إعطاء الطفل هاتفاً قبل هذا العمر مضر جداً .. دراسة تؤكد
29-12-2025 01:22 PM
عمون- على الرغم من كثرة التحليلات والدراسات حول تأثير الشاشات والهواتف الذكية على الأطفال، لكن حيثما تلتفت في المجمعات التجارية أو المطاعم وغيرها، ترى أطفالاً تحت 12 عاماً يحملون هاتفاً محمولاً.
وفي السياق، أكد ران بارزيلاي، الباحث في جامعة بنسلفانيا والأب لثلاثة أطفال، أنه لن يمنح طفليه الأولين هواتف قبل بلوغهما سن 12 عامًا، لا سيما بعد ظهور النتائج الأولية لدراسته الخاصة حول الشاشات وصحة المراهقين.
مشكلات في النوم
فقد أظهر تحليل أجراه بارزيلاي لأكثر من 10,500 طفل في 21 موقعًا بالولايات المتحدة أن الصغار الذين حصلوا على هواتف في سن 12، مقارنةً بسن 13، كانوا أكثر عرضة بنسبة تزيد عن 60% لمشكلات النوم، وأكثر عرضة بنسبة تزيد عن 40% للإصابة بالسمنة. وأكد بارزيلاي، أستاذ الطب النفسي في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا: أن هذا الأمر لا يمكن تجاهله"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وكانت عدة دراسات وتحليلات سابقة حذرت من مخاطر الهواتف على صحة المراهقين النفسية وتركيزهم، فضلاً عن تأثيرها على الذاكرة.
سلوك انتحاري
بل إن إحدى الدراسات البارزة، التي نُشرت في يونيو في مجلة JAMA، تطرقت إلى الاستخدام الإدماني للهواتف بين المراهقين وتأثيره على سلوكياتهم الانتحارية. ولفتت إلى أن المراهقين الذين زاد استخدامهم الإدماني مع الوقت كانوا أكثر عرضة بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات للتفكير والسلوكيات الانتحارية مقارنةً بمن بقي استخدامهم منخفضًا.
كما وجدت الدراسة فروقًا في نوع النشاط الإلكتروني والمخاطر. فالأطفال الذين زاد استخدامهم للألعاب الإلكترونية كانوا أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية الداخلية مثل القلق والاكتئاب، بينما الذين زاد استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة لسلوكيات خارجية مثل كسر القواعد والعدوانية.
وقالت يونيو شياو، أستاذة علوم صحة السكان في كلية طب وايل كورنيل، إن النتائج تشير إلى وجود مجموعات أكثر عرضة للأفكار والسلوكيات الانتحارية المرتبطة بالمنصات الإلكترونية، وأن هناك حاجة لمزيد من البحث لمعرفة ما يجعل طفلًا أكثر هشاشة من آخر.
الإدراك والذاكرة والتعلم والتركيز
إلى ذلك، شهد شهر ديسمبر موجة من التحليلات الجديدة لبيانات ABCD، كل منها يدرس جانباً مختلفاً من صحة المراهقين.
فقد درست رسالة بحثية في JAMA استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره على الأداء المعرفي لدى الأطفال بين 9 و13 عاماً. وحدد المؤلفون ثلاث مسارات: استخدام قليل أو معدوم، استخدام منخفض لكنه في ازدياد، واستخدام مرتفع وفي ازدياد.
فأظهرت المجموعتان الأخيرتان أداءً أضعف قليلًا في مجموعة من المهام المعرفية، بما في ذلك القراءة الشفوية، وذاكرة تسلسل الصور، واختبارات المفردات. وأشار الباحثون إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تحل محل أنشطة أكثر ارتباطًا بالتعلم - وهي فكرة أكّدتها دراسات سابقة.
وقال المؤلف الرئيسي جيسون ناغاتا، أستاذ طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن هذه الفروق تعادل تقريبًا انخفاض درجة الطالب من A إلى B.
يذكر أنه لأعوام، كان الجدل حول تأثير الشاشات على المراهقين قائماً على عدم اليقين.
لكن الأمر تغيّر بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2025. إذ أوضح عدد كبير من الدراسات كيف يمكن أن يضر الوصول المبكر للهواتف الذكية والاستخدام المكثف للشاشات بعقول المراهقين.
إذ بينت الأرقام أن الشاشات تُحدث تأثيرًا أوسع وأعمق مما كان متوقعًا على الأداء المعرفي، مثل بطء سرعة المعالجة، وضعف الانتباه، وضعف الذاكرة.
كما أظهرت ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق مع زيادة التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، والتأثير على جودة النوم.
العربية