الوطن الذي انجب وصفي التل سيبقى عزيزا واثقا مهابا بقيادة مليكنا المفدى (عبدالله الثاني ابن الحسين ) فارسنا العربي الهاشمي الأبلج، وشيخنا الجليل وظلنا الظليل الحامل لكل مشاعرنا الوطنية، وسنان الرمح في معركتنا والذي يحمل الباقيات من احلامنا، فنقبض معه على جمر الوطنية الذي لا ينتهي ونفيض بالانتماء الصادق للتراب الخالد.

نستذكر وصفي من الرجال الذين امتشقوا الشرف دون ترف منذ نعومة اظفارهم وقبضوا على الزناد رفعة ورجولة، رجال الحسين وأبي الحسين الذين تعلموا في مدرسته ان يزأرو بملء حناجرهم( المنية ولا الدنية)، لأن الوطن كان ملحمة طهر ونقاء وإباء كتبت فصولها تلك التوأمة العقدية بين الأردنيين والهاشميين ورسمت ملامحها الارادة التي لم تلن والهامات التي ظلت وما زالت مرفوعة لم تنحي الا لله.

رحم الله وصفي الكريم بعطائه، العنيد في تمسكه، والاستثنائي في مسيرته الوطنية ومدرسته السياسية التي سلكها بقيم راسخة من الولاء الكامل للعرش وللحسين ولمصالح الوطن العليا وللشعب الاردني الصنديد، واذ يحيي الاردنيون ذكراه فتلك كانت مدرستهم في الوفاء مجسدين أنبل القيم واسمى معاني العطاء وكيف لا يكونوا كذلك وهم الاتقياء الشرفاء الذين كان لهم الوطن كما كان لهم ومنهم وصفي التل في سويداء القلب فحفظوه منهم بين الرمش والعين.

رحم الله وصفي ابن العائلة التي حفظت للوطن قدسيته وللتراب انتماؤه وللقيادة الهاشمية وفاءها، ورحم الشهداء من بعده جميعهم الخالدة بطولاتهم في سجل الشرف الذي لا يموت.

هذا هو الاردن واولئك هم رجالاته واليوم بعد نصف قرن وأربع سنوات من استشهاد النبيل وصفي نقف شامخين اردنيين عصاميين حقيق بنا ان نفخر بوطننا وقيادتنا وشعبنا اليقظ المتفتح والمتماسك في تفويت كل فرصة على الاعداء الطامعين بنخر نسيجنا الوطني وذلك منهم بعيد بعيد.