facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




‎صوت الأردن… بين الهوية الإعلامية وروح الدولة


الدكتور رائد قاقيش
19-11-2025 12:04 PM

من الطبيعي أن تمتلك الدولة الأردنية مؤسسات إعلامية رسمية؛ فالدول جميعها تحتاج إلى منصّات تعبّر عن رؤيتها وتنقل صوتها للناس، وتخلق خطابًا وطنيًا موحّدًا عند الضرورة. ومن هنا جاءت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية لتكون واجهة الأردن وصورته أمام مواطنيه والعالم. لكن علينا أن نعترف بأن الإعلام لم يعد مجرد دائرة حكومية؛ بل هو صناعة تحتاج إلى أدوات متخصصة ورؤية مهنية وكفاءات قادرة على صناعة المحتوى وصياغة الرسالة وبناء التأثير. وهنا تظهر المعضلة الأساسية في إعلامنا الرسمي: فليس كل من يعمل في هذه المؤسسات يمتلك الخلفية الإعلامية الحقيقية، ولا كل من يشغل منصبًا فيها يملك القدرة المهنية على قيادة خطاب إعلامي معاصر ومتطور.

‎ومن أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الرسمي غياب بعض التخصصات الضرورية عن الهياكل الوظيفية، ومنها غياب المترجمين المحترفين الذين يشكّلون عنصرًا رئيسيًا في مواكبة العالم، وصياغة التقارير الدولية، ومخاطبة الجمهور العالمي بلغته. فالترجمة اليوم ليست عملاً ثانويًا، بل هي جزء أساسي من صناعة الخبر وصناعة الصورة الوطنية، ومع ذلك لا تزال خارج الوصف الوظيفي للمؤسسة.

ومن يعمل في الإعلام يدرك تمامًا معنى صناعة الهوية. فالقنوات الرسمية في أي دولة تمتلك طابعًا خاصًا لا يشبه غيره؛ رائحة، نكهة، لون، حضور. وقد كان للتلفزيون الأردني في الماضي شخصية إعلامية واضحة، بدءًا من موسيقى الأخبار، مرورًا باللغة الرصينة للمذيعين، وصولًا إلى الصورة التي حملت روح الأردن. كان التلفزيون الأردني ليس مجرد شاشة، بل شخصية كاملة تحمل صوت الوطن وتفاصيله.

واليوم، ليس مطلوبًا من التلفزيون الأردني أن ينافس القنوات الضخمة في عالم مترامي الأطراف. وليس مطلوبًا منه أن يغيّر جلده أو يبحث عن هوية جديدة. المطلوب أن يعود إلى نفسه، إلى شخصيته الأردنية الأصيلة التي عرفها الناس وأحبوها. وربما نحتاج إلى خطوة بسيطة إلى الخلف، لا رجوعًا عن التطوير، بل استدعاءً للروح الأولى التي صنعت قيمة التلفزيون الأردني في وجدان المواطن. فالتطوير الحقيقي لا يبدأ بتغيير الشعار أو تجميل الاستوديوهات، بل يبدأ بإعادة تعريف الوظائف داخل المؤسسة، وفصل العمل الإعلامي عن البيروقراطية، وتقديم محتوى صادق قريب من الناس، مع تحديث مدروس يحافظ على الهوية الأردنية وروحها الأصيلة.

وتحية من القلب لكل من أسّس الإعلام الأردني وساهم في بناء هذا الصرح الوطني، وتحية لكل أبناء الوطن الذين يثقون وما زالوا يثقون في إعلام الدولة الأردنية ويميزون بين الإعلام الوطني الملتزم وبين الإعلام الحر. والشكر دائمًا لكل من يعمل في مؤسساتنا الإعلامية الرسمية، فجهودهم تبقى جزءًا أصيلًا من صورة الأردن وهويته. أتمنى لهم جميعًا دوام التوفيق والعطاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :