رامي شفيق: فنان يجمع بين الأصالة والتراث والتجديد
عاطف أبوحجر
04-12-2025 01:30 AM
الفنان رامي شفيق فنان أردني بدأ مسيرته الفنية منذ طفولته، حيث وُلد في بيئة محبة للفن، ونشأ على سماع الموسيقى والغناء، مما ساعده على صقل موهبته مبكرًا.
كانت بدايته الأولى عام 1989 عندما قدم أغنية للأطفال عبر الإذاعة الأردنية بعنوان "غنيت للطيور"، وهي تجربة أكدت حضوره الصوتي وقدرته على التواصل مع الجمهور منذ سن صغيرة. وقد درس الموسيقى العربية في المعهد الوطني للموسيقى، وهو ما أكسبه معرفة أكاديمية بأسس الغناء والأداء، وأعطاه قاعدة صلبة في مشواره الفني.
وفي محطة آخرى يضيف رامي شفيق لحياته المهنية نكهة انسانية ويدرس دبلوم علاج في الموسيقى من جامعة العلوم التطبيقيه على أيادي مهمه في هذا المجال وعلى رأسهم الدكتور جاك سركيس.
وشارك رامي شفيق في مهرجان الأغنية الأردنية عام 1992 قبل تأسيس نقابة الفنانين، وحصل فيه على جائزة أفضل أداء عن أغنية “آه من الكلام”، كما نال جائزة في المغرب عن أغنيته “داعي سلام”، الأمر الذي عزز مكانته كصوت طربي واعد يمتلك قدرة مميزة على الأداء والتطريب. هذه النجاحات المبكرة جعلته واحدًا من الأصوات الأردنية التي لفتت الأنظار، خصوصًا لالتزامه في الغناء وقدرته على التعبير عن الأغنية بإحساس عالٍ.
لم يقتصر حضوره على الغناء فقط، بل خاض تجربة المسرح والتمثيل وشارك في أعمال مسرحية مثل “بترا إن حكت” عام 2009، إضافة إلى ظهوره في أعمال درامية أخرى، مما أظهر تعدد مواهبه وقدرته على الارتجال والتجسيد. كان دائمًا يمزج بين الصوت القوي والإحساس والقدرة على التعبير، سواء في الغناء أو التمثيل.
يُعرف رامي شفيق بشغفه الكبير بالتراث الأردني والعربي، فقد أعاد تقديم العديد من الأغاني التراثية بروح جديدة دون أن يبتعد عن أصالتها. قدم أعمالًا مثل “هيلا يا رمانة”، “بيت الشعر”، “طلو السيادة” وغيرها من الأغاني التي تحمل بصمة التراث الأردني، لكن بتوزيع حديث يليق بالذوق المعاصر. كما قدم أعمالًا وطنية مثل “فديت العسكر وقايد العسكر” التي جاءت احتفاءً بالمئوية، ليؤكد انتماءه ودعمه للفن الذي يخدم الهوية الوطنية.
كان رامي شفيق دائمًا صاحب رأي واضح تجاه الأغنية الأردنية والوسط الفني، إذ عبّر مرارًا عن أهمية دعم الفنان الأردني وإعطاء الأغنية المحلية مساحة أكبر، منتقدًا ما يراه تهميشًا للأغنية الأردنية على حساب أنماط غنائية تجارية. كان يؤمن بأن صوت الفنان أسرع في الوصول إلى الناس من أي وسيلة أخرى، وأن الفن يحمل رسالة وطن وهوية يجب الحفاظ عليها.
وفي عام 2023، تم انتخابه رئيسًا لجمعية الفنون الموسيقية الأردنية، وهو منصب يعكس الثقة التي يحظى بها داخل الوسط الفني. حاول من خلال هذا الدور دعم الموسيقيين الأردنيين، وإيجاد منصات للفنانين الشباب، والمساهمة في تطوير المشهد الفني الأردني ليأخذ مكانه الطبيعي بين الدول العربية.
رامي شفيق فنان يعتمد على الجودة لا على الضجيج، وعلى الأصالة لا على الشهرة المؤقتة. صوته الطربي وقدرته على المزج بين القديم والحديث جعلته جزءًا مهمًا من الذاكرة الموسيقية الأردنية. مسيرته تعكس رحلة فنان آمن برسالته منذ بداياته، عمل بجد، حصل على جوائز، شارك في المسرح والدراما، قدّم التراث بروح جديدة، ودافع عن الأغنية الأردنية، ليصبح واحدًا من الأصوات التي حافظت على هوية الفن الأردني وامتداده.