تبدأ في امتطاء مركبتك صباحًا لغرض الخروج بها من كراج منزلك سعيًا لرزقك المقسوم . قد!!، لا تستطيع ذلك لإيقاف أحد ما لمركبته في فم كراجك.

تبدأ المسير خروجًا من الشارع الفرعي الذي يتعربش منزلك فيه باتجاه الشارع الرئيسي لتفاجئ بطوفان من مركبات يسد مداخل ومخارج ذلك الطريق.

تتوكل على الله و…تطوّل بالك لتغوص في ذلك الطوفان و…إنت وحظّك. تلتزم بالمسرب الذي يؤدي للاتجاه الذي ترغبه. بعد مدة من الزمن وأنت تتقدم بخطًا وئيدة في مسربك وتكاد تصل بعد انقضاء ربع النهار للإشارة الضوئية التي ستفصلك في الاتجاه الذي تريد ….لتفاجئ بسرب من المركبات تزاحمك وتحاول الدخول أمام مركبتك لتسرق دورًا ليس لها. تحاول الحفاظ على دورك بمنعها من سرقته لكن لا تستطيع فسواقها يكاسرون…ولا يقودون. تتراجع وتكف خوفًا من حادث مفتعل أو شتيمة من قاع الدّست أو أو…

تصل بعد لأيّ لتكون أمام الإشارة الضوئية العتيدة التي تتأوّه باللون الأخضر لتفاجئ بمركبة تسارع من أقصى المسرب البعيد في الطريق لتقطع الطريق أمام كافة المركبات ومنها مركبتك كونها لم تقف على المسرب الذي ستنعطف منه للاتجاه المطلوب…لم تلتزم بمساريها. قد تسمع فرقعة أضواء مركبتك أو إزاحة المركبة التي تجاورك باتجاه مركبتك بصدم شديد.

أخيرًااااً؛ تصل لطريق مفتوح أمامك غير مزدحم خلاف الطريق الموازي له لكن المعاكس له بالاتجاه والمزدحم بالسير ومعظم من به يئن . تتنفس الصعداء وتتراقص برفع يديك وأنت أسير مقعدك ترفع صوت المذياع لتستمع لموسيقى بت هوڤن أو ربما غنيّة من قلب البادية لتفاجئ بمن يقتحم الطريق أمامك وباتجاهك…عكس السير ليتجاوز دور سرب طويل من مركبات تنوء بحامليها في الاتجاه المعاكس. تتأرجح براحلتك يمنة ويسرى تحاول الهروب من ذلك المصارع .

تسير يا ولداه في مركبتك متقيدًا بالقوانين والأعراف والذوق في القيادة ليعركس سيرك عائق يضعه صاحب منزل أو محل تجاري لمنع المركبات من الوقوف أمام محالهم. بعضها بضائع متلتلة وبعضها عوائق من باطون أو أصص زهور. أمّا من يقطعون الطريق من المشاة من غير مساربهم وممراتهم فحدّث ولا حرج. كذلك وقوف المركبات مثنى وثلاث ورباع بحجة شراء ساندويتش أو حضور محاضرة أو زفّة عريس فحدث بل مع الحرج.

هذا بعض ما ستقابله أيها العماني في صباحك أو مسائك عدا عن إلقاء أعقاب السجائر أو بقايا الطعام من نافذة المركبات، وللحديث بقية خاصة العوائق التي ستقابلك بسبب مشاكل سير مزمنة لا علاقة للسوّاق فيها…سلّمك الله.