سيادة سوريا .. والاعتداءات الإسرائيلية
د.خالد يوسف الزعبي
04-12-2025 01:50 PM
ترتكب يوميا إسرائيل جرائم حرب ضد الشعب السوري، وتحتل الأراضي والمرتفعات، والجولان وجبل الشيخ والساحل، وتتوغل في الجنوب وريف دمشق ومناطق درعا وريفها والسويداء، وكان آخرها الاعتداء على بيت جن وقتل 13 من السكان الأصليين وإصابة العديد من السكان، مما دفع السوريين للدفاع عن النفس والعرض والارض السورية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، وقتل وإصابة العديد من الجنود والضباط الإسرائيليين، وإجبارهم على ترك العربات والأسلحة.
إن الاعتداءات المتكررة على سيادة الدولة السورية ، يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية ، وميثاق الأمم المتحدة ، خاصه وان هناك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1974 ، قد رسم الحدود بين إسرائيل وسوريا ، وفك الاشتباكات بين قوات الجيش السوري وإسرائيل.لكن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وجيشه الإسرائيلي ، لم يحترم القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ، باحترام الحدود، بل على العكس قامت إسرائيل باحتلال مرتفعات الجولان السورية ، التوغل إلي مناطق داخل سوريا ،وضمها إليها ، وهذا الضم باطل قانونياً ،ومخالف للشرعية الدولية ،وقرارات مجلس الأمن الدولي ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ،خاصه وان إسرائيل دولة احتلال ، بالقوة العسكرية ، وهذا مخالف للقانون الدولي ، وميثاق الأمم المتحدة ، الذي ينص على احترام سيادة الدول ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وعدم الاعتداء على سيادة أراضيها بالقوة العسكرية.
إسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد الشعب السوري ، وتتدخل في الداخل السوري ، وتثير الفتنة ، بين الشعب السوري ، وخاصة في السويداء والقنيطرة ، ودرعا، والجنوب السوري ، وتحاول التذرع بحماية الدروز ، في السويداء ، وتسعى إلى اقتطاع الجنوب من سوريا ، وتكوين دولة الدروز في سوريا ولبنان والأردن...
إسرائيل تخطط لاقتطاع الجنوب السوري ،لإقامة الدولة الدرزية ، تحت حماية إسرائيل ، ورعايتها ، وإشرافها ، وتسليح جيش بها ، لكي تصل من خلالها إلى العراق ، وتعمل على إقامة ممر داوود، الشريان ، للوصول إلى الشمال في العراق ، المناطق الكردية،الكردستاني ، حتى تصل إلى الحدود والعمق الإيراني ، ووضع قدم لها على الحدود التركية والإيرانية ، وتسعى إلى زعزعة الاستقرار السياسي والامني للمنطقة ، وخاصة مع الدول ذات الطابع الإسلامي.
إن سوريا تسعى إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية ، وبناء الدولة السورية الحديثة ، وتحقيق طموحات الشعب السوري الشقيق ، الذي عانى من الحرب الأهلية ، والقتل الجماعي العمد للمدنيين ،تجاوز المليون شهيد ، في السجون السورية تحت التعذيب والقتل ،وتشريد أكثر من 10 مليون سوري ، ودمار المدن السورية ، يسعى اليوم لإعادة بناء الدولة السورية الحديثة ، وإعادة الشعب السوري الشقيق لبناء وإعمار سوريا ، وما نشهده من تقدم وتطور وبناء في سوريا ،محل اعجاب الكثير من الدول العربية، ودول الخليج والأوروبية ،وامريكا، في دعم النظام السوري الجديد ،وتقديم الدعم الفني والإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وتقديم المالي، بالمليارات ،وتقديم المساعدات الإنسانية والغذاء ، لبعض المناطق المدمرة ،ورفع العقوبات عنها ، والغاء قانون قيصر ، وإزالة سوريا من دول الإرهاب ، كل هذه الإنجازات الكبيرة التي حققها الرئيس احمد الشرع وأعضاء الحكومة السورية ، والشعب السوري ، لا نريد أن تعمل إسرائيل هدمة ، وإعاقة التقدم والازدهار الاقتصادي ، والبناء العمراني، والأهم إعادة الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية للشعب السوري ، وبناء النظام السياسي الجديد
إن ما ترتكبة إسرائيل من جرائم حرب ، في سوريا ولبنان وفلسطين وغزة ، ينذر بالخطر ، وان العربدة والتطاول ،وزيارات نتنياهو لكل من الحدود السورية ولبنان وغزة ،وعدم وقف إطلاق النار في غزة ،والقتل يوميا ،والدمار ،يتطلب موقفاً سياسياً عربياً موحداً ،حازما ، والدعوة إلى قمة عربية عاجله واجتماع عربي ،،طارئ ،، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وسيادتها ، ووضع حد إليها ، ووقف الاعتداء على سيادة لبنان ، ووقف الاعتداء والعدوان على غزة.
نتنياهو وحكومته، يسعى إلى تحقيق أهداف ، استراتيجية ،بإقامة الدولة الدرزية في الجنوب السوري،وجعها منطقة عازلة من السلاح ومن الجيش السوري مع إسرائيل، لذلك فإن الاكتفاء بالتنديد والشجب ، والاستنكار ، وباشد العبارات ،وانتظار موقف من المجتمع الدولي، امريكا أوروبا ، لن يمنع إسرائيل من تنفيذ مشروع قيام دولة درزية.
مما يتطلب موقفاً واضحاً جديداً من الدول العربية ،داعيا إلي الأخذ ،بموقف الأردن وقيادته الحازم ، بالمحافظة على سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها ، واستقرارها، وحماية الشعب السوري، ولبناني والفلسطيني ، وإقامة الدولة الفلسطينية ،ووضع حد إلي عربدة وغطرسة إسرائيل ،ومنعها، من التدخل في شؤون سورية ولبنان وفلسطين الداخلية.