facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آبار وادي عربة


د. م. منذر حدادين
29-12-2025 01:06 PM

بث الأثير "الأردني" صباح يوم الإثنين 22/12/2025 اتصالاً بين السيد حسام غرايبة مدير إذاعة حسنى، والسيد عمر سلامة الناطق الرسمي باسم وزارة المياه والري الأردنية. وكان موضوع التواصل آبار جوفية كانت إسرائيل حفرتها في وادي عربة بالقرب من موقع الغمر بعد احتلال جزء من وادي عربة عام 1968 وحتى انسحابها منه عام 1994. وتعرض المتحدثان اللبقان لشخصي باللوم وهو ما لا يليق موضوعاً ولياقةً.

لا أدري إن كان أيُُّ من المتحدثين مولوداً يوم كنت أفاوض الجانب الإسرائيلي حول المياه، لكني على يقين أن أيّاً منهما لا يفقه الموضوع ولا يدري ما يتحدث عنه إلا سطحياً. وقد سها عن بال كل منهما أن نص المادة 4 في ما يخص مياه تلك الآبار يقول صراحةً أن الآبار تحت السيادة الأردنية وتعامل كما لو أنها حفرت بموجب الأنظمة الأردنية عند حفرها. وذلك كي لا تعتبر مخالفة يتوجب إلغاؤها. كما غاب عن سردهما أن حراس تلك اآبار كلهم أردنيون. وأوكل النص واجبات تشغيل وصيانة تلك اآبار لطرف أردني وتدفع إسرائيل كل أكلاف ذلك.

وكانت إسرائيل تستعمل منها 4,5 مليون متر مكعب سنوياً في جانبها من وادي عربة، ولعلم المتحدثين الإثنين فإن المياه الجوفية في الجانب الغربي من بطن الوادي ملوحتها مرتفعة لا تصلح لاستعمالها في الزراعة، لذلك اعتمدت على مياه آبار حفرتها في الأراضي الأردنية المحتلة. وحدد النص سقفاً لاستخراج المياه من تلك الآبار هو بزيادة ما يسحب من الآبار 10 ملايين متر مكعب سنوياً شريطة 1) أن تسمح المعطيات الهيدرولوجية بذلك و 2) أن لا يؤثر السحب الإضافي على الاستعمالات الأردنية.

وما لا يدريه كل من المتحدثين، لكنهما خبيران في اللوم والتشهير، أن هذا الترتيب تم التوصل إليه بشق الأنفس. ذلك لأن حاجة الأردن للمياه المنزلية معظمها في الربع الشمالي الغربي من المملكة بين وادي الواله ونهر اليرموك، والآبار موضوع البحث بعيدة في وادي عربة. فبذلت جهدي للحصول على مياه من الجانب الإسرائيلي في غور الأردن الشمالي مقابل أن تستمر إسرائيل باستعمال اآبار موضوع البحث. وحصلنا على 10 مليون متر مكعب سنوياً تضخ إلينا من بحيرة طبريا وما تزال. وكان هناك سبب وجيه أُعطيته من قيادتنا ألا يربط المصدران ببعضهما، ولم أربط بينهما. لكن ملحق المياه (رقم 2) الذي ادعى واحد من المتحدثين علمه به، ينص في الفقرة (d) من الشق الثاني من المادة (I) على استحقاق الأردن من إسرائيل ل (10) مليون متر مكعب سنوياً من بحيرة طبريا إلى أن تقوم إسرائيل ببناء محطة لتحلية المياه المالحة في جانبها وتزويد الأردن منها بالمياه الإضافية (50) م م م سنوياً بالإضافة إلى ال (10) مليون سنوياً المشار إليها.
ولا بد من التنويه أن هناك اتفاقات لاحقة مبنية على ما نصت عليه ملاحق المعاهدة تم إبرامها بين أيار 1997 و آب 1998 مودعة لدى وزارة المياه والري ربما يجدر بالناطق الرسمي العلم بها قبل أن يتطاول على من تحمل المسؤولية بجدارة ودفع أثماناً غالية بسببها.

وأحمد العلي القدير أن من عليّ بامتداد سنوات عمري كي أرد الشرّ خيراً، لا كما اقترحه عليّ بن الجهم في رائيته الرائعة بقوله:
فقالت هُجينا قلتُ قد كان بعضُ ما ذكَرتِ لعلّ الشَرَّ يُدفعُ بالشَّرِّ
فقالت كأني بالقوافي سوائراً يَردْن بنا مصراً ويصدرنَ عن مصرِ
فقلتُ أسأت الظنَّ بي لست شاعراً وإن كان أحياناً يجيشُ به صدري
"ومكروا ومكر الله، والله خير الماكرين" آل عمران (الآية 54).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :