هل كان هنالك مؤامرة لحرمان الأردن من التتويج بكأس العرب؟
د. زيد الشمايلة
20-12-2025 12:41 AM
قبل أن نتنبأ أنه كان هنالك مؤامرة تقضي بعدم تتويج الأردن بكأس العرب، فإنني سأتطرق إلى أهم المبادئ الرئيسية لنظرية المؤامرة والتي تقول في بعض مبادئها الأساسية:
1) رفض التفسير الرسمي
تنطلق نظرية المؤامرة من افتراضٍ أوليٍّ مفاده أن التفسيرات الرسمية (الحكومية، العلمية، الإعلامية) غير صادقة أو ناقصة عمدًا، وأنها صُمِّمت لإخفاء “الحقيقة”.
2) الإيمان بوجود فاعل خفي قوي
تفترض وجود جماعة سرية (نخبة سياسية، اقتصادية، دينية، أو استخباراتية) تمتلك:
قدرة عالية على التخطيط، نفوذًا واسعًا، واستمرارية زمنية طويلة في السيطرة والتأثير.
3) القصدية المطلقة للأحداث
ترى أن لا شيء يحدث بالصدفة؛ فكل حدث كبير (حرب، أزمة اقتصادية، وباء، اغتيال) يُفسَّر على أنه نتيجة تخطيط مسبق، لا نتاج عوامل بنيوية أو احتمالية.
4) الترابط الانتقائي للوقائع
تعتمد على ربط أحداث متباعدة زمنيًا أو مكانيًا بطريقة انتقائية، حيث: تُضخَّم الأدلة التي تؤيد الفكرة، ويُتجاهل أو يُرفض ما يناقضها (انحياز تأكيدي).
5) مناعة الفكرة ضد التفنيد
أي محاولة لدحض نظرية المؤامرة تُفسَّر غالبًا على أنها: دليل إضافي على التآمر، أو مشاركة غير مباشرة في إخفاء الحقيقة. وهذا يجعل النظرية غير قابلة للاختبار العلمي.
6) الشك المفرط في المؤسسات
تتأسس على مستوى عالٍ من عدم الثقة في:
الدولة، الإعلام، المؤسسات العلمية. ويُنظر إلى هذه الجهات بوصفها أدوات بيد “المتآمرين”.
7) تبسيط الواقع المعقّد
تميل إلى تقديم تفسير واحد شامل لأحداث شديدة التعقيد، بدل التحليل المتعدد العوامل (الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، التاريخية).
8) البعد النفسي–الاجتماعي
تلبي حاجات نفسية واجتماعية، مثل: تقليل الشعور بالعجز، البحث عن معنى للأزمات،
تعزيز الإحساس بالانتماء إلى “جماعة تعرف الحقيقة”.
لماذا حرمان الأردن من التتويج !!
ان فوز الاردن بكأس العرب رقم إمكانياته الضعيفة ماديا يعني فشلا ذريعا لكل الدول القادرة مادياً والتي تدفع الملايين للوصول إلى ما وصل إليه الأردن.
وفشلا ذريعا لكل الإدارات التي تتغنى بكفاءتها الإدارية والفنية وصولاتها وجولاتها في العالم ورغم استجلابها لكل الخبراء العالميين والمحترفين العالميين لرفع مستوى لاعبيها واداراتها الرياضية، لكنها لم تنجح في الوصول إلى ما وصل إليه الأردن بدءأ من الوصول إلى نهائي كأس آسيا والتأهل إلى نهائيات كأس العالم من اوسع أبوابه ثم الوصول إلى نهائي كأس العرب، لذلك فإن فوز الأردن بكأس العرب سقوطاً لهم أمام جماهيرهم بينما فوز المغرب أقل ضغطا على بعض الدول وجماهيرها وإداراتها على اعتبار أن المغرب من الدول المتقدمة ماليا واداريا ورياضياً وفنياً ففوزها بكأس العرب يعتبر من البديهيات للجماهير العربية حتى لو كانت تلعب بالفريق الثاني فهي التي وصلت إلى المربع الذهبي بكأس العالم ومنتخباتها بالفئات العمرية تحت ٢٣ سنة وتحت ١٧ سنة كانت من الدول الأولى بالعالم، لذلك كانت المؤامرة بإفشال الأردن من الحصول على كأس العرب تجنباً للضغوط المذكورة أعلاه .
وبدأت الشكوك بالمؤامرة من تعيين الحكم الصيني حكماً رابعاً في المباراة فمجرد ذكر اسمه يبعث على الخوف والرهبة من ظلم جديد فلو تعثر الحكم الأساسي سيكون هو مكانه مباشرة خاصة أن الحكم الصيني كان له مساعدأ صناعة صينية كذلك، كما أن تعيين حكمين عربيين في غرفة ال VAR كان يبعث على الشكل بوجود مؤامرة خاصة أن غالبية محللي ونقاد بعض الدول العربية كانوا ضد الأردن قولا واحداً حتى لو لعب ضد العدو.. وكانوا يرجعون كل فوز للاردن الى الحظ، لا بل إن بعضهم كان يردد نكته ان الأردن رشى الحكام.
كما كان هنالك شكوك بالمؤامرة عندما رفضوا تأجيل المباراة ولو دقيقة واحدة رغم أن الحالة واحدة مع مباراة السعودية الإمارات الذين عاندوا الاتحاد الدولي واتفقوا على عدم إكمال المباراة خوفا على أنفسهم من ضوء البرق وصوت الرعد وبدلاً من معاقبتهم تم تكريمهم بتوزيع الجوائز بينهما بالتساوي بينما الآخرين من العالم الثالث فليحدث لهم ما يحدث فالمهم هو إتمام المباراة مهما حدث.
واختتمت إمكانية وجود المؤامرة بقيام الحكام ببعض الأخطاء التي لا تغتفر خلال الخمس دقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، حيث كان الأردن متقدم عندما تجاهلوا لمس اللاعب عبد الرزاق حمدالله الكرة بيده قبل ادخالها للمرمى فاتجهوا لاختبار تسلل وتناسوا لمسة اليد رغم وجود حكام ال VAR الذين كانوا يشاهدون النملة في الملعب لكنهم كانوا صماً بكماً عمياً فهم لا يفقهون، وتجاهلوا الضرب المتعمد لديارا ومن ثم تم حرمانه من العودة الى الملعب لدقيقتين رغم أنه كان بإمكانه العودة مجرد أن تلعب الكرة ، وتم إحراز الهدف الثالث رغم وجود خطأ قبله ضد ديارا فكان منه الهدف الثالث ،
ولا ننسى عدم احتساب هدف ابو طه ببداية الشوط الإضافي الأول بحجة لمس الكرة رغم أن المسافة صفر بين ضرب الكرة واصطدامها بيد ابو طه
وعدم الرجوع الى الVar عند اعتراض حارس المغرب لعلي علوان وكأنهم قد قرروا إنهاء المباراة قبل الحكم.
واخيرا نقول كما يقول المثل العربي: (العلة مش الرمانة العلة القلوب مليانة).
* دكتور زيد الشمايلة/ استاذ مشارك قسم علم الاجتماع/ جامعة مؤتة.