إن الاستعداد الوراثي كأحد اهم العوامل و الاسباب الرئيسية بل و العميقة التي تساهم في ظهور الاعاقات سواء النفسية أو السلوكية كما ان البنية الجينية للإنسان تُعد كخارطة أولية تحمل مجموعات من التعليمات الحيوية بعضها يمنح القوة وبعضها قد يحدث اضطراب إذا تعرض الشخص لمؤثرات خارجية أو بيئية فالاستعداد الوراثي ما هو إلا قابلية مدمجة داخل الجينات تجعل من الشخص اكثر عرضة من غيره لتطوير نمط سلوكي كان او نفسي ولا يعني ذلك ان الجينات تفرض على الشخص مصيراً ثابتاً بل تشير إلى وجود احتمالية اعلى مقارنة بمن لا يمتلكون ذلك الاستعداد.

تأثير الجينات في الإعاقة النفسية:

ان الجينات لها دور بالغ في ضبط مستويات النواقل العصبية في الدماغ تتحكم في المشاعر و الانفعالات ان اي خلل وراثي بسيط في هذه الأنظمة فأنه قد يرفع احتمال ظهور بعض الاضطرابات كالقلق الحاد و اضطراب المزاج أو الاندفاعية او السلوك العدواني.

دور التفاعل بين الجينات و البيئة:

ان الجينات لا تؤثر على الفرد لوحدها فحسب بل إن البيئة لها دور كبير في ذلك حيث تعد هي المفتاح الذي يفتح او يغلق تأثير هذه الجينات.

أهمية الوعي بالاستعداد الوراثي:

ان فهم المجتمع و الأسرة و المعلمين لدور الوراثة و تأثيرها يساعد في تقليل الوصمة للإعاقات النفسية و السلوكية فأنها عملية بيولوجية معقدة تتأثر بعدة عوامل كما ان الوعي يساهم في تقديم الدعم و الرعاية المناسبة بدلاً من العقاب او اللوم مما يعزز قدرة الفرد على التكيف و النجاح رغم التحديات.