عمون - أعلن الكاتب العميد المتقاعد عبدالله بن ملفي الحارثي عن صدور كتابه الجديد "كنت ضابط مكافحة المخدرات.. ٢٣ عاماً بين الخطر والواجب: دروس من الميدان"، الصادر عن مجموعة تكوين المتحدة. يقع الكتاب في ٤٣٠ صفحة من الحجم المتوسط ، ويقدم من خلاله المؤلف توثيقاً تاريخياً وميدانياً لتجربة أمنية فريدة بدأت منذ تخرجه من كلية الملك خالد العسكرية عام ١٤١٢هـ، وتدرجه في المهام العسكرية حتى قيادة إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني بالقطاع الغربي.

ويستعرض الكتاب السيرة الذاتية للمؤلف الذي وُلد في مكة المكرمة وكرّس حياته للعمل الأمني والتوعوي، حيث شارك في تأسيس اللبنات الأولى لشعبة مكافحة المخدرات بالقطاع الغربي عام ١٤١٨هـ، وساهم خلال مسيرته في إقامة أكثر من ١٠٠ معرض توعوي وتقديم دراسات وأبحاث تهدف لاستئصال هذه الآفة. ويجمع الحارثي في مؤلفه بين الخبرة العسكرية الميدانية والرؤية الأكاديمية الاحترافية كحاصل على شهادة ماجستير إدارة أعمال بتقدير امتياز، مما أضفى على الكتاب صبغة علمية وعملية في آن واحد.

وفي طرح استراتيجي يتجاوز التجربة الشخصية، يتناول المؤلف معضلة المخدرات في جيوش العالم، محذراً من أن خطر انتشار السموم في المجتمع العسكري يفوق في تداعياته المجتمع المدني بأضعاف؛ كون المؤسسة العسكرية تمثل خط الدفاع الأول للدول، وأي اختراق لها يمس جوهر الأمن القومي. ومن هذا المنطلق، خصص الحارثي الجزء السادس من كتابه لطرح مبادرة وطنية وعالمية متكاملة للقضاء على وجود المخدرات، صُممت لتكون خارطة طريق قابلة للتطبيق في أي جيش أو مجتمع عسكري حول العالم، بهدف ضمان بيئة عسكرية نقية ومنع تخرج أو استمرار المتعاطين نهائياً.

كما يبحر الكتاب في تفاصيل العلاقة بين المخدرات والجريمة، ويقدم إجابات جوهرية حول سبل حماية الأبناء وحقيقة العلاج من الإدمان ومخاطر الانتكاسة، مدعوماً بقصص واقعية من الميدان واجهها المؤلف على مدار ٢٣ عاماً بين الخطر والواجب.

ويعد هذا الإصدار مرجعاً أمنياً وتوعوياً هاماً، يلخص رحلة ضابط نذر نفسه لحماية الوطن، ويختتم مسيرته المهنية بتقديم خلاصة علمه وخبرته للأجيال القادمة وللقادة العسكريين حول العالم.