عمون - هشام عورتاني - اصدرت وزارة الاوقاف صباح الثلاثاء تعميماَ على خطباء وأئمة المساجد في كافة انحاء المملكة يتضمن عدم اتاحة الفرصة لاي جهة باستغلال المنابر لغايات انتخابية كما يتضمن توجيهات لأئمة المساجد لحث الناس على المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة.

من جهته قال امين عام وزارة الاوقاف بالوكالة عبد الرحمن ابداح في تصريحات ل "عمون" ان التعميم المذكور يأتي في سياق خطة مدروسة لوزارة الاوقاف سيتم الانتهاء منها في الايام المقبلة تتضمن خطوات لتحييد منابر المساجد عن التأثير على مجريات العملية الانتخابية والتاثير على الناخبين وعلى النساء خصوصا عبر تهديدهن بالطلاق من قبل ازواجهن في حالة عدم انتخابهن لاحد الاشخاص او الضغط عليهن باي طريقة من الطرق.

وقال ابداح ان التعميم الذي تم توزيعه على ائمة المساجد يشتمل على اشارات بثواب من يقدم على التصويت في الانتخابات النيابية ، مضيفا ان الوزارة لا تقبل ان يتم استغلال المنابر لأي غاية انتخابية بسبب ان قانون الوعظ والارشاد يمنع ذلك ، مبينا ابداح ان وزارة الاوقاف تعتبر تحريض المواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات النيابية من الكبائر.

وحول تأخر الوزارة في اصدار هذا التعميم قال ابداح ان الكثير من الوزارات لم تنته من اعداد خطتها والاوقاف كغيرها من الوزارات ، وبخصوص عدم تضمن خطبة الجمعة اي اشارات بتوجيه الناس للمشاركة قال ابداح ان وزارة الاوقاف تعد لذلك .

من جهته بعث غبطة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين رسالة الى أبناء الابرشية في الاردن بمناسبة الانتخابات النيابية 2010 ، جاء فيها :

قال السيد المسيح : "أدوا لقيصر ما لقيصر ، ولله ما لله " (متى 21:22).

أيها الأبناء الاحباء ،

على ابواب اجراء الانتخابات النيابية للمجلس التشريعي النيابي السادس عشر، في مملكتنا الأردنية الهاشمية، يسرنا بداية أن نوجه شكرنا الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي يشجع ويدعو المواطن الأردني الى ممارسة حقه الدستوري وحريته الكاملة ، وبكل روح مسؤولية، والمشاركة في الانتخابات النيابية للاسهام بخدمة وطننا الاردني العزيز . وكلنا فخر بما قاله جلالته في استقبال قداسة البابا بندكتس السادس عشر ، في أيار 2009 : "إن أبناء شعبنا، مسلمين ومسيحيين، هم مواطنون متساوون أمام القانون، يشاركون جميعاً في بناء مستقبل بلدهم".

ان الانتخابات النيابية، هي فرصة ذهبية يستطيع فيها المواطن الاردني أن يمارس حقه وواجبه فيها، في هذا الوطن الحبيب الذي يعيش فينا، اذ بعد عبادة الله الواحد، يبقى الاردن أولا، وتبقى مصلحة الوطن هي الاساس ، وفوق كل مصلحة فردية أو مأرب فئوي .

يحدثنا الإنجيل المقدس، عن السيد المسيح، الذي طلب من أتباعه، أن يكونوا في العالم، لا خارجا عنه، وطلب منهم أن يشعّوا نورا ، ويكونوا ملحا للأرض ، وخميرة للعجين ( متى 13:5) . وتشكل كل هذه الآيات وغيرها ، أساسا لاشتراك كل مواطن اردني في تشييد وطنه، وفي بناء مستقبله ، فلا تناقض فيما يوصي به الإنجيل الطاهر بين العبادة لله والانتماء للوطن، والولاء لقيادته . "أدوا لقيصر ما لقيصر ، ولله ما لله " (نتى 21:22).

وفي الانتخابات النيابية ، علينا أن ننتخب الذين نراهم الافضل أمام ضمائرنا وأمام الله والتاريخ ، لكي يكون البرلمان القادم قادرا على تحمل مسؤولياته، فيما تقبل المنطقة على متغيرات جذرية . وعلى الناخبين أن يحكموا ضمائرهم لانتخاب الاجدر والاكثر كفاءة ، كما على أخوتنا المرشحين ، أن يعملوا لا بدافع المنافسة غير الشريفة والعجب ، بل بروح الانتماء والمسؤولية والمحبة التي يوصي بها السيد المسيح أتباعه ، والتي هي دستور حياة المسيحي في كل زمان ومكان . كما علينا تجنب كل ما من شأنه أن يعيق الانتخابات النزيهة ، أو يعيق انتخاب المرشحين الاكفاء والقادرين على تقديم الخدمة السليمة لمجتمعهم ووطنهم . وما السلطة في الديانة المسيحية الا خدمة ، والمسيرة الديمراطية التي خطاها الاردن، بحاجة الى كل الكفاءات لتعمل بتناغم وانسجام.

جاء في وثيقة العمل الاساسية لسينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط ، والذي ينعقد في الفترة ما بين العاشر والرابع والعشرين من تشرين الاول لهذا العام : " للمسيحي اسهام نوعي لا غنى عنه ، في المجتمع الذي يعيش فيه، ليثريه بقيم الانجيل ، فهو شاهد للمسيح وللقيم الجديدة ، التي حملها للبشرية . ولذلك ينبغي على التعليم المسيحي أن يكوّن ، في الآن نفسه ، مؤمنين ومواطنين ، فعالين في مختلف مجالات المجتمع ، فالالتزام السياسي الخالي من القيم الانجيلية ، هو شهادة مضادة ، ويسبب ضررا أكثر ما يعمل خيرا . وفي العديد من النقاط ، تتلاقى هذه القيم مع قيم المؤمنين المسلمين، وبالأخص فيما يتعلق بحقوق الانسان، مما يثير الاهتمام بالعمل على تنميتها" ( وثيقة العمل الاساسية ، رقم 111).

واذ نرفع الى الرب ، محب البشر، حار الدعاء ، من "أجل مليكنا المعظم، وكل ذي سلطة ، كي نقضي حياة وادعة مطمئنة، بكل تقوى وكرامة " ( تيموتاوس الاولى ، 2:1) ، فاننا لنشكر الله تعالى على نعمة الامن والاستقرار التي ترفل فيهما مملكتنا العزيزة، كما نشكر المواطنين مشاركتهم في الانتخابات المقبلة ، وأخذهم لها بكل جدية وروح انتماء صادق .

نسال الله أن يديم علينا نعمة الأمن ، بقيادة العائلة الهاشمية الكريمة ، ومن خلال مساهمة شعبنا المميزة ، بارككم الرب وحفظكم جميعا .