عمون- صعد رجيم البيض إلى الواجهة على مدار الأعوام القريبة الماضية، باعتباره طريقة سريعة لخسارة الوزن، لا سيما لما يحتويه من كمية مناسبة من البروتين فضلاً على أن هذا الرجيم يسمح بحصة محدودة للغاية من الكربوهيدرات.
لكن هل رجيم البيض ينقص الوزن بالفعل؟ وهل تأثيره الصحي جيد أم يحمل مخاطر؟.. قبل الحديث عن هذا الرجيم بالتفصيل، يمكن تلخيص ما جاء على لسان خبراء الصحة في أن رجيم البيض ينقص الوزن سريعاً لكنه قد لا يكون خياراً صحياً.

ما هو رجيم البيض بالضبط؟
وفقاً للوصف الذي ورد في My Health Clinic، فإن رجيم البيض - وكما يبدو من المسمى- يقوم على فكرة واحدة، وهي التركيز على البيض كمصدر بروتين أساسي مع استبعاد أو تقليل شديد للكربوهيدرات. كما يسمح هذا النظام بكميات محددة من الخضروات غير النشوية وبعض الفواكه والبروتينات قليلة الدهون.
وفي نسخ أخرى من هذا النظام، يصفها الأطباء بأنها متطرفة، قد لا يسمح سوى بتناول البيض، لكن هذه الطريقة أشد خطورة بسبب التقييد الشديد الذي يُفقِد الجسم عناصر شديدة الأهمية.

هل يحقق رجيم البيض نتائج مهمة؟
بحسب التجارب، فإن رجيم البيض يأتي بنتائج سريعة في إنقاص الوزن، ويعود ذلك إلى تقليل الكربوهيدرات والسعرات بشكل واضح، لكن ما يؤكده الخبراء أن هذا النظام لا يمكن الاستمرار عليه لفترات طويلة، كما أنه عند التوقف عنه والعودة إلى النظام الغذائي العادي للشخص، قد يصبح الشخص عرضة لاسترجاع الوزن سريعاً أيضاً. من ناحية أخرى الانخفاض المفاجئ في الكربوهيدرات قد يسبب فقداناً للطاقة، ما يُشعر الشخص بالإرهاق.

رأي الأطباء في رجيم البيض
بحسب ما ورد في Harvard Health، فإن البيض غذاء عالي القيمة، حيث إن البيضة الكبيرة تمد الجسم بنحو 6 غرامات من البروتين وتحتوي على نحو 70 سعرة حرارية، إضافة إلى عناصر مفيدة مثل الكولين، المهم للدماغ والأعصاب، ومعادن مثل الفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم، ومضادات أكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين المفيدة لصحة العيون، وفيتامينات A وB وD.
كما يوضح المصدر أن بروتين البيض يعد عالي الجودة لأنه يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة.
لكن قيمة البيض الغذائية العالية لا تعني أنه يصلح ليكون بديلاً لجميع العناصر. كما أن رجيم البيض شديد التقييد وقد يسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن بسبب نقص مجموعات غذائية كاملة، من ثم هذا الرجيم يعد طريقة غير متوازنة وغير صحية لفقدان الوزن.

هل رجيم البيض يرفع الكوليسترول؟
البيض، وتحديداً الصفار، ظل متهماً بأنه سبباً لارتفاع الكوليسترول لسنوات خلت، لكن بحسب المصادر الصحية، فإن البيض غني بالكوليسترول الغذائي الصحي، كما أنه يحتوي على نسبة ضئيلة من الدهون المشبعة التي تعد خطراً على القلب؛ ولهذا فإن تناول بيضة يومياً غالباً لا يضر بصحة القلب لدى معظم الأصحاء.
اقرئي أيضاً اختبار سريع: اكتشفي نوع جسمكِ ومدى تمتّعه بالصحة

لمن لا يصلح برجيم البيض؟
يصنف رجيم البيض كنظام غذائي قاسي لذلك لا يناسب هذه الفئات من الأشخاص:

الحوامل والمرضعات.
مًن لديهم تاريخ مع اضطرابات الأكل.
اللذين قد يتأذون نفسياً أو سلوكياً من الطعام المتكرر أو المقيد.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات إلى أن البالغين الأصحاء يمكنهم تناول 1–2 بيضة يومياً بأمان، لكن حال تحول تناول البيض إلى نظام غذائي، فمن الأفضل استشارة الطبيب إذا كانت هناك ظروف صحية أو تساؤلات حول العدد المناسب.

هل يعتبر رجيم البيض صحياً؟

ما يمكن التوصل إليه مما سبق، هو أن رجيم البيض هو نظام غذائي مؤقت، قد يمر دون ضرر لدى بعض الأصحاء، لكنه ليس مثالياً، وقد يخفض الطاقة ويسبب شعوراً قوياً بالجوع والملل.

أضرار رجيم البيض
رجيم البيض قد يبدو سريع النتائج، لكنه يحمل أضراراً كثيرة، خصوصاً عندما يتم الالتزام به لمدة طويلة، فهو:

غير متوازن غذائياً
أولى أضرار رجيم البيض هو أنه غير متوازن غذائياً، فالاعتماد على البيض كعنصر رئيسي مع تجاهل جميع العناصر الغذائية الأخرى، قد يسبب نقصاً في الألياف والفيتامينات والمعادن التي تأتي من الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه المتنوعة.

يؤثر على الهضم
اتباع رجيم البيض منخفض الألياف لمدة طويلة يؤثر سلباً على الهضم، كما يزيد الإمساك ويؤثر على صحة ميكروبيوم الأمعاء.

يخفض الطاقة
هذا النوع من الحميات غالباً ما يكون قليل السعرات فيشعر البعض بتعب ودوخة وتقلبات مزاجية وصعوبة تركيز وفقدان الطاقة، خصوصاً مع تقليل الكربوهيدرات فجأة.

استعادة الوزن المفقود بسرعة
المشكلة الأكبر تكمن في أن رجيم البيض غير قابل للاستمرارية، فتقييد الطعام بشدة قد يؤدي إلى عودة الوزن أسرع بعد التوقف عنه، وقد يخلق علاقة قلقة مع الأكل لدى بعض الأشخاص.

مخاطر صحية
الإفراط في البيض لدى بعض الاشخاص قد يرفع القلق حول الكوليسترول أو يفاقم مشكلات صحية قائمة، لذا يحتاج الأمر إلى استشارة الطبيب قبل المباشرة به.

سيدتي