السلم المجتمعي ومدينة السلط (2)
م. عبد الغني طبلت الايوبيين
05-12-2025 03:15 PM
اشرت في مقالتي السابقة الى تميز مدينة السلط واستئثارها بنواجذ السلم المجتمعي ومعطيات العيش المشترك ، باعتبارها حالة تاريخية راسخة ومتواترة نقلت من جيل الى جيل دون معيقات بكل اريحية وانسجام ، ديدنها الرعاية والاهتمام
ولقد تجلى نضوج الحالة التاريخية واتساقها على ارض الواقع الحسي ، من خلال تأثيرها المباشرعلى مساندة وتدعيم روافد الوعي المعنوي لدى مختلف المكونات المجتمعية في المدينة ، والى الدور الفاعل الذي لعبته في بلورة ابجديات التفكير الإيجابي غير المتزمت ذو الشخصية المنفتحة على الاخر ، بمختلف ابعادها المكانية والزمانية ، ذات الطبيعة الانسانية والوطنية والمجتمعية والدينية
مع التأكيد الى أن تجسد واتضاح معالم تلك الحالة التاريخية ذات الشخصية المتميزة قد ترك أثره الواضح على نوعية ومستوى أداء وممارسات وسلوكيات مختلف المكونات المجتمعية في مدينة السلط ، ضمن سياق انساني (شعبي) ديدنه الود وسهولة المعشر ، وغايته رص الصفوف وتمتين وشائج الوئام والتعاضد والتكافل والانسجام بين مختلف مكوناتها المجتمعية بعشائرها وعائلاتها مسلميها ومسيحييها
ولذلك فإن تمتع مدينة السلط بتلك المعطيات الإيجابية غير المسبوقة، أسهم بالتأكيد في تدعيم اواصر الائتلاف والتوافق والانسجام والتناغم المجتمعي بين جنباتها ، وعمل على إبقاء أبواب التنامي والرقي والتألق والتطور والازدهار والنجاح مفتوحة على مصاريعها ، استمرارا للنهج الذي اختطه الإباء والاجداد والذي ناهز في عمره الحسي مدة لاتقل عن مئتي عام ، وأكد في مضامينه على معطيات السلم المجتمعي والعيش المشترك