عمون -صدر للشاعر د.راشد عيسى كتاب أدبي بعنوان "ترجيعات النصوص" عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
الكتاب مختلف في مضمونه وهيكليته، إذ يضمّ أربعة أنماط أدبية: مقاربات في مديح الذات اللغوية، وقصائد، ورسائل على ذمة الحب، وقصص قصيرة. وتجمع هذه الأنماط المختلفة روحٌ تعبيرية واحدة قائمة على فتنة اللغة الشاعرة واستلهام طاقتها الإبداعية القصوى .
كتب عيسى تجليات تحليلية عالية الإيحاء تؤكد عبقرية اللغة في تخصيب النص تحت عنوانات (اللغة واللعب، العمارة اللغوية، البستنة اللغوية، الصرافة اللغوية، الحياكة اللغوية، عبقرية التخييل اللغوي، أنوثة الكلمات، والمعاني الذكور)، وهي عنوانات أراد بها صاحبها أن تكون مرايا للروح الأدبية الخلاقة التي تستثير طاقة اللغة وقدرتها على أن تكون هدفاً جمالياً رئيساً في النص الأدبي.
وفي الكتاب قصائد تشتغل على التشكيل الفني المتنوع، وتتجه في أغلبها إلى مديح عبقرية الأنوثة من خلال صور شعرية أساسها القناع والرمز وخصب الإيقاع.
أما النمط الثالث، فقد جعله عيسى مجموعة من القصص القصيرة المنسوجة بلغة شاعرية ذات فضاء واسع من الإيماء من مثل: "ذات حياء، جلست على قارعة النساء، وعلى حين يأس مرت من على بعد شهقة مني امرأة ذات قوام نادر، نظرت إليها فسمعتني".
وجاء الجزء الرابع (رسائل وتجليات وجدانية في مخاطبة الحبيبية) بأسلوب يوظف اللغة اللاذعة النشطة ذات المعاني العنقودية المتوالدة في التركيب اللغوي الواحد.
يشار إلى أن مادة الكتاب تشكل "نصنصة أدبية" تلعب فيها اللغة الثائرة دور البطولة، إذ يستمد صاحب عيسى رؤاه من إعادة إنتاج كلاسيكيات النقد العربي القديم بطرائق جديدة تحمل روح المعاصرة والحداثة واختراق السائد. كما يؤكد قدرة الشاعر على استدعاء اللغة برائحتها "المشوية" داخل أي نمط فني.