ان العالم اليوم خاصة ً في العقود الأخيرة يشهد تطورا ً ملحوظا ً و متسارعا ً خاصة ً في مجالات العلوم الطبية و التقنية الرقمية ومن ابرز التحولات التي احدثت نقلة نوعية في فهم الأمراض الوراثية وتشخيصها بشكل مبكر هو الذكاء الاصطناعي AI ولقد برز الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات الجينية بدقة فائقة وسرعة تفوق قدرات البشر حيث انها تعتمد بالدرجة الأولى على خوارزميات متقدمة كالتعلم العميق و التعلم الآلي والتي من خلالها تستطيع تحليل ملايين المتغيرات الجينية في وقت قصير مع القدرة على التنبؤ بأحتمالية الإصابة بإعاقات مستقبلية و اكتشاف الطفرات الجينية المرتبطة بالإعاقات الوراثية كذلك التمييز بين الطفرات الجينية الضارة وغير الضارة بدقة عالية.

الذكاء الاصطناعي AI ودوره في الكشف المبكر عن الاعاقات:

يعتبر الكشف المبكر انه الحجر الأساس في عملية الوقاية من الإعاقة بشكل عام او التخفيف من حدة أعراضها حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحليل نتائج الفحوصات ما قبل الزواج مع دعم برامج فحص حديثي الولادة لأكتشاف الاضطرابات الجينية كذلك التنبؤ بالأضطرابات العصبية ذات الخلفية الوراثية.

الأبعاد التربوية و التأهيلية للكشف المبكر :

في مجال التربية الخاصة ومن منظورها الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الطبي فحسب بل يمتد ليشمل إعداد البرامج التعليمية الفردية المبكرة مع تقليل الفجوة التعليمية و النمائية الناتجة عن التأخير في عملية التشخيص كذلك تعزيز فحص الدمج التربوي و الأجتماعي للأطفال ذوي الإعاقة المكتشفة في وقت مبكر فالذكاء الاصطناعي يجمع بين الدقة العلمية و النضرة الوقائية الشاملة وتحسين جودة الحياة وبناء مستقبل اكثر شمولية و عدالة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.