ إن نَشَبَتْ

حصنُ العروبةِ في اليأسِ والنُّوَبِ

قادَ البلادَ إلى العَلْيا بِبُعْدِ رُؤىً

في حكمة الشّيخِ نجّاها من العَطَبِ

والعِلْمُ عالي الذُّرى في كلِّ مِنطَقةٍ

والشَّعبُ كرّسَهُ في جَحْفَلٍ لَجِبِ

عن أُمَّةِ العُرْبِ دوماً حارِسٌ يَقِظٌ

والبأْسُ بأسُ أسودٍ قُدَّ مِنْ لَهَبِ

وكيف لا يبتني الأمجادَ عاهلُنا

وهو ابْنُ مَنْ قد سَمَوْا في الجَدِّ والحَسَبِ

ما كانَ مُذ كان إلا صقر أمّتِنا

وسيفُها الصّارِمُ البتّارُ ذو الشُّطَبِ

يا صانعَ المجدِ والعَلْيا لأمّتنا

بالعزم والصّبر والإقدام والدَّأَبِ

في عيدِ مولدكَ الأردنُّ يذكرُ ما

قدَّمْتَ من عَمَلٍ باقٍ على الحِقَبِ

ما خُضْتَ يا أبا عبدِ اللهِ معركةً

إلا وعُدْتَ بِإكليلٍ من الغَلَبِ

جَزاكَ ربُّكَ كلَّ الخير عن عَمَلٍ

لا لَنْ يَفيهِ الثَّنا فَيْضٌ من الخُطَبِ

عليكَ مِنّا سلامُ الله ما سَطَعَتْ

شَمْسُ الصّباحِ على الأرباضِ والهِضَبِ

واللهُ يحفظُ عبدَالله قائدَنا

مَنْ يفتدي عرشَهُ المحبوبَ كُلُّ أَبي

شعر سليمان المشّيني